المدونة فى حالة حداد حتى نجاح الثورة

بقلم : كريم البحيرى

لقد كانت مدونتى هى اداة من ادوات المقاومة التى كنت اواجه بها نظام مبارك ومن بعده نظام العسكر، ولكنى اليوم وبعد انتهاء محاكمة المخلوع قررت اعلان حالة الحداد على مصر حتى نجاح الثورة.

فقد اخطأنا من البداية عندما تركنا ثورتنا تتحول الى عملية اصلاح بسبب جشع التيارات الدينية ورغبتها فى السلطة، وليس هم فقط المتهمون بل ان النشطاء الذين قالوا على انفسهم ثوريون وارتموا فى احضان الفضائيات والمجلس العسكرى فى اعقاب الثورة هم ايضا احد اسباب ضياع ثورتنا، ولكننا اليوم امام مفترق طرق فالشعب الان فى الشارع وان لم نستغل هذه الفرصة لاستعادة صورتنا، فيستمر حداد مدونتى الى الابد، ولن افك هذا الحداد حتى تنجح الثورة، واقول لأبنى ان جيلى لم يبع هذا الوطن، ولم يترك ثورته تضيع كما فعلت اجيال سابقة صمتت على ظلم حكامنا الديكتاتوريون، سأنزل وأعلن الحداد حتى أقول لأبنى فى يوم من الأيام لقد كان جيل والدك قويا وشجاعا كجيل أكتوبر الذى استرد أرض سيناء، فهو أيضا أسترد مصر من احتلال عائلة مبارك ونظامه العسكرى.

ادعوا الشعب بالكامل وكافة عمال مصر للنزول واعلان الحداد واستكمال الثورة، والتوقف عن مهاترات الحديث عن الاستقرار والأمان، فلا أستقرار ولا أمان أذا استمر نظام ساقط فى إدارة شئون بلادنا.

اما من يحدثنا عن عدالة القضاء أقول لهم ان كثير من القضاه كان ينتدبهم نظام مبارك مقابل حفنة من الأموال، والدولة التى تضيع ثورتها وشعبها يشاهدها ويصمت لا يندهش احد حينما يكون قضاءها غير عادل.

واخيرا اقول لكم ان الثورات لا تستخدم العدل والرحمة مع اعدائها، فكل الثورات التى استخدمت العدل والرحمة والمحاكمات العادلة وصلت فى النهاية الى الفشل واعادة انتاج النظام الساقط فى اشكال مختلفة.

ايها الشعب العظيم انزل واستكمل ثورتك حتى نقف امام الأجيال القادمة ونقول لهم اننا ثأرنا لشهدائنا، ورفعنا إحتلال إنظمة العملاء عن صدورنا وأسترددنا وطننا.

وفى نهاية مقالتى التى لا اعرف هل ستكون الاخيرة ام لا أقول لأبنى ، اننى لن أعود الى هذه المدونة او حالة الهدوء النفسى أو الشعور بأنى بشر قبل أن أجعل حياتك وجيلك أفضل مما كنا، ولتفخر ان والدك كان من جيل 25 يناير الذى لن يعود لمنزله قبل ان ينهى أعداء ثورته حتى ولو كان الثمن الدماء.

المجد للشهداء، المجد للشعب الثائر، يسقط حكم العسكر، يسقط حكم مبارك