طبيب مصري يحذر من التعرض للشمس أثناء الصيام
توصلت دراسة حديثة إلى أن الإكثار من تناول السوائل قد يقلل من مخاطر ضربة الشمس، ومنها نقص الصوديوم الذي يؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة والتشنجات الصرعية والإرباك في التفكير والنعاس، في حين أن نقص البوتاسيوم في الدم يؤثر على عضلة القلب والنبض وعلى الوظائف الدماغية والعضلية في الجسم.
وقد حذر الدكتور ياسر سعيد استشارى أمراض الباطنة والسكر من نوبات التشنجات الحرارية وضربة الشمس الناتجة عن الارتفاع الغير مسبوق فى درجة حرارة الجو ناصحاً بشرب كميات كبيرة من المياه والسوائل.
وأوضح سعيد فى لقاء مع برنامج "صباح الخير يا مصر" بالتليفزيون المصرى الجمعة أن التشنجات الحرارية هى تقلصات لإرادية تحدث للعضلات بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو ويصاحبها صداع وغثيان وقىء يؤدى إلى غيبوبة، ناصحاً بالإكثار من شرب المياه وتناول الخضراوات لأنها تحفظها لفترات طويلة بالجسم.
وناشد الطبيب المصرى المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة لتجنب الإصابة بضربة شمس التي من أعراضها توقف الغدد العرقية مع إحمرار بالوجه وغثيان وقىء يؤدى للوفاة.
ونصح استشارى الباطنة بالجلوس فى مكان بارد وشرب كميات كبيرة من السوائل، مشيراً إلى أنه فى حالة الإصابة بضربة الشمس أو التشنجات الحرارية يجب لف المريض فى فوطة مبللة بالماء البارد وتعريضه للهواء البارد.
وحذر سعيد من إعطاء المصاب بتشنجات حرارية "الأسبرين" لأنه يحدث سيوله في الدم يمكن أن تؤدى إلى الوفاة ناهياً مرضى ضغط الدم المرتفع عن شرب العرقسوس والكركديه الساخن لأنهما يرفعان ضغط الدم.
ونهى عن بذل مجهود شاق وبخاصة أثناء الصيام وفى ظل الأرتفاع الغير مسبوق فى درجات الحرارة لأن هذا يفقد الجسم كمية كبيرة من الماء، مما يسبب صداعاً واحساس بالغثيان والقىء المفاجىء داعياً إلى وضع حد أدنى للحرارة في العمل.
ضربة شمس
وفي نفس الصدد، أكد الدكتور أحمد شهاب اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب، أن ضربة الشمس حالة مرضية طارئة تنشأ عند التعرض المفرط لأشعة الشمس المباشرة أو للأجواء الحارة ولفترات طويلة، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى حالة الوفاة إذا لم تقدم العناية الطبية اللازمة وبشكل سريع للمصاب.
وأوضح شهاب أن أشعة الشمس تؤثر على مراكز المخ الموجودة في أعلى وخلف العنق، وينتج عنها احتقانات في خلايا المخ وارتفاع في ضغط السائل المحيط به ويسبب ذلك اضطراباً في عمل التنفس والقلب والكلى.
وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الجسم جراء التعرض لأشعة الشمس ينتج عنها التعرق الشديد وخسران للسوائل والأملاح من الجسم، وذلك يرافقه نقص في الصوديوم والبوتاسيوم وبالتالي يصاب الشخص بالجفاف الشديد وبخاصة كبار السن ومرضى السكري والضغط، مما يؤثر بشكل مباشر على الدماغ فيتسبب بنقص التروية الدماغية وهبوط في وظائف الكلى والقلب.
وزراة الصحة تحذر المواطنين من أشعة الشمس
حذر الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنه خاصةً أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم والرضع وصغار الأطفال وكبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً أو أكثر، وكذلك المرضى المعرضين للتشنجات العصبية بعدم التعرض لأشعة الشمس الشديدة خوفاً من إصابتهم بضربة شمس.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد جنيدى رئيس الادارة المركزية للشئون الوقائية، أن ضربة الشمس يمكن أن تحدث لأى شخص يظل فى طقس شديد الحرارة ورطب لفترة طويلة، موضحاً أن أعراض ضربة الشمس تتمثل فى ارتفاع درجة حرارة الجسم واحمرار فى الوجه وجفاف فى الجلد والتهاب فى العين وإجهاد عام يصاحبه صداع وتقلصات عضلية، طبقاًُ لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وأشار جنيدي إلى أن الأعراض تتمثل أيضاً فى الشعور بدوار مع قىء وشعور متزايد بالارتباك والهذيان يؤدى إلى فقدان الوعيى وسرعة فى النبض مع تنفس غير طبيعي قد تظهر بصورة فجائية، حيث يفقد الشخص وعيه من غير سابق إنذار, مؤكداً أن قلة العرق فى هذه الحالة تشير إلى احتياج الجسم لكثير من السوائل.
