بيان لأفاق اشتراكية تعليقا على ما حدث عندما يغيب العقل تخرج الغيلان
أننا إذ نؤكد على الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والجزائري فى معاركهم المشتركة ضد الاستعمار والصهيونية فأننا ندين بكل قوة حالة الحشد والاستنفار الإعلامية حول مباراة رياضية فى كرة القدم أطلقت فيها كافة الأكاذيب ودعاوى الكراهية والعنصرية والتعصب كما يهمنا أن نؤكد ان المستفيد الأول من هذه الهستريا الجماعية هو النظامان المصري والجزائري اللذان يعانيان من أزمة شاملة ويشتركا معا فى كبت شعوبهم ويسعيان الى حرف انظار وطاقات شعبيهما نحو اوهام زائفة لتفريغ طاقة الغضب والحقد المتراكم فى اتجاهات خطيرة لن تفيد سوى هذه الطغم الحاكمة وأعداء الشعبين المصري والجزائري مما أسفر فى النهاية الى ارتكاب هذه الجريمة المؤسفة وحرق العلمين المصري والجزائري فى مظاهرات غوغائية غاضبة .
وفى هذا الصدد يهمنا ان نؤكد إدانتنا لإحداث العنف الموجه التى مورست ضد المشجعين المصريين فى السودان مع أهمية وضعها فى حجمها الطبيعي ، و نطالب بالتحقيق مع المسئولين عن هذه الأحداث ومحاسبتهم قانونا كما نلفت النظر إلى تخاذل النظام المصرى فى رعاية المشجعين المصريين نتيجة لتركه الساحة للحزب الوطنى ورجال الأعمال فى اختيار وترتيب سفر وفود المشجعين وبروز النية الواضحة لديهم لاستفادة من اهتمام الجماهير المصرية وتوحدها خلف فريقها وعلمها لخدمة مخطط التوريث مما أسفر عن حالة الفوضى العارمة وعدم التنظيم رغم علم أجهزة النظام المسبق بالوضع فى السودان وحشد عدد كبير من المشجعين المتعصبين الجزائريين قبل المباراة بثلاثة أيام ومما زاد الطين بله غياب اى دور للسفارة المصرية فى السودان وهو ذات الموقف المعتاد من للخارجية المصرية و النظام المصرى الذى يفرط فى كرامة المواطنين المصريين فى الخارج بعد ان أهان كرامتهم فى الداخل
كما نود ان نلفت الأنظار الى خطورة دور و مصالح الرأسماليين ورجال الأعمال من الجانبين فى هذه الازمة و خاصة المصالح الفرنسية وأنصارهم من الفرانكوفيين فى الجزائر المعادين لعروبة الجزائر بقوة , وأيضا إلى خطورة الجرائم التى ارتكبتها بعض الجرائد الجزائرية وكذلك المهازل التى مارستها الفضائيات المصرية
الحكومية منها والخاصة المملوكة لرجال الأعمال فى حشد وتعبئة وتحريض الجماهير وتزييف وعيها واللعب على أوتار الكرامة الوطنية من اجل خدمة النظام وترسيخ قيم الجهل والتخلف والتعصب والاستعلاء القومى الشوفينى والدروشة والفتاوى الدينية على حساب قيم العلم والتسامح والاستنارة وإبراز الحقيقة وعدم التعتيم عليها والدليل على ذلك عدم وجود اى وفيات أو إصابات خطيرة فى الجانبين رغم كل هذه الهستيريا الإعلامية .
أننا ورغم تأكيدنا للدور المصرى التاريخى والحضارى فى المنطقة وأصالة وسماحة شعبنا المصرى العظيم فإننا نحذر من النتائج الوخيمة الناتجة عن هذه الحملات من هدم الثوابت الصحيحة والتاريخية حول دور مصر العربى الذى غيبته سياسات النظام بعد كامب ديفيد وتغيير صورة العدو الحقيقى لشعوبنا فى اذهان الجماهير وخاصة الشباب الذى ولد وتربى فى هذا الوضع المزرى والملتبس والمهين لدرجة تعرضنا للسخرية والشماته من صحافة العدو الاسرائيلى المستفيد الحقيقى من هذه الأحداث .
اننا نطالب المثقفين المصريين والجزائريين القيام بدورهم ورفع أصواتهم لإيقاف هذه الحالة الجنونية من العداء والكراهية وعدم ترك الساحة الإعلامية فى قضايا سياسية وحيوية تهم المصالح الإستراتيجية للشعبين لمجموعة من الجهلة والفاسدين وأصحاب المصالح من الإعلاميين الرياضيين .
أننا ندعو الى صحوة المثقفين المصريين للوقوف امام هذه الحملة والى أهمية إثارة النقاش المسئول حول هذه القضايا والى القيام بدورهم الأساسى فى توعية الجماهير والدفاع العقلانى عن كرامة المصريين واعلاء شان العقل والموضوعية وعدم الخوف او التراجع امام الهجوم الغوغائى باسم الوطنية المصرية
Comments