اسطورة صندوق الديبوك الملعون
بقلم : كريم البحيري
النهاردة هنحكي أسطورة جديدة ليها جذور شرقية وغربية في وقت واحد, والأسطورة
دي من كتر الخرافات اللي بتنتشر حواليها بدأ الناس تخلط ما بين هل هي حقيقة أم
مجرد خرافة.
أربط حزام الأمان ويلا بينا نطير علي عام 2001 بداية إنتشار الأسطورة
اللي تاريخها بيرجع لألاف السنين.
في 2001 تاجر تحف أٍسمه كيفن مانس, كان موجود في مزاد في أحد دور
المزادات اللي ديما كان بيزورها, بس مكنش يعرف إن زيارته دي هتخلد إسمه في التاريخ,
وهتربطة بأسطورة عمرها ألاف السنين... وهتخليه يعيش اسوء كابوس في حياته.
بعد شوية مزادات صعدت بنت عشرينية قالت إنها حفيدة سيدة يهودية إسمها
" هفاله" وإن جدتها واحدة من اللي نجوا من محرقة الهولوكوست في بولندا, وإن
الجدة هربت لأسبانيا ومن هناك أشترت صندوق قبل ما تتجه للولايات المتحدة الأمريكية
كمحطة أخيرة, وإنها قبل وفاته أكدت علي عدم فتح الصندوق أو بيعه, وقالت انه صندوق
يحوي قوي شريرةولازم يحتفظوا بيه بدون فتحه، لكنها (الحفيدة) مبقتش عايزة تحتفظ
بيه بعد وفاة جدتها فقررت تبيعه.
الحقيقة رغم القصة اللي قالتها البنت مغرية لجامعي التحف الغريبة،
إلا أن محدش رضي يشتري الصندوق, لكن مانس تاجر التحف قرر شرائة ب150 دولار فقط, وبعدها
راح لمحلة وحطه داخل القبو .
كيفن مانس بيقول بحسب مصادر للقصة أنه من اليوم دا بدأت الأحداث
السيئة تحصل في حياته, أولها بدأ بإتصال من البائع اللي كان في محله بيؤكد ليه أن
في زبون بدأ يكسر في التحف اللي في المتجر بدون أي سبب, ولما راح الأخ كيفين لا لقي
البائع ولا لقي الزبون الغضبان, بس لقي نور المكان كله مكسر, فشدة الفضول أنه يروح
للقبو يفتح الصندوق.
قبل ما نكمل خلينا أقولك أن في مصادر تانية قالت أن الاتصال اللي جه
لكيفن كان من بائعة متجرة مش بائع, وأنها شدها الفضول ففتحت الصندوق ولقت فجأة
لمبات الكهربا كلها أتكسرت والمحل بدأ التحف اللي فيه تتحدف وتتكسر وكأن في شخص
غاضب بيكسرها.
ولما كيفن سمع الاستغاثة راح جري فلقي المحل مقفول من برة بالمفتاح
علما أن مفيش مفتاح غير معاه هو بس, ولما دخل لقي البائعة قاعدة تحت طربيزة
ومرعوبة ولقي المحل متكسر, وفي ريحة وحشة جدا منتشرة في المكان, ولما جه يكلم
البائعة مقدرش يفهم منها أي كلمة غير أشارة للصندوق وطلعت هربت من الباب فورا.
المهم أن العم كيفين لقي جوا الصندوق عملتين بيرجع عمرهم لعشرينات
القرن الماضي, وخصلة شعر أشقر مربوطة بخيط, وتمثال علي شكل حجر منحوت عليه كلمة "شالوم"
بالعبري, وكاس نبيذ ذهبي اللون, ووردة جافة, وجنبها حامل شموع بأربع رجول.
كيفن طلع محتويات الصندوق وقرر ينضفة كويس, وقال ان الصندوق القيم دا
محدش يستحق أن يملكه غير والدته, وقرر يهدية لوالدته اللي كان بيحبها جدا, ورغم ان
اليهود معروف عنهم البخل, بس كيفن قرر يبقي كريم مع أمه, وفعلا يوم ميلادها منحها
الصندوق, مش بس كدا دا عزمها علي مطعم جميل, ودخل الحمام في المطعم ورجع لقي نادل
المكان " مقدم الطلبات" بيقابلة ويقوله أن والدته بتتصرف بغرابة, فجري
عليها لقاها متخشبة مكانها ودموعها نازلة من عنيها ومش بتتكلم .
