شخصيات عامة مصرية وجزائرية تطلق بيان للمصارحة والمصالحة بين مصر والجزائر




كتب – كريم البحيرى
اطلق عدد كبير من الشخصيات العامة من مصر والجزائر بيانا بعنوان " مصارحة ومصالحة لن نفترق " وقال البيان
اننا في وقت أحوج ما نكون فيه لصوت العقل والضمير والترفع عن الصغائر والسفاسف من الأمور. إن لم يكن باسم العروبة والإسلام والوشائج العابرة للجغرافيا والتاريخ فعلى الأقل باسم المصالح المشتركة والفهم المتبادل الذين نحاول أن نصنعه مع الآخر الغربي، فما بالنا "بالآخر العربي"!
وفي زمن عجزت فيه النخبة عن قيادة الرأي العام، بل وسقط بعضهم في الامتحان، وظهر أن كل أغاني العروبة والوحدة التي قدموها كانت من رحم النفاق اللهم إلا قليل.. ثم تركت الساحة للبعض من غير المهنيين وأصحاب الرأي الفاسد لتضليل الناس وشغلهم عن عظائم الأمور.. ولذلك فالأولى بنا أن نأخذ زمام المبادرة.. ونوقع على هذا البيان المبدئي ترفعاً منا عن كل تلك المناوشات اللا أخلاقية..
ويكمل البيان إننا كمصريون وجزائريون، نقدم اعترافا متبادلاً بأن أطرافاً - قلت أو كثرت - من شعبي البلدين قد قامت بالتعدي على إخوانهم.. وقد تكرر ذلك إزاء مصريين مقيمين في الجزائر مؤخراً، وضد المنتخب الجزائري وجماهيره في مصر.. وأخيراً ضد جماهير مصر في السودان. يأتي ذلك الاعتراف في سياق أن تعميم الوردية ووصف الذات بالمحاسن وقذف الآخرين بالنقائص يُعقد الأمور ولا يحلها.
كما إننا نؤمن إيماناً عميقاً ولدينا قناعة راسخة أن كل تلك التجاوزات إنما قامت بها فئات متعصبة لا تمثل أبداً جمهور وشعبي البلدين، ونحن ننأى بأنفسنا عنها، ولأننا لا نستطيع أن نحكم على حقيقتها وحجمها بسبب عدم وجود تحقيق قضائي رسمي في أي من الدول الثلاثة، والضجيج الإعلامي الفوضوي، فإننا ننأى بأنفسنا عن تبادل الاتهامات بين الفعل ورد الفعل، ونبرأ إلى الله مما فعل هؤلاء وأولئك ..
واضاف البيان قائلا اننا لا يهمنا حجم التجاوزات بقدر ما يهمنا أنها وقعت بالفعل، وأي تجاوز مهما كان صغيراً بحق أي من شعبي البلدين إنما هي خيانة لله والأوطان بل ولأخلاق الرياضة ورسالتها، ولذلك فنحن نعتذر كمصريين لبلد المليون ونصف المليون شهيد ونعتذر كجزائريين لأم الدنيا وشقيقة العرب الأولى مصر.
كماإننا لا نريد إضاعة الحقوق الشخصية لمن مسهم الضر أو السوء المادي، بالتستر وراء الاعتذار المتبادل، لكننا في ذات الوقت لا نريد أن يتحول ذلك للمساس بالعلاقات بين الشعبين، ونرى أن كل من لحق به أذىً شخصي مادي من حقه أن يلجأ للقضاء في البلد الذي وقعت فيه الاعتداءات، حتى تأخذ العدالة مجراها، ونحن نثق بنزاهة القضاء واستقلاليته في كل من مصر والجزائر والسودان. مع التأكيد على فردانية الأحداث والتشديد على سلوك الطرق القانونية، والتذكير بنفي الأطراف الرسمية في كل بلد وقوع أي قتلى من الجانبين.
وتناول البيان الاوضاع الانظمة السياسية قائلا لِما كانت الأنظمة السياسية على غير المستوى المأمول منها في التعامل مع الحدث، وعلى عكس مايجب عليهم، فنحن لا نعوّل على الأنظمة القائمة في التهدئة، ولأن فتح تحقيقات رسمية في التجاوزات في كلا البلدين هو منوط بالمسؤولين السياسيين في المقام الأول، فنحن إذن لا نتوقع ولا يجب أن ننتظر حدوث ذلك لكي يعذر بعضنا بعضاً.. إننا إذا عولنا عليهم ضاعت حقوقنا وضاعت أخوتنا كما ضيعت تلك الأنظمة كرامتنا وتقدمنا وسط الأمم عشرات السنين من قبل. لذلك نقول ثانية: نحن لا يجب أن ننتظر حدوث تحقيقات رسمية – وإن كنا نطالب بها – لكن لا ننتظرها لكي نبدأ مبادرات مصالحة حقيقية شعبية بين شعبي البلدين الحبيبين.
وادان البيان ما اسموه بالإعلام الخاص اللامسؤول في البلدين، خاصة الفضائيات المصرية الخاصة، والصحف الجزائرية الخاصة، التي ضحت بكل مبادئ المهنة وشرف الكلمة، من أجل الكسب المادي والتربح على حساب الحقيقة أولاً وعلى حساب العلاقات بين البلدينوقال الموقعون اننا نعرف ونوقن بحجم وكم المبالغات والمغالطات التي سيقت في تلك الوسائل الإعلامية المعروفة للجميع، ولذلك نطالب بعدم تصديق ما يصدر عنها من مبالغات بخصوص هذه القضية ثانية. ونطالبهم بالرجوع إلى العقل والحكمة ومبادئ المهنة.