وأكد جنيدى أن الوقاية من ضربة الشمس تعتمد على الوعي المجتمعي بها حيث يجب تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة بالإضافة إلى مراعاة الأمور الاخرى مثل الإكثار من شرب الماء أو السوائل بكمية كافية وعدم التواجد فى أماكن سيئة التهوية وارتداء الملابس الفضفاضة الواسعة ذات الألوان الفاتحة خاصة القطنية.
وأضاف أنه عند الشعور بالتعب يجب الراحة فى مكان جيد التهوية والظل, وتعرض الجسم لوسائل التبريد تكييف أو مروحة, والاستحمام يومياً بماء فاتر, كما يفضل الامتناع عن المشي فى الشمس لمسافات طويلة, واستعمال المظلة الشمسية أو القبعات الواقية لمنع التعرض المباشر للشمس.
ونصح باستخدام النظارات الشمسية لأنها تقي العين من الآثار الضاره من الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 99 - 100 فى المائة، كما أنه يفضل استخدام الكريمات الواقية من الشمس للوقاية من تأثير الشمس الضار على الجلد.
شرب الماء يحميك من ضربة الشمس
أكدت دراسة طبية تشيكية جديدة أهمية شرب الماء بشكل كاف ولاسيما خلال فصل الصيف، مشيرة إلى أن الماء يسهم إضافة إلى تنظيم حرارة الجسم في عملية الاستقلاب من خلال نقل المواد المغذية إلى أنحاء الجسم وطرح المواد الضارة منه.
وحذرت الدراسة من أن نقص الماء يؤثر على وضع الجلد البشري ونوعية وجودة الشعر والأظافر إضافة إلى شيخوخة الأنسجة بشكل مبكر.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة يانا فولتينوفا معدة الدراسة، إلى أن الماء يشكل بين 60% إلى70% من الجسم البشري ولهذا فإن عملية إدارة هذه الكمية هى مسالة مهمة منبهة إلى أن شرب الماء عند الشعور بالعطش هو أمر سيئ لأن الشعور بالعطش هو بمثابة قرع جرس الإنقاذ بأن مستوى الماء قد انخفض تحت المستوى المطلوب.
ونصحت فولتينوفا بشرب الماء منذ الساعات الأولى من النهار ومن ثم على مدار الساعة، مؤكدة أن شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة ليس أمراً جيداً لأن الجسم في هذه الحالة لن يكون قادراً على الاستفادة من هذه الكمية الكبيرة، وبالتالي تخرج من الجسم دون الاستفادة منها.
وأوضحت فولتينوفا أن الشعور بنشفان في الحلق أو تحول لون البول إلى أصفر غامق هما من الأدلة على وجود نقص في السوائل في الجسم، إضافة إلى الشعور بضعف التركيز.
وأكدت فولتينوفا أن الإنسان يحتاج إلى شرب من 2 إلى3 لترات من الماء يومياً، أما خلال ارتفاع درجات الحرارة وممارسة عمل بدني متعب فيجب رفع الكمية إلى 5 لترات، مشيرة إلى أن درجة حرارة السوائل يجب أن تكون خلال الأيام الحارة بين10 إلى 12 درجة مئوية.
ونبهت فولتينوفا إلى أن الشاي الأسود مع القهوة لا يشكلان بالنسبة للجسم مصدراً للسوائل بل على العكس من ذلك، لأن شرب القهوة يجعل الجسم يفقد السوائل، ولذلك نصحت بعدم إدراج القهوة أو بعض أنواع الشاي والسوائل ضمن النظام المائي للجسم.
وحذرت فولتينوفا من أن نقص المياه في الجسم يؤدي إلى وجع في الرأس وإلى التعب وضعف التركيز، ولهذا يجب على من يقود السيارة خلال أيام الحر الحرص على تناول السوائل بشكل كاف وأن يدرك أن آخذ فنجان من القهوة لا يصلح الأمر كما يجب عدم نسيان شرب الماء أثناء السفر بالطائرات لأن الهواء الموجود في الطائرة جاف جداً.
ونبهت فولتينوفا إلى أن إهمال النظام المائي يمكن أن يؤدي إلى هضم سيئ وإلى ظهور مصاعب وإشكالات في المرارة والأمعاء ويضر بعمل الكليتين معاً.
Comments