فنقلها علي الفور للمستشفي وصنفت انها جالها جلطة في المخ، وهناك لقي
أمه مش بتكرر غير كلمتين ( BOX NO) واللي معنا (الصندوق لا) فأفتكر
أن الصندوق مكنش عاجبها فباع الصندوق لزوجين في الأربعينات بعد ما قالهم اللي
قالته البنت في المزاد, ووعد والدته يجيب ليها صندوق تاني, لكن كانت المفاجأة, بعد
يومين لقي الصندوق علي باب المحل بتاعه ومكتوب عليه جملة غريبة بالنسباله وهي ( يسكن
هذا الصندوق الظلام والشرور), وهنا بدأ يربط كيفن بين اللي بيحصله من ألم في جسمه,
واللي حصل للمحل بتاعه ولأمه من وقت ما اشتري الصندوق دا.
فقرر ياخده بيته لحد ما يلاقي حل, لكن بحسب المصادر وكلام كيفن دي
كانت البداية, لأن بعد كدا بدأ مانس يشوف كوابيس مرعبة بالنسبالة, وبدأ يشوف وش
صديق لية بشكل مرعب, وكمان بقي يشوف أشباح في كل حتة في بيته,ولما قرر يبحث عن
معلومات عن الصندوق دخل في نوم عميق أثناء البحث, وحس ان في حد وراه وبيتنفس في
ضهره بنفس سخن, ولما ألتفت أتفاجيء بشكل بشع جدا علي حد وصفة, فقرر يعرض الصندوق
علي موقع ( إيباي) وفضل يعاني كيفن لحد ما في 2003 ظهر الخلاص.
طالب أسمه لوسيف في ٢٠٠٣, طلب يشتري الصندوق ب300 دولار, والحقيقة أنه لو كان سئل كيفن كان هيدهوله ببلاش من الرعب اللي شافه,
وأرتاح كيفين من الصندوق, علشان تبدأ معاناة
لوسيف.
بيقول لوسيف, أنه من أول ما أخد الصندوق بدأ كهرباء البيت تفرقع
لوحدها, وبدأ يشوف وجوه مخيفة, ويعاني من كوابيس لو نام, وأرق بشكل مستمر وحالة من
الجنون أصابته, فقرر يتخلص من الصندوق وباعه لشخص أسمه جايسون هاكسون, وبكدا أرتاح
الأخ لوسيف وبدأت معاناة جايسون.
بيقول هاكسون أنه من أول ما أستلم الصندوق, وهو بيشوف عجوز مخيفة, وأنه
فضل يعاني من الإختناق, وبيجيب دم من فمه لو كح, وكان جسمه كله مصاب بقشعريرة
مستمرة.
وقرر هاكسون يتخلص من الصندوق, لكن المرة دي أشتراه زاك بافانز بطل
برنامج مغامرات الأشباح, ومنع أي حد يشترية أو يبص عليه, وحطه في متحفة في لوس
أنجلوس, وسمح فقط برؤيته للي يوقع علي أوراق بأخلاء مسئولية زاك من أي شرور او
مشاكل تحيط الشخص اللي هيطلع عليه, ومن وقتها أختفي الصندوق نهائيا لأن محدش بيوقع
ومحدش بيروح .
قصة الصندوق دي ناس كتير صدقوها, لكن في ناس أكتر أكدت أنها مجرد
أسطورة بيتداولها البعض لأضفاء أهمية عليها بسبب وجودها في مراجع دينية يهودية, وعلشان
كمان هي مادة خصبة للمؤمنين بالأشباح, دا
غير أن أغلب القصص اللي أتحكت أفردها قالوا أعراض مختلفة ومحدش حس بيها غيرهم.
كريس فرينش واحد من ألاف كذبوا القصة أنها تكون حقيقة قال, أن زاك
أشتري الصندوق ومحصلوش أي حاجة, بالعكس هو نسج حوالية قصص أكتر علشان يستفيد منه
في برنامجه, لكن لو فعلا الصندوق مسكون بروح شريرة لية مقربتش من زاك, ولا من
البنت اللي باعته وقربت بس من مالكيه بعد البنت اللي نشرت القصة.
