منظمات عربية تدعو "الجامعة" لوقف "تفكك" السودان
كتب - كريم البحيرى
دعا اليوم تحالف واسع من المنظمات العربية جامعة الدول العربية لأن تلعب دوراً فاعلا ًوبناء في عملية الانتخابات والتي من المقرر إجراؤها في السودان أوائل أبريل القادم.
يعد التحالف والذي يضم أكثر من 100 منظمة في 19 بلدا عربيا أكبر تحالف على الإطلاق يشارك في قضية تتعلق بالسودان، حيث يتوحد في إيمان مشترك بأن إيجاد "حل سلمي لأزمة السودان يمثل أهمية قصوى للمنطقة".
ويطلق التحالف دعواه قبل أيام قلائل من انعقاد القمة العربية في 26 مارس 2010 في مدينة "سرت" بليبيا، وذلك عبر خطاب مفتوح موجه إلى الأمين العام عمر موسى.
يدعو التحالف إلى أن" تتحمل الحكومات في العالم العربي مسئولية تأمين السلام في السودان نظراً لتشابك المصائر والصلات، ولابد من الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
ويحذر التحالف الذي يضم منظمات في 19 دولة عربية من بينها مصر، ليبيا، قطر، المغرب، اليمن، سوريا، الجزائر والسعودية من أن عام 2009 شهد تزايداً خطيراً للعنف في جنوب السودان الذي قُتِل فيه أكثر من 2.500 شخص وشُرِّد 391.400 آخرين.
وفي نفس السياق، مازال الملايين من سكان إقليم دارفور يكابدون يومياً معاناة إنسانية بالغة داخل معسكرات اللاجئين والنازحين، ويظل نحو 60 % من السكان في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وقد أفضت المواجهات التي جرت في الأسابيع الماضية في جبل مره، إلى مصرع ما لا يقل عن 140 قتيلا من المدنيين الأبرياء ونزوح ما يقرب من 40 ألف شخص، الأمر الذي يظهر أن الوضع في دارفور مازال مضطربا وغير آمن.
وأكد التحالف أنه ليس في مصلحة أحد أن يصبح السودان "دولة مفككة"، فالسودان يحده تسع دول أخرى تتشابك اقتصادياتها ومواردها الطبيعية واستقرارها معاً على نحو وثيق يستوجب منا إعطاء أهمية قصوى لمصير أكبر بلد أفريقي".
وقال معتز الفجيري، المدير التنفيذي لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: هذه الرسالة ترسل إشارة واضحة لجامعة الدول العربية بالاهتمام المشترك من قبل منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي بخصوص الوضع في السودان.
ونحن ندعو من خلال جامعة الدول العربية لتحرك فوري وفعال قبل أن يصبح الوضع في السودان مستعصياً على الإصلاح".
ويدعو التحالف جامعة الدول العربية على وجه الخصوص دعم عدد من التوصيات وهى مناشدة السلطات السودانية الالتزام بالمعايير التي تضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال الانتخابات المقبلة وكذلك بالنسبة للاستفتاء الشعبي بشأن تقرير مصير الجنوب, ودعم إشراك المجتمع المدني في مراقبة هذه الانتخابات المهمة، وفى مراقبة حالة حقوق الإنسان خلال هذه الفترة الحرجة, وضمان أن يكون العائدون إلى القرى النموذجية في دارفور على علم تام بخياراتهم وحقوقهم، وأن تكون هذه العملية طوعية وآمنة وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وقال زاهر هلال، منسق التحالف العربي من أجل دارفور: إن الانتخابات القادمة في السودان تمثل فرصة عظيمة للشعب السوداني لتحقيق ما يربو إليه من الأمن والاستقرار في السودان عامة ودارفور بشكل خاص، ويقع علي عاتق المجتمع المدني العربي دور كبير في المساهمة في تفعيل دور جامعة الدول العربية من خلال نقل رسائله بأهمية هذه الانتخابات ودور الجامعة في تقريب وجهات النظر بين السودانيين والحيلولة دون فشلها"
Comments