جلال عامر يكتب : سمعت آخر فتوى؟
سمعت آخر فتوى؟.. قول بس ماتكونش قليلة الأدب.. اختزلنا الدين فى برواز على الحائط والنضال فى كوفية على الرقبة وسكان مصر فى مواطن واحد، فعدد سكان مصر (٨٠) مليون مفتى ومواطن واحد اسمه «على جمعة»، هو الشعب ونحن دار الإفتاء.
والجيل الجديد لم يعاصر وظيفة المفهّماتى أيام السينما الصامتة، والذى كان يقف بجوار الشاشة ليشرح الفيلم للجمهور (دلوقتى البطل بيغازل البطلة) بينما تكون الصورة لشخص يذبح معزة..
ومع الأيام انتقل المفهّماتى من أمام شاشة السينما إلى شاشة التليفزيون، فسمعنا أن الضباط قاموا بالثورة فى يوليو ليقبضوا العلاوة، وأن معبر رفح يؤدى إلى المرىء ثم البلعوم، وأن مركز الكرة الأرضية ناحية بتاع العصير، وأن شرم الشيخ فى الشتاء تتحول إلى كفر الشيخ، فالتليفزيون يستضيف محامياً لعلاج الصدفية وطبيب أسنان لشرح قضايا الخلع وخبير بترول للتعليق على مباريات الكرة..
وأصبح عندنا متخصصون حتى فى الأشخاص، وهذه أول مرة فى العالم يتخصص فيها شخص فى شخص آخر، فاللواء «جمال حماد» مثلاً وهو رجل طيب متخصص فى رجل طيب آخر هو اللواء «محمد نجيب»، وقد تابعته فى قناة الجزيرة ينفى فى ثلاث حلقات مزاعم هيكل أن مكتب «محمد نجيب» فيه باب جانبى،
وراح الرجل ينفى الضلفة الأولى فى الحلقة الأولى، ثم الضلفة الثانية فى الحلقة الثانية، ثم حلق الباب على طريقة من يشرح مواصفات واسم الذئب الذى أكل يوسف، بينما لم يكن هناك ذئب، وقد اقترحت عليه يومها أن عندى باب زيادة فوق السطوح نركّبه لمكتب «محمد نجيب» لينتهى النزاع..
ويقوم التليفزيون بتخصيب الضيوف فى مدينة الإنتاج الإعلامى بعيداً عن رقابة هيئة الطاقة الذرية ثم يحتفظ بهم فى بدروم العهدة، وبعضنا يذكر مداخلة «بطرس ميخائيل» من شبرا الذى قال للمذيع (أنا بطرس ميخائيل، وأشهد أن مصر خرجت من عنق الزجاجة، ودخلت فى ودن الفنجان واستقرت فى قاع الكوز، وأن دور مصر تحوّل إلى طقطوقة،
وأن الوحدة الوطنية أفضل من الوحدة الصحية)، فشكره المذيع قائلاً (ألف شكر يا أستاذ محمود)، وقال للضيف (ده الأستاذ محمود عبدالله زميلنا) وإذا استمر الحال على ما هو عليه بالحصول على مفتى جديد كل ٢٧ ثانية فسوف تدخل الجارة لتبارك لجارتها التى ولدت ثم تمسك المولود وتسأل أمه (ناوية تسمى المفتى ده إيه؟
Comments