وقال كمان كريس, أن اللي أشتروا الصندوق كانوا عارفين أنه مصحوب
بلعنه, ودا خلي مخهم ونفسيتهم مهيئة لرؤية أمور سيئة, فبقي أي حاجة تحصلهم بدل ما
يشوفوا أسبابها بدأوا يرموها علي الصندوق.
والحقيقة دا كان رأي متخصصين أخريين في علم النفس وعلم الأساطير, أكدوا
أن البشر بيميلو لتفسير الحوادث ديما بأن وراها قوي خفية, وأن الأسهل ليهم يقولوا
أن الشر هو اللي تسبب في اللي بيحصلهم, عن أنهم يواجهوا مشاكلهم ويلاقوا ليها حلول.
وأكدوا كمان أن الخرافة لما تملكت من أحد مالكي الصندوق, راح جاب
رجال دين يهود وعمل جلسة طرد للروح الشريرة اللي ساكنه الصندوق, وأكدوا ليه ان
الروح أنصرفت, وفعلا مبقاش يحصلوا حاجة, لكن لما اتنقل لمالك تاني رجعت الأحداث
تحصل تاني, ودا يفسر أن الخوف المسبق ممكن يخليك تعيش أوهام بيصنعها عقلك وبيخليك
تصدقها.
قصة الصندوق دي أقرب لقصص الجن في الشرق, والأشباح في الدول الغربية,
وهي قصص بترجع لألاف السنين, وبسببها بيصرف البشر سنويا مليارات الدولارات علي
عمليات السحر والشعوذة، واللي بيستغل ضعفهم
مجموهة من الدجالين وبيسايروهم علشان يستولوا علي أموالهم.
وقبل ما ننهي القصة أكيد حابين تعرفوا أيه الصندوق دا وإيه تاريخة؟
الصندوق أٍسمه ( صندوق الديبوك اليهودي المعلون)
والأسطورة بتقول أن كلمة " الديبوك" كلمة يهودية بمعنى
الروح الشريرة و بعض النصوص الدينية اليهودية ذكرت الديبوك على انه نوع من انواع
الجن.
أما الصندوق بطل قصتنا النهاردة فبيقال انه كان ملك لاحدى العائلات
اليهودية الكبيرة, والسبب وراء اللعنة التى اشتهر بها , ان احد افراد تلك العائلة
اليهودية قعد هو ومجموعة من اقاربه فى ليلة, وقرروا يعملوا جلسة لتحضير الارواح
الشريرة ويخلوها تسكن الصندوق، لاعتقادهم انها سوف تحميهم من الهلاك على يد
النازيين, لكن اللي حصل العكس حيث تم حرق جميع افراد العائلة بأستثناء طفلة واحدة
هربت بالصندوق واختفت, واحتفظت به حتى ماتت عن عمر 103 عام و قبل ان تموت تركت
خطاب توضح فيه حقيقة الصندوق والروح الشريرة التى تسكنه...واللي بعدها باعته
حفيدتها ومن هنا بدأت الأساطير تنسج حوالية.
وفي تعريفات أخري بيتقال أن صندوق الديبوك بيرجع تاريخه لألاف السنين,
وهو صندوق بيسكنه روح شريرة لشخص مات بس روحه مش مرتاحة, وأن لو حد حاول يحرق
الصندوق هيحتاج فترة أطول من حرق أي صندوق عادي, وأن الأرواح الشريرة اللي سكناه
هتنطلق في العالم تؤذي البشر, وقصة الصندوق دي كانت أحد أهم المصادر الملهمة لمؤلف
فيلم ( الإٍستحواذ الشيطاني) اللي صدر سنة 2012, وبيحكي قصة الصندوق.
وبكدا تكون أنتهت حكايتنا
فلو عجبتك الحكاية ياريت تسبلنا رأيك, وتعملها شير, وتدعوا أصدقائك
كنوع من التشجيع
ونشر المعرفة... ومتنساش تبص علي قصصنا وأساطيرنا القديمة
مرفق صور للصندوق بطل القصة
صفحة الاساطير علي الفيسبوك
https://www.facebook.com/KareemElBehireyOfficial
صفحة الخرافات
https://www.facebook.com/MythsDaliy
Comments