صحف أمريكية: نظام مبارك استغل أزمة مباراة مصر والجزائر

ليحقق شعبية لم يحققها طوال فترة حكمه

أحمد بدر
 قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في تقرير لها أمس إن الحكومة المصرية استغلت أزمة مباراة مصر والجزائر لتحقيق نوع من المصالحة مع الشعب المصري الذي يتهمها بالاستبداد ويشكو طوال الوقت القمع والقهر اللذين تمارسهما عليه سلطاتها الأمنية، ولذلك سمحت لهم بالتظاهر ضد الجزائر في شوارع القاهرة وأمام السفارة الجزائرية في الزمالك دون أن تتعرض القوات الأمنية لهم. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الإعلام المصري تعمد إثارة الجماهير من خلال وسائله المختلفة، مشيرة إلي أن التقارير التي نشرت عبر الإعلام المصري كان معظمها غير دقيق، حيث زعمت بعض الصحف والبرامج المصرية أن المشجعين الجزائريين تصدوا للجماهير المصرية في السودان مستخدمين أسلحة بيضاء وكادوا يودون بحياة الكثيرين، في نفس الوقت الذي أكدت فيه السلطات الأمنية السودانية أنه لم تحدث سوي حوادث بسيطة ولم تكن خسائرها كبيرة.


وأوضحت «واشنطن بوست» أن الأمر اتخذ شكلا أكثر خطورة وجدية عندما تحدثت الصحف المصرية عن «مجازر للمصريين في السودان» والاعتداء عليهم بالسواطير والسكاكين، وهو ما جعل التليفزيون المصري يفرد برامجه للحدث ويستضيف الكثير من الضيوف الذين انتقدوا «همجية ووحشية» الجزائريين ما حدث بالرغم من التقارير الرسمية التي نفت معظم الشائعات التي أطلقها بعض المشجعين.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلي الظهور غير المعتاد لرجل الأعمال المعروف «علاء مبارك» نجل رئيس الجمهورية والذي تحدث هاتفيا إلي عدد من البرامج التليفزيونية في التليفزيون المصري وقنوات فضائية أخري، مشيرة إلي أن ما يدل علي خطورة الأمر هو مطالبة نجل رئيس الجمهورية الحكومة المصرية بضرورة الرد بحسم علي العداء و«الإرهاب» الجزائري، علي حد قوله

من جانبها اعتبرت مجلة «التايم» الأمريكية أن الجهد الذي قامت به الحكومة من أجل حشد الأمة سواء قبل مباراة الجزائر أو بعد هزيمة المنتخب المصري في السودان كان الخطوة الأكثر شعبية للرئيس مبارك الذي لم يحظ بالشعبية منذ فترة طويلة، مشيرة إلي أن وسائل الإعلام الحكومية حشدت دعم الأمة للمنتخب المصري كما لو كانت البلاد مقبلة علي حرب.

ونقلت المجلة عن الدكتور مصطفي كامل السيد- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- «إن مبارك أعطي اللعبة نوعا من الطابع السياسي، وأبرزت الصحف الرسمية اللقاء بين الفريقين علي نحو يبدو كما لو كان أمرا حاسما للغاية، ومهماً جدا».

من ناحية أخري أكد جمال مبارك - الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي- أن ما حدث ضد المتفرج المصري، في الخرطوم عقب مباراة مصر والجزائر في كرة القدم، والموجه ضد مصر بشكل عام لن يمر مرور الكرام.

وقال «من اعتقد أن مثل هذا الحدث سيمر مرور الكرام أخطأ خطأ كبيراً وعليه أن يتحمل تبعات الغضب المصري، ومصر دولة كبيرة لا يستهان بها وكبيرة ليس فقط بحكومتها ولكن كبيرة وقوية بمجتمعها وبتنوع هذا المجتمع وبتأثير هذا المجتمع في المنطقة والعالم».

وشدد جمال مبارك - في تصريح للقناة الأولي بالتليفزيون المصري أمس - الاثنين- علي أن حق الشعب المصري في هذا الأمر لن يذهب سدي.. وقال «الذي خطط أو ساعد أو سهل أو حرض علي أعمال العنف ضد المشجعين المصريين في الخرطوم ومن اعتقد أن الموضوع سيمر كمباراة كرة قدم ومناوشات عادية تحدث في أي مباراة وتهدأ الأمور وكأن شيئاً لم يكن أعتقد أنه ارتكب خطأ كبيراً وعليه أن يتحمل لأنه ارتكب هذا الخطأ مع دولة كبيرة مثل مصر، وعليه أن يتحمل تبعات الغضب المصري».

وأضاف: «عندما نتحدث عن الغضب المصري وتبعاته لا نتحدث فقط عن الدولة، حيث إن الدولة لها آلياتها وتحركها، وموقفها، لكنه عليه أن يتحمل تبعات غضب المجتمع بشكل عام».

وتابع: إن مصر بلد كبير بحكومته وبقيادته وبمؤسساته المختلفة، سواء كانت المؤسسات الرياضية أو غيرها وستتحرك، وقد بدأت تتحرك بالفعل سواء كانت مؤسسات ثقافية أو إعلامية أو مجتمع مدني بجميع طوائفه، وجميع الطوائف عبرت عن ذلك.. إن تصوري الواضح أن الموضوع لن يقف عند مجرد التعبير عن الغضب ولكن سنجد تحركاً وتنسيقاً علي جميع الأصعدة

Comments