شيوخ الفتنة بين القدسية والحقيقة العائبه
بقلم : كريم البحيرى
يبدو ان شيوخ الفتنة مع ثورة يناير فرض عليهم نوع من القدسية فلم يعد اى شخص يملك علما قادر على الاقتراب منهم او محاولة دعوة الناس لمقاطعتهم لما يثيروه من فتن.
فقد اصبح هؤلاء الشيوخ فى قدسية الرسول- عليه الصلاة والسلام- وصحابته الأجلاء، وقد ظهر هذا جليا عندما دعى لثورة يناير، وخرج شيوخ الفتنة ليعلنوا ان الخروج على الحاكم حرام شرعا، فكان من أهل العلم ان قالوا مقولة أبو ذر الغفارى أحد الصحابة الكرام "عجبت لمرىء لم يجد قوت يومه ولم يخرج على حاكمة شاهرا سيفه" فكان رد المؤيدين لشيوخ الفتنة ان هذا مجرد قول لصحبى، وليس حديثا عن الرسول، ورغم ان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني , فيقول سلمان الفارسي
: ((والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف )) فيقول الخليفة (( الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوم عمر بحد سيفه )).
الا ان كل ما قيل كان لا يلقى بالا عند جمهور مؤيدى شيوخ الفتنة، الذى وضعوا قدسية ذائفه على هؤلاء المشايخ، وبدأو يؤكدون ان البيان الذى اصدره مجموعه من هؤلاء الشيوخ هو الصحيح، وتناسو ان الصحابة الكرام تعلموا من الرسول الكريم ولن يقولوا نصا خاطئا، الا لو افترضنا ان كل ما استقوه من تعاليم الرسول الكريم كانت هى الاخرى خاطئه.
القدسية التى فرضت على هؤلاء الشيوخ وصلت الى حد تبرير اخطائهم، فعندما قام الشيخ محمد حسين يعقوب -وهو احد - شيوخ الفتنة العظماء ومن يتحدوا العلم- ووصف استفتاء الدستور المهلهل بأنه "غزوة الصناديق، واختيار شريعة الله للحكم، واللى مش عاجبة تأشيرات كندا وامريكا موجوده" وعندما هوجم وقال ان حديثه الذى استمر وسط التهليل والتكبير ربع ساعة فرحا بهذه الغزوة على حد وصفه كان مجرد مزحه، ودافع عنه موريديه وأكدوا انه شيخ جليل ولا يكذب وجعلوا الشعب يرى حديث يعقوب وكأنه حديث مقدس، وان العلمانيين "الكفار" يريدون تشويه صورته، متناسين ان يعقوب بشر ومن الممكن ان يكذب، وانه ليس من المنطق ان يستمر مزاح لمدة ربع ساعة، ولا يكون هناك مزاح ابدا مع التهليل والتكبير.
فرض القدسية مستمر خاصة بعد "جمعة قندهار" وهى المعروفة بجمعة السلفيين والاخوان، فقد تم طرد الفتيات من الميدان والاعتداء على أى شخص يحاول الاقتراب من قدسية شيوخ الفتنة، وعندما هوجم السلفيين والاخوان، تبرأ الاخوان من رفع علم السعودية، وأخذ السلفيين المؤيدين لشيوخ الفتنة يبررون رفع العلم بأنه مكتوب عليه "لا اله الا الله"، ومبررين الاعتداء على العلمانيين بأنهم كفار ويريدون نشر الفسق والفجور وعدم تطبيق شريعة الله فى الأرض، واخيرا طرد الفتيات الغير محجبات لأنهم يثيرون الشهوات ومتبرجات.
فرض القدسية وصل الى حد ان زعم هؤلاء الشيوخ بأنهم مضطهدون وان العلمانيون الكفار يملكون كل زمام الأمور، وتناسوا حقيقة غائبة وانهم يملكون مئات القنوات الفضائية على القمر الصناعى نايل سات وهوت بيرد، وغيرها من الأقمار، ينشرون فيها افكارهم الوهابية والتكفيرية والتحريضية ليستقيها المواطنون.وعندما يحاول المواطنون الذين يحتكمون للعقل التوضيح للشباب المؤيدين لشيوخ الفتن هذه الحقيقة يتم اتهامهم بالكفر والحصول على تمويلات من امريكا واسرائيل، وكأن شيوخ الفتنة لا يحصلون على اموال من قندهار والسعودية وبلاد اخرى كثيرة تريد نشر الافكار المتشدده والوهابية فى بلادنا العظيمة مصر.
فرض القدسية وصل الى حد اعتبار محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وعمر عبد الكافى،ومحمود المصرى، وابو اسحاق الحوينى، والشيخ الشعراوى الذى كان ينشر الكثير من الافكار الرجعية، وغيرهم أنهم لا يخطئون وان قولهم فرض عين يجب ان يطبق وان من يخالفهم هو جاهل وكافر
ويبقى الان امامنا ان نناقش كيف لنا ان نتخلص من هذه القدسية الذائفه لشيوخ لا يرغبون سوى فى ذيادة ارصدتهم فى البنوك من الملايين الى المليارات.
ولنا فى شباب الاخوان القدوة الحسنة حينما قرروا ان يخرجوا على قرارات مرشدهم العام وخالفوه فى كثير من الامور والاراء والتى عوقبوا بسببها بالفصل من الجماعة وبهذا الموقف سقط قناع القدسية الذائق لمرشد الاخوان وحان ان يسقط عن كل شيوخ الجهلية.
ولنا ان نتذكر ان هؤلاء الشيوخ الذين يفترض انهم "لا يخشون فى تعاليم الله لومة لائم" كانوا يستمعون الى حديث ضباط امن الدولة ويطبقونه دون نقاش مخافة القائهم فى غياهب سجون أمن الدولة، رغم ان العلمانيون اذين يصفوهم بالكفر كانوا يتحدون هذا النظام وجهازه الأمنى وتحملوا التعذيب والتنكيل فى سجون النظام دون خوف.
لا اعلم لماذا نستمع دائما لكل من يقول قال الله وقال الرسول حتى ولو كان كلامة محض افتراء وتأويل خاطىء لنص واضح، ان هذا لا يخدم سوا شيوخ الفتن ومموليهم من قندهار وأرض الوهابية ويشوه الاسلام المستنير ويدعم فكر المتشددين الذى قد يؤدى الى انهيار بلادنا وانتهاء ثورتنا واستبدال نظام مبارك المخلوع المستبد العميل لاسرائيل بنظام جديد من عملاء التشدد والوهابية.
Comments