هل أصبح ملك ملوك افريقيا هو الرجل الخفى؟
معمر القذافى
يبدو أن شخصية القذافى المحيرة دائماً والمحاطة بالغموض والغرائب ستستمر طويلا حتى بعد إعلان سقوط نظامه رسمياً من قبل المجلس الانتقالى الليبى.
فبعد اكتشاف العالم أن القذافى يملك شخصية كاريكاتيرية خاصة بعد خطابه الشهير الذى تناولته مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى بسخرية، والذى حمل عنوان "من أنتم"،وتلاه خطاب "التوكتوك"،بدأ القذافى فى استكمال حالة الغرابة من جديد بالبحث عن مكان أختفائه؟
بعد أن اصبح لسان حال المجتمع الدولي منذ أمس أين اختفي القذافي.
هل القذافى مازال داخل ليبيا؟ أما أنه أستطاع الخروج؟، وإذا خرج الى أين ذهب؟ هل إلى مصر أم تونس أم النيجر أو تشاد أم السودان أو الجزائر؟.
واذا كان مازال داخل الحدود الليبية ففى أى بلدة يتواجد، هل بطرابلس، أم بمسقط رأسه قرب مدينه سرت، أم فى الأماكن القليلة التى مازالت تدين له بالولاء؟.
أجهزة الأمن التابعة للمجلس الانتقالى ذكرت فى وقت سابق وصول القذافى إلى الحدود الجزائرية، ثم تم نفيها من سيف الأسلام نجل معمر، بعدما ظهر فى مقابلة صحفيه للتأكيد على عدم إعتقاله وإستمرار وجوده هو ووالده بطرابلس، ليعود الغموض من جديد.
مراقب للوضع الليبى أكد أن هناك أنفاق سريه أسفل النهر الصناعى العظيم الذى وضع معمر حجر أساسه بمدينة جالو في 28 اغسطس 1984، وهو ما قد يطرح تساؤلا جديدا، عن إمكانية إستخدام القذافى لهذه الأنفاق، كمخبى، أو كوسيلة للتنقل داخل ليبيا أو الوصول إلى الحدود، للهروب خارج البلاد، خاصة مع الحظر الجوى والبحرى الذى تفرضه قوات حلف الناتو، وهو ما يصعب فرضيه الخروج عن طريق الجو والبحر.
وبعد الكشف عن أحد المقرات الأمنة التى أنشائها القذافى فى بنغازى تحت أحد مقرات الرئاسة التابعه له، انتشر الحديث فى الأوساط الليبية عن أحتمالية وجود العديد من هذه المقرات ووجود شبكة أنفاق لا يعرفها سوا القذافى وبعض المقربين إليه.
وكانت صحيفة صندي ستار في عددها الصادر فى الثانى عشر من يونيو قد ذكرت أن العقيد الليبي معمر القذافي يختبئ في متاهة ضخمة من أنفاق المياه في الصحراء يصل عمقها إلى نحو 182 متراً تحت الأرض، في محاولة يائسة منه للبقاء على قيد الحياة.
وقالت الصحيفة إن القذافي لجأ إلى الإختباء تحت الأرض لتجنب غارات مقاتلات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد تعرضه إلى وابل من الضربات الجوية.
وأضافت أن الأنفاق التي يبلغ عرضها نحو 4 أمتار مصنوعة من مقاطع من الأنابيب الخرسانية زنتها 75 طناً ويصل عمق بعضها إلى نحو 182 متراً تحت الأرض، هي جزء من مشروع النهر الصناعي العظيم الذي بناه القذافي في الثمانينات بكلفة 20 مليار جنيه استرليني، ويُعد أكبر وأغلى مشروع من نوعه في التاريخ وصُمم لاستخراج المياه من عمق 762 متراً تحت الصحراء ونقلها إلى المدن والبلدات الليبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأنفاق تربط بين الصحراء، وبين مقر القذافي في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدينة سرت مسقط رأسه، واستخدمها النظام الليبي كمعسكرات لقواته أو لتخزين المركبات والمعدات العسكرية أو حتى الغاز السام.
ونسبت إلى مصدر أمني قوله إن "القذافي يختبئ تحت الأرض لانقاذ نفسه، ولا يريد البقاء فوقها حيث يمكن استهدافه".
من جهته أكد ثابت رجب الناشط السياسى، و المتابع للشأن الليبىأن فرصة نجاة القذافى ستكون ضعيفة جدا حتى ولو لجىء إلى إستخدام أنفاق النهر الصناعى.
مضيفاً أن نظام القذافى بدأ فى الإحتضار، وهو ما يعنى أن الثوار سيسيطرون على ليبيا بالكامل، وبعد تأمينها من سطح الأرض، سيبدأون فى حملة بحث شاملة للكشف عن مداخل ومخارج هذه الأنفاق، وقطع الطريق، لمنع وصول القذافى إلى أى مهرب،مؤكداً أن القذافى لن يجد مهرب إلا لثلاث بلدان هم النيجر وتشاد والجزائر، مستبعدا، استقباله فى تونس أو مصر، خاصة بعد الثورتين، أو السودان لسيطرة الثوار على الحدود الشرقيه لليبيا.
وبعد الحيرة التى وضع القذافى العالم فيها، سيتم مؤكدا أضافة لقب جديد الى ألقابه العديدة وهو "الرجل الخفى".
Comments