طبيب مصري يكشف وقائع تعذيبه في سجن رهيب بالسعودية
الدكتور أبو النور: تعرضت للسجن والتعذيب والتحرش الجنسي عقابا لي علي كشف الفساد الطبي
أجرت الحوار - سحر صابر:
الدكتور عبدالحليم أحمد أبو النور، طبيب مصري عمل بالسعودية لمدة 3 سنوات ولكنه تعرض لإرهاب وتعذيب وتنكيل لا يتحمله بشر.. والمفاجأة أن الملحق العمالي المصري في القنصلية المصرية بجدة شارك في تعذيبه. يقول الدكتور عبدالحليم - كنت أعمل بمستوصف القدس بمدينة جدة الذي يمتلكه طبيب بيطري يدعي أنه طبيب بشري، تعاقد معي من خلال مكتب عمل مصري وعندما بدأت العمل فوجئت بصاحب المستوصف وشريكه الكفيل السعودي يجبراني علي سرقة المرضي عن طريق مطالبتهم بعمل فحوصات وتحاليل غير ضرورية ولكنها ذات تكلفة عالية حيث تبلغ الـ500 ريال كحد أدني بجانب دعوتي لتقبل الرشوة مقابل التوقيع علي إجازات مرضية مزيفة لموظفي الدولة بالسعودية والكشف علي المرضي بدون أي إثبات هوية بالمخالفة للقانون. * هل أنت الوحيد الذي طلب منه هذه المخالفات؟ ـ لا طبعا.. فهذا هو النظام السائد في المستوصف حيث يضطر الأطباء للاستسلام بهذا الواقع.. أما أنا فرفضت حتي لا أطعم أبنائي من مال حرام. * وما رد فعل مسئولي العمل علي موقفك هذا؟ ـ بدأوا يضيقون عليَّ ويرفضون منحي اجازاتي السنوية، كما منعوني من حضور أي مؤتمرات طبية، ولم يسمحوا لي بتجديد ترخيص مزاولة مهنة الطب من وزارة الصحة بالمملكة، ووصل الأمر إلي أنهم استبدلوا المقعد الذي أجلس عليه في المركز بآخر مكسور وهو الأمر الذي أدي الي سقوطي وإصابتي في رقبتي. * ولماذا لم تحرر بلاغات بهذه التجاوزات؟ ـ بالفعل.. حررت عدة بلاغات وتم إثبات تلك المخالفات، وتم تغريمهم 220 ألف ريال سعودي، إلا أنهم لم يتوقفوا عن التنكيل بي وإضراري في عملي، حتي ساعدني أحد العاملين في الحصول علي ملف فساد طبي كبير كان قد تورط فيه المستوصف. وقد تقدمت بالملف لوزارة الصحة لأكثر من مرة إلا أنها تجاهلته، ولكنها قامت بتغريم المستوصف كشكل قانوني سريا، وذلك بعد إصراري علي ضرورة تحركها، وهو الأمر الذي استغله صاحب العمل في مقاضاتي بتهمة السب والقذف غيابيا، وقبل جلسة المحاكمة عرفت بالصدفة بأمر الدعوي. * ألم تخطرك المحكمة بالدعوي؟ ـ من المفترض أن تخطرني، ولكنهم كتبوا في المحضر عنوانا وتليفونا خطأ، حتي تحكم المحكمة عليَّ غيابيا وأجد نفسي محكوما عليَّ بالجلد والسجن بتهمة السب والقذف. * لماذا لم تستنجد بالمسئولين السعوديين؟ ـ لقد استنجدت بالعديد من المسئولين حتي وصلت إلي وزير العمل السعودي نفسه، ولكنه حفظ كثيرا من طلباتي وشكواي لديه - كما أرسلت الي أمير المنطقة الذي يمثل الحاكم الإداري 9 مرات بداية من يناير 2008 حتي سبتمبر 2008، ولم تشفع كل هذه المراسلات بالحصول علي العمل المؤقت بعيدا عن الكفيل، حتي استطيع الانفاق علي أولادي وزوجتي، وأيضا أرسلت العديد من البرقيات لوزير الداخلية السعودي علي مدار 13 شهرا، حيث كان آخر راتب تقاضيته في ديسمبر 2007 والغريب أن السلطات السعودية لم تكتف بذلك، بل وضعت اسمي في قائمة الممنوعين من السفر طوال هذه المدة، كما منعوني من تجديد الإقامة ورخصة سير السيارة حتي أكون عرضة للسجن في أي وقت، وأعطوني تصريحا مؤقتا للتجوال داخل جدة فقط، كانوا يجددونه شهريا بصعوبة بالغة، وأخيرا رفض مكتب العمل بجدة التجديد. * وكيف عشت وأبناؤك؟ ـ جاءتنا إنذارات صاحب العقار لإخلاء الشقة لعدم القدرة المالية علي تسديد الإيجارات كما أني لم أستطع سداد مصروفات مدارس أولادي وبالتالي ضاعت عليهم السنة وعشنا حياة غير آدمية ونحن نكاد نتسول أنا وزوجتي لنطعم أولادنا بعد رفض السلطات السعودية منحي نقل كفالة أو تصريح عمل مؤقتا لدي الغير وخاصة أنني أحضرت لهم كفلاء آخرين ظللت أنا وأسرتي هكذا في سجن بدون قضبان لمدة 13 شهرا نعاني الظلم والاستبداد دون تدخل من السفارة المصرية. * وهل أخطرت السفارة عما حدث؟ ـ نعم وكانت النتيجة أنه تم إجباري من قبل الكفيل والمباحث الإدارية بالاتفاق مع الملحق العمالي المصري بالقنصلية المصرية بجدة علي التنازل عن مستحقاتي المالية من راتب وبدل سكن مدة 13 شهرا في مقابل أن يلغي اسمي من قوائم الممنوعين من السفر. ـ ووعدني الملحق العمالي باستخلاص مستحقاتي منهم وورق السيارة التي أقسم الكفيل أني لن أخرج بها من السعودية لكنه لم يفعل وتهرب مني ثم ادعي أن أصحاب العمل كذبوا عليه. * وماذا فعل الملحق العمالي بعد ذلك؟ ـ للأسف لم يفعل شيئا ولم يتخذ أي إجراء عقابي ضدهم مثل وقف الاستقدام مثلا خاصة وأنه يقر أن لي مستحقات وممنوع من السفر بعد ثبوت بلاغي للسلطات السعودية ضد المستوصف وتخاذله عرضني للاعتقال والتحرش الجنسي بي وضياع حقوقي حتي الآن. * وما قصة اعتقالك؟ ـ في صباح يوم السبت 10 يناير 2009 اتصل بي العقيد عبدالله معتوق الجهيني من المباحث الإدارية بجدة وطلب مني التوجه للمباحث الإدارية بجدة للتعهد بحجز تذاكر لي ولأسرتي ثم سألني عن أوراق السيارة وعند رجوعي فوجئت بوضع القيود الحديدية في يديّ وقدميّ وعندما سألت عن السبب إنهالت عليّ الشتائم والسباب بأهلي وبلدي وبعد احتجازي 35 دقيقة في سجن بريمان بجدة اقتادوني بالقيود الحديدية ووضعوني في سيارة مظلمة الي سجن بريمان بجدة وهو نفس سجن الدكتور شوقي عبد ربه والدكتور رؤوف العربي بدون تهمة أو محاكمة أو محام أو إخطار القنصلية فجأة أصبحت بين القطبان لولا إبراهيم النحياتي مدير هيئة حقوق الإنسان الذي شك من غيابي وإغلاق موبايلي وأرسل اثنين من محامي الهيئة الي السجن فلم يتم السماح لهما بمقابلتي وعندما طلبت من أحد العساكر مقابلة المحامي سبني وأخذني الي مكان يسار الاستقبال بالسجن وتحرش بي جنسيا وعندما نجح في إهانتي كإنسان وطبيب مصري نهرني وقال اخرج بره يا..... * ولماذا لم تخطر هيئة حقوق الإنسان السفارة المصرية؟ ـ قامت الهيئة بإبلاغ زوجتي والتي بدورها اتصلت بالسفارة وتحدثت بالملحق العمالي المتواطئ ولحظي كانت قضية الدكتور رؤوف والدكتور شوقي قد عرضت علي الرأي العام وأحدثت رجة كبيرة هناك مما جعله يخاف من التورط فبعث لي بمندوب عنه من السكرتارية حينها وعدني بإحضار بعض المال وإنهاء أوراقي وأوراق السيارة كما طلبت منه لكنه لم يفعل ومارس عليّ ضغوطا للتنازل عن حقوقي لأصحاب العمل وإلا سأبقي في السجن الي الأبد، لذا خشيت علي أولادي وتنازلت بعد خمسة أيام في جحيم المعتقل. * كلامك فيه اتهام صريح لرجال السفارة المصرية بجدة فما دليلك علي ذلك؟ ـ الأدلة كلها موجودة مصورة، تثبت أن موظفي السكرتارية بالسفارة هو الشاهد الأول علي التنازل وفي المقابل معي إقرر من السفارة بحقي المالي الذي طلب مني الملحق العمالي التنازل عنه. * ومن الذي أنهي أوراق سفرك وكيف حصلت علي ثمن التذاكر؟ ـ أثناء تواجدي بالسجن وبعد أن طلبت من مندوب السفارة القيام بهذه المهمة علمت أنه ترك أوراقي كما هي في السجن ولم يأتني بعدها لذا قام إبراهيم مدير هيئة حقوق الإنسان بهذه الخدمة وقامت زوجتي ببيع أثاث المنزل بألفي ريال رغم أنه يساوي 40 ألف ريال. * وماذا عن قضية السب والقذف التي أقامها ضدك الكفيل؟ ـ عندما علم بامتلاكي دليل براءتي وهو تقرير وزارة الصحة الخاص بالعقوبات الموجهة ضد المركز الطبي تغيب عن الحضور مرتين ورغم حقي في الحصول علي قرار إسقاط الدعوي رفض القاضي إعطائي ما يثبت ذلك ليضمن عدم مقاضاتي له بتهمة اتهامي زورا بما ليس فيّ وحتي يمكنهم من تجديد الدعوي وأنا شخصيا لا أجد تفسيراً لهذا التواطؤ إلا أنني مصري ليس لي ثمن لدي بلادي مما رخصني عند الغرباء. * هل التقيت بالدكتور رؤوف العربي والدكتور شوقي عبد ربه في سجن بريمان؟ ـ لا رغم أني تمنيت ذلك، فأنا كنت بعنبر رقم 2 وعرفت هناك أنهم بعنبر رقم 11 ولأن الخروج من العنبر مستحيل فلم يحدث اللقاء. * هل لك أن تصف لنا سجن بريمان »سجن الأطباء«؟ ـ عندما دخلت وجدت المئات يفترشون الأرض بقيودهم، جميعهم من غير السعوديين وبالطبع ليسوا أوروبيين لكنهم من العرب، السجن طابق واحد فقط ليسوا به فناء وإنما هي ساحة كبيرة لاستقبال المساجين أو المعتقلين الأجانب يختلط فيه صوت السعال والاعياء من المرضي بالسباب واللعنات من العساكر والمسئولين. بعد انتهائي من الساحة وعرضي علي مدير السجن ألقوني في عنبر مكتوب علي بوابته الصغيرة رقم »2«، وعندما دخلت عنبر »2« وجدت نفسي مذهولا من هول ما رأيت فالمكان الذي لا يتعدي 30 مترا به عدد يفوق الألف سجين ملقين علي الأرض دون أسرة رغم طول