الجماعة الاسلامية تستنكر تفجيرات الحسين ومهدى عاكف تفجيرات الحسين لايقره دين ولا شرع وجدل واسع حول تفسيرات الحادث

صورة لاحد المحالات التى قاربت موقع الانفجار بعد فرض حصار حولة
اثار دماء الضحايا فى موقع الحادث صورة من الوكالة الفرنسية

كتب - كريم البحيرى

استنكرت الجماعة الاسلامية عملية تفجيرات الحسين وقالت الجماعة فى بيان صادر لها مساء امس انه قد مرت أكثر من عشر سنوات بعد إطلاق الجماعة الإسلامية لمبادرة وقف العنف ذاقت فيها مصر طعم الأمن والأمان.. اللهم إلا عدة حوادث عشوائية متفرقة كدرت صفو الهدوء والاستقرار الذي نعمت به البلاد.. ولكنها سرعان ما غابت سريعا عن الواجهة لتعود البلاد إلى طبيعتها مرة أخرى.

واضافت الجماعة ان الليلة أطلت التفجيرات العشوائية بوجهها القبيح مرة ثانية في حي الحسين بالقاهرة.. لتطيح بالعشرات من المصريين والسياح الأجانب بين قتيل وجريح في مشهد مأساوي كادت بلادنا أن تمحوه من ذاكرتها إلى الأبد.

وعلى الرغم من بساطة التفجير وبدائيته.. إلا أن أصداءه هزت بعمق وجدان الكثيرين.. وكشفت النقاب عن جوانب خطيرة من الخلل والقصور مازلنا نعاني منها حتى اليوم.. وما لم نصارح أنفسنا بها فسوف نظل ندور في تلك الدائرة المفرغة إلا أن يشاء الله تعالى. ونفت الجماعة ان يكون التفجيرات لها علاقة بالاسلام حيث قالت

ـ إن هذه التفجيرات العمياء ليست من الإسلام في شيء .. ولا تمت للجهاد الذي شرعه الله بصلة .. ولا ترد أمة الإسلام إلي عزها ومجدها .. ولن تحرر غزة .. ولن تعيد ما هدم فيها .. ولن تحيى الدعوة الإسلامية.. بل إن هذه المتفجرات تنفجر في الدعوة وأبنائها قبل أن تنفجر في غيرهم.. وتضيع مجهودات وأوقات وآمال الحركة الإسلامية سدي .

واكدت الجماعة ان التفجيرات كشفت عن خلل عميق في فهم فريضة الجهاد ما زال متلبسا في فهم بعض شبابنا.. فتلك التفجيرات العشوائية وأمثالها لا تمت للجهاد الصحيح بأي صلة بل تسيء إليه وتعزز الفهم الغربي الخاطئ له وتقول الجماعة عن الجهاد

إن الجهاد الذي أراده الله تعالى هو جهاد منزه عن إزهاق أرواح وأنفس معصومة بغير حق.

ـ وهو منزه عن الغدر بأناس وفدوا إلى بلادنا بأمان لا يجوز إهداره بمجرد هوى الأنفس.

وهو منزه عن تقديم أسوأ صورة للإسلام والمسلمين بإظهار أبنائه قتلة وسفاحين لا يفرقون بين رجل وامرأة.. وكبير وصغير.. وحربي ومعاهد.. ولا يفرقون بين ساحات القتال الحقيقية وبين أوطانهم التي ينبغي أن تكون آمنة مطمئنة وسالمة.

ـ وإذا كان الذين يقومون بهذه التفجيرات يقصدون رعايا بعض الدول التي ساندت إسرائيل في غزوها لغزة نكاية في هذه الدول .. فإننا نقول لهم: وما ذنب هؤلاء الرعايا ؟ وهل هؤلاء مسؤولون عن سياسة دولهم ؟ أم أن الشريعة جعلت كل إنسان يسأل فقط عن عمله وما كسبته يداه امتثالا ً لقوله تعالي " ألا تز وازرة وزر أخري وأن ليس للإنسان إلا ما سعي " .

وتسائلت الجماعة فى بيانها هل علم هؤلاء الشباب أن الدول الديمقراطية يمكن أن يدير سياستها ويحكمها حزب حصل فقط في الانتخابات علي