ساهر جاد يكتب ديمقراطيون.. ولكن

صورة لساهر جاد كاتب المقال


"الديمقراطية" هواية السياسيين المصريين وهواهم، والهوي هنا ليس منزهآً عن الغرض دائما، فهو هوي شعاراتي.. يستخدمونها اسما وشعاراً علي لافتة، وربما مطلبا يتمسكون به في بياناتهم التي لا يقرأها احد.

من الحزب الوطني" الديمقراطي" مرورا بكل احزاب المعارضة والجماعات السياسية وصولا إلي حركة "كفاية"، كلهم يرفعون الديمقراطية شعارا..

ولكن من منهم يمارسها فعلا؟ كلهم ضد التمديد والتوريث حتي الحزب الوطني لم يصدر عنه عكس ذلك ـ حتي الان علي الاقل ـ ولكن من منهم يطبق الديمقراطية في تداول السلطة مثلا؟ الحزب الوطني كلنا نعرف مقدار ديمقراطيته، فدعنا منه. اما احزاب المعارضة كلها فلا شبهة ديمقراطية في تداول السلطة بها لانه لا تغير في الرئاسات اصلا رغم وجود من تجاوز الثمانين ربيعا علي رأس هذه الاحزاب ومازال يتشبث بالكرسي ، الاحزاب التي مازالت تحت التأسيس ـ وهو مرحلة في بلدنا تستغرق سنوات ـ لم نجد وكيل المؤسسين تغير في أي حزب منهم رغم طول السنين!

اما تجربة حزب التجمع في انتقال السلطة والتي حاولوا الباسها ثوبا ديمقراطيا ليست اكثر من توريث خالد محيي الدين لرفيق دربه وساعده الايمن رفعت السعيد .

هل من الديمقراطية ان تتعرض جماعة في حجم الاخوان المسلمين لكل هذه الصراعات العنيفة علي كرسي المرشد لمجرد إعلان عاكف نيته التخلي عن الكرسي في حياته..

حتي الحركات الشعبية لم تسلم من آفة اللاديمقراطية فحركة "كفاية " مثلا تكاد تكون مارست تقليدا ديمقراطيا في انتقال السلطة من منسق لآخر عدة مرات، نجد بعد كل اختيار لمنسق جديد يبتعد عن الحركة الكثير من "عبده مشتاق" رغم اعترافهم جميعا بان الانتقال تم بطريقة ديمقراطية.. ولكن الذي لم ولن يعترفوا به هو انهم هم غير الديمقراطيين!

هذا عن السياسة والسياسيين ،ولكن نحن ايضا افراد هذا الشعب المبتلي بالنخبة (حكومة ومعارضة) هل نحن ديمقراطيون؟ من منا يمارس الديمقراطية مع اسرته، من منا يقبل اختلافا في الرأي مع مرؤوس لديه؟

ياسادة الديمقراطية قناعات افراد قبل ان تكون نظام حكم او اختيار مجتمع، وهي في الاصل سلوك تراكمي يبدأ منذ الصغر، والحق اننا اسوأ قدوة ديمقراطية لأولادنا، بل نعلمهم من الصغر الاتنهازية والنفاق طريقا للنجاح. اتذكر اسئلة النصوص بمادة اللغة العربية في مراحل الدراسة المختلفة عندما يكون السؤال بصيغة " أيهما افضل"؟والمقصود هل ما جاء في النص المقرر افضل ام اي كلمة اخري بديلة قد تكون هي الافضل من وجهة نظر الطالب علي الاقل ولكن الإجابة التي تحصد بها درجات النجاح هي أن" المقرر" افضل! فيتعلم التلميذ الدرس من الصغر وعندما يخرج للحياة العملية يظل دائما في قناعاته ان " المقرر" هو الافضل، وتكون النتيجة علي مستوي المجتمع.. لم ينجح احد!

حروف الكلمات

في رائعة صلاح ابو سيف "البداية" يقول فلاح الفيلم (حمدي احمد) مخاطبا مثقف الفيلم ( احمد زكي): "قوللي ياخويا.. هو انت صحيح والعياذ بالله، والعياز بالله.. ديمقراطي؟ لا يهم رد أحمد زكي ولكن الأهم ان هذه هي فعلا نظرةالمصريين "للديمقراطية " التي يستعيذون بالله لمجرد النطق بها.. فما بالك بتطبيقها

Comments

Anonymous said…
جاء بصحيفة صوت الأمة الصادرة 27/4/2009 وبالصفحة التاسعة تحديداً وبمانشيت أعرض من تعريص قضاة ونيابات مصر مجتمعون خبراً مفزعاً أنقله هنا حرفيا نقلاً عن الجريدة المذكورة " بالمستندات قيادات وزارة الكهرباء ينهبون ربع مليار جنيه سنوياً في صورة رواتب وبدلات وحوافز وهمية " - " واستيلاء رئيس هيئة تنفيذ مشروعات المحطات المائية لتوليد الكهرباء علي 3 مليون جنيه في صورة مكافآت شهرية وهمية " - " وأهدار نصف مليار جنيه علي مشروعات وهمية بنفس الهيئة المذكورة " ومع ذلك ومن فرط التعريص لقضاة ونيابات مصر المنهوبة لم يتم تحويل أياً من الجناة إلي النيابة العامة ؟ فأي تعريص وأي وساخة هذه التي تحدث في عصر الرئيس الذي لا يبارك الله له أو عليه وهم ينهبون البلد ولا يحول الجناة للنيابة العامة ؟