الإقامة، هذا بجانب أنه مكان قذر إلي ما لا نهاية غير إنساني بالمرة فدورات المياه محدودة جدا ورائحتها تعبئ المكان وقد اتشحت حوائطه بالسواد من إثر دخان السجائر والحشيش والبانجو فهناك لا تستنشق غير روائح السجائر والمخدرات والحمامات، أما عن الأكل فتعف الحيوانات الجائعة عن أكله فهو عبارة عن باذنجان مخلوط بشيء غريب تعلوه ريمة تشعرك بالقيء ورغم ذلك يتصارع المساجين عليه من الجوع خاصة أن إدارة السجن ألا تسمح بدخول أي طعام نظيف من الأسر حتي بعد تفتيشه كنوع من الاذلال، أما عن النوم فيمكنك بالكاد أن تنام وأنت تجلس القرفصاء علي بلاطه أو اثنتين فقط لضيق المكان، وعندما أعلمتهم أني مريض بالغضروف رفضوا حتي إحضار الدواء علي نفقتي. ظللت هكذا خمسة أيام حتي وافقت علي التنازل عن مستحقاتي المالية لدي أصحاب العمل، وأخرجوني من السجن مكبلا وفي حراسة أمنية مشددة حتي مطار القاهرة الدولي ووضعت علي قائمة الممنوعين من دخول المملكة بدون تهمة وأنا مسلم وأعشق مكة والمدينة كأماكن مقدسة، وكل هذا علي مرأي ومسمع من السفارة المصرية. * وماذا تنوي أن تفعل بعد رجوعك لمصر؟ ـ لن أسكت عن حقي المادي والمعنوي حتي أسترده وبدأت بالتوجه الي منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان وأقام الدكتور نجيب جبرائيل مدير المنظمة دعوي قضائية أمام محكمة شمال القاهرة مطالبا بتعويض مليون ريال من المملكة السعودية مقابل معاناتي المادية والمعنوية هناك
أجرت الحوار - سحر صابر:
الدكتور عبدالحليم أحمد أبو النور، طبيب مصري عمل بالسعودية لمدة 3 سنوات ولكنه تعرض لإرهاب وتعذيب وتنكيل لا يتحمله بشر.. والمفاجأة أن الملحق العمالي المصري في القنصلية المصرية بجدة شارك في تعذيبه. يقول الدكتور عبدالحليم - كنت أعمل بمستوصف القدس بمدينة جدة الذي يمتلكه طبيب بيطري يدعي أنه طبيب بشري، تعاقد معي من خلال مكتب عمل مصري وعندما بدأت العمل فوجئت بصاحب المستوصف وشريكه الكفيل السعودي يجبراني علي سرقة المرضي عن طريق مطالبتهم بعمل فحوصات وتحاليل غير ضرورية ولكنها ذات تكلفة عالية حيث تبلغ الـ500 ريال كحد أدني بجانب دعوتي لتقبل الرشوة مقابل التوقيع علي إجازات مرضية مزيفة لموظفي الدولة بالسعودية والكشف علي المرضي بدون أي إثبات هوية بالمخالفة للقانون. * هل أنت الوحيد الذي طلب منه هذه المخالفات؟ ـ لا طبعا.. فهذا هو النظام السائد في المستوصف حيث يضطر الأطباء للاستسلام بهذا الواقع.. أما أنا فرفضت حتي لا أطعم أبنائي من مال حرام. * وما رد فعل مسئولي العمل علي موقفك هذا؟ ـ بدأوا يضيقون عليَّ ويرفضون منحي اجازاتي السنوية، كما منعوني من حضور أي مؤتمرات طبية، ولم يسمحوا لي بتجديد ترخيص مزاولة مهنة الطب من وزارة الصحة بالمملكة، ووصل الأمر إلي أنهم استبدلوا المقعد الذي أجلس عليه في المركز بآخر مكسور وهو الأمر الذي أدي الي سقوطي وإصابتي في رقبتي. * ولماذا لم تحرر بلاغات بهذه التجاوزات؟ ـ بالفعل.. حررت عدة بلاغات وتم إثبات تلك المخالفات، وتم تغريمهم 220 ألف ريال سعودي، إلا أنهم لم يتوقفوا عن التنكيل بي وإضراري في عملي، حتي ساعدني أحد العاملين في الحصول علي ملف فساد طبي كبير كان قد تورط فيه المستوصف. وقد تقدمت بالملف لوزارة الصحة لأكثر من مرة إلا أنها تجاهلته، ولكنها قامت بتغريم المستوصف كشكل قانوني سريا، وذلك بعد إصراري علي ضرورة تحركها، وهو الأمر الذي استغله صاحب العمل في مقاضاتي بتهمة السب والقذف غيابيا، وقبل جلسة المحاكمة عرفت بالصدفة بأمر الدعوي. * ألم تخطرك المحكمة بالدعوي؟ ـ من المفترض أن تخطرني، ولكنهم كتبوا في المحضر عنوانا وتليفونا خطأ، حتي تحكم المحكمة عليَّ غيابيا وأجد نفسي محكوما عليَّ بالجلد والسجن بتهمة السب والقذف. * لماذا لم تستنجد بالمسئولين السعوديين؟ ـ لقد استنجدت بالعديد من المسئولين حتي وصلت إلي وزير العمل السعودي نفسه، ولكنه حفظ كثيرا من طلباتي وشكواي لديه - كما أرسلت الي أمير المنطقة الذي يمثل الحاكم الإداري 9 مرات بداية من يناير 2008 حتي سبتمبر 2008، ولم تشفع كل هذه المراسلات بالحصول علي العمل المؤقت بعيدا عن الكفيل، حتي استطيع الانفاق علي أولادي وزوجتي، وأيضا أرسلت العديد من البرقيات لوزير الداخلية السعودي علي مدار 13 شهرا، حيث كان آخر راتب تقاضيته في ديسمبر 2007 والغريب أن السلطات السعودية لم تكتف بذلك، بل وضعت اسمي في قائمة الممنوعين من السفر طوال هذه المدة، كما منعوني من تجديد الإقامة ورخصة سير السيارة حتي أكون عرضة للسجن في أي وقت، وأعطوني تصريحا مؤقتا للتجوال داخل جدة فقط، كانوا يجددونه شهريا بصعوبة بالغة، وأخيرا رفض مكتب العمل بجدة التجديد. * وكيف عشت وأبناؤك؟ ـ جاءتنا إنذارات صاحب العقار لإخلاء الشقة لعدم القدرة المالية علي تسديد الإيجارات كما أني لم أستطع سداد مصروفات مدارس أولادي وبالتالي ضاعت عليهم السنة وعشنا حياة غير آدمية ونحن نكاد نتسول أنا وزوجتي لنطعم أولادنا بعد رفض السلطات السعودية منحي نقل كفالة أو تصريح عمل مؤقتا لدي الغير وخاصة أنني أحضرت لهم كفلاء آخرين ظللت أنا وأسرتي هكذا في سجن بدون قضبان لمدة 13 شهرا نعاني الظلم والاستبداد دون تدخل من السفارة المصرية. * وهل أخطرت السفارة عما حدث؟ ـ نعم وكانت النتيجة أنه تم إجباري من قبل الكفيل والمباحث الإدارية بالاتفاق مع الملحق العمالي المصري بالقنصلية المصرية بجدة علي التنازل عن مستحقاتي المالية من راتب وبدل سكن مدة 13 شهرا في مقابل أن يلغي اسمي من قوائم الممنوعين من السفر. ـ ووعدني الملحق العمالي باستخلاص مستحقاتي منهم وورق السيارة التي أقسم الكفيل أني لن أخرج بها من السعودية لكنه لم يفعل وتهرب مني ثم ادعي أن أصحاب العمل كذبوا عليه. * وماذا فعل الملحق العمالي بعد ذلك؟ ـ للأسف لم يفعل شيئا ولم يتخذ أي إجراء عقابي ضدهم مثل وقف الاستقدام مثلا خاصة وأنه يقر أن لي مستحقات وممنوع من السفر بعد ثبوت بلاغي للسلطات السعودية ضد المستوصف وتخاذله عرضني للاعتقال والتحرش الجنسي بي وضياع حقوقي حتي الآن. * وما قصة اعتقالك؟ ـ في صباح يوم السبت 10 يناير 2009 اتصل بي العقيد عبدالله معتوق الجهيني من المباحث الإدارية بجدة وطلب مني التوجه للمباحث الإدارية بجدة للتعهد بحجز تذاكر لي ولأسرتي ثم سألني عن أوراق السيارة وعند رجوعي فوجئت بوضع القيود الحديدية في يديّ وقدميّ وعندما سألت عن السبب إنهالت عليّ الشتائم والسباب بأهلي وبلدي وبعد احتجازي 35 دقيقة في سجن بريمان بجدة اقتادوني بالقيود الحديدية ووضعوني في سيارة مظلمة الي سجن بريمان بجدة وهو نفس سجن الدكتور شوقي عبد ربه والدكتور رؤوف العربي بدون تهمة أو محاكمة أو محام أو إخطار القنصلية فجأة أصبحت بين القطبان لولا إبراهيم النحياتي مدير هيئة حقوق الإنسان الذي شك من غيابي وإغلاق موبايلي وأرسل اثنين من محامي الهيئة الي السجن فلم يتم السماح لهما بمقابلتي وعندما طلبت من أحد العساكر مقابلة المحامي سبني وأخذني الي مكان يسار الاستقبال بالسجن وتحرش بي جنسيا وعندما نجح في إهانتي كإنسان وطبيب مصري نهرني وقال اخرج بره يا..... * ولماذا لم تخطر هيئة حقوق الإنسان السفارة المصرية؟ ـ قامت الهيئة بإبلاغ زوجتي والتي بدورها اتصلت بالسفارة وتحدثت بالملحق العمالي المتواطئ ولحظي كانت قضية الدكتور رؤوف والدكتور شوقي قد عرضت علي الرأي العام وأحدثت رجة كبيرة هناك مما جعله يخاف من التورط فبعث لي بمندوب عنه من السكرتارية حينها وعدني بإحضار بعض المال وإنهاء أوراقي وأوراق السيارة كما طلبت منه لكنه لم يفعل ومارس عليّ ضغوطا للتنازل عن حقوقي لأصحاب العمل وإلا سأبقي في السجن الي الأبد، لذا خشيت علي أولادي وتنازلت بعد خمسة أيام في جحيم المعتقل. * كلامك فيه اتهام صريح لرجال السفارة المصرية بجدة فما دليلك علي ذلك؟ ـ الأدلة كلها موجودة مصورة، تثبت أن موظفي السكرتارية بالسفارة هو الشاهد الأول علي التنازل وفي المقابل معي إقرر من السفارة بحقي المالي الذي طلب مني الملحق العمالي التنازل عنه. * ومن الذي أنهي أوراق سفرك وكيف حصلت علي ثمن التذاكر؟ ـ أثناء تواجدي بالسجن وبعد أن طلبت من مندوب السفارة القيام بهذه المهمة علمت أنه ترك أوراقي كما هي في السجن ولم يأتني بعدها لذا قام إبراهيم مدير هيئة حقوق الإنسان بهذه الخدمة وقامت زوجتي ببيع أثاث المنزل بألفي ريال رغم أنه يساوي 40 ألف ريال. * وماذا عن قضية السب والقذف التي أقامها ضدك الكفيل؟ ـ عندما علم بامتلاكي دليل براءتي وهو تقرير وزارة الصحة الخاص بالعقوبات الموجهة ضد المركز الطبي تغيب عن الحضور مرتين ورغم حقي في الحصول علي قرار إسقاط الدعوي رفض القاضي إعطائي ما يثبت ذلك ليضمن عدم مقاضاتي له بتهمة اتهامي زورا بما ليس فيّ وحتي يمكنهم من تجديد الدعوي وأنا شخصيا لا أجد تفسيراً لهذا التواطؤ إلا أنني مصري ليس لي ثمن لدي بلادي مما رخصني عند الغرباء. * هل التقيت بالدكتور رؤوف العربي والدكتور شوقي عبد ربه في سجن بريمان؟ ـ لا رغم أني تمنيت ذلك، فأنا كنت بعنبر رقم 2 وعرفت هناك أنهم بعنبر رقم 11 ولأن الخروج من العنبر مستحيل فلم يحدث اللقاء. * هل لك أن تصف لنا سجن بريمان »سجن الأطباء«؟ ـ عندما دخلت وجدت المئات يفترشون الأرض بقيودهم، جميعهم من غير السعوديين وبالطبع ليسوا أوروبيين لكنهم من العرب، السجن طابق واحد فقط ليسوا به فناء وإنما هي ساحة كبيرة لاستقبال المساجين أو المعتقلين الأجانب يختلط فيه صوت السعال والاعياء من المرضي بالسباب واللعنات من العساكر والمسئولين. بعد انتهائي من الساحة وعرضي علي مدير السجن ألقوني في عنبر مكتوب علي بوابته الصغيرة رقم »2«، وعندما دخلت عنبر »2« وجدت نفسي مذهولا من هول ما رأيت فالمكان الذي لا يتعدي 30 مترا به عدد يفوق الألف سجين ملقين علي الأرض دون أسرة رغم طول الإقامة، هذا بجانب أنه مكان قذر إلي ما لا نهاية غير إنساني بالمرة فدورات المياه محدودة جدا ورائحتها تعبئ المكان وقد اتشحت حوائطه بالسواد من إثر دخان السجائر والحشيش والبانجو فهناك لا تستنشق غير روائح السجائر والمخدرات والحمامات، أما عن الأكل فتعف الحيوانات الجائعة عن أكله فهو عبارة عن باذنجان مخلوط بشيء غريب تعلوه ريمة تشعرك بالقيء ورغم ذلك يتصارع المساجين عليه من الجوع خاصة أن إدارة السجن ألا تسمح بدخول أي طعام نظيف من الأسر حتي بعد تفتيشه كنوع من الاذلال، أما عن النوم فيمكنك بالكاد أن تنام وأنت تجلس القرفصاء علي بلاطه أو اثنتين فقط لضيق المكان، وعندما أعلمتهم أني مريض بالغضروف رفضوا حتي إحضار الدواء علي نفقتي. ظللت هكذا خمسة أيام حتي وافقت علي التنازل عن مستحقاتي المالية لدي أصحاب العمل، وأخرجوني من السجن مكبلا وفي حراسة أمنية مشددة حتي مطار القاهرة الدولي ووضعت علي قائمة الممنوعين من دخول المملكة بدون تهمة وأنا مسلم وأعشق مكة والمدينة كأماكن مقدسة، وكل هذا علي مرأي ومسمع من السفارة المصرية. * وماذا تنوي أن تفعل بعد رجوعك لمصر؟ ـ لن أسكت عن حقي المادي والمعنوي حتي أسترده وبدأت بالتوجه الي منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان وأقام الدكتور نجيب جبرائيل مدير المنظمة دعوي قضائية أمام محكمة شمال القاهرة مطالبا بتعويض مليون ريال من المملكة السعودية مقابل معاناتي المادية والمعنوية هناك
Comments