وعن العلاقات بين مصر والجزائر قال البيان ان مصر وستظل هي والجزائر بلدين كبيرين في دائرتهما العربية والاسلامية وتشاركا معا منذ التحرر في البناء والإنتاج ولذلك فإن الشراكة الاقتصادية والانتاجية بين البلدين لا بد أن تستمر وأن تتطور ويتم إعادة بناء ما هُدم والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية العليا للبلدين، وكل رجال الأعمال المصريين والجزائريين مدعوون للمساهمة فوراً في ذلك.
وانتهى البيان قائلا إن هذه المبادرة شعبية في المقام الأول، لا تنتظر دعماً رسمياً من أحد، ولا نعول حتى على المثقفين والنخبة في البلدين الذين دخل قطاع منهم على خط التهييج المتبادل وانساقوا وراء مايذاع من أكاذيب ومبالغات. ويتعهد كل من يتفق مع هذا البيان – بكل ما أوتي من قوة – أن يتوقف عن كونه حلقة في المسلسل الشيطاني، ويكظم غيظه، ويشدد من أزر إخوانه في البلدين للعودة إلى العقل والمودة. مهما نال شخصه من تجريح أو اتهامات بعدم الوطنية ، وليس كل من يزرع الورد يقابله الناس بالابتسامات. وإنما النصر صبر ساعة. بالاضافة الى إننا ندعو كل عاقل مصري وجزائري، وبقية الأشقاء العرب لمن يريد أن يعاوننا على ما نريد من حق أن يتعالى على ما أحس به من جراح أو إساءة جراء ما فعله بعض السفهاء من جمهور البلدين.. وأن يوقع هذه المبادرة
جدير بالذكر ان من اهم الشخصيات التى وقعت على البيان كان منها من الجانب المصرى السفير عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق والسفير إبراهيم يسري سفير مصر الأسبق بالجزائر والمستشارة د / نهى الزيني و الدكتور جلال أمين محاضر بالجامعة الأمريكية ومفكر معروف ودكتور هبة رؤوف عزت - محاضر بكلية السياسة جامعة القاهرة
ومن الجانب الجزائرى كان مصطفى نويصر - أستاذ جامعي وقيتة قوادري مصطفاوي – أستاذ بجامعة اكسفورد و عبد الحفيظ مقران – أستاذ جامعي وريمال عون – مديرة شركة لتنظيم المعارض وأمين زياني - كاتب وصحفي ورابح جدو- أكاديمي اقتصاد وعلوم سياسية
وكان للدول العربية نصيب من التوقيعات فمن سوريا وقعت جنات صافيني مهندسة تكنولوجيا حيوية وياسر شعباني من تونس – طالب والمولدي يزيدي - تونس - مدرس لغة فرنسية ومصطفى البقالي – المغرب – مدون وإعلامي وإبراهيم صفا – الأردن – مهندس ومدون وسهيل عواد- مستشار ومحاضر في التنمية البشرية والادارية - نيوهو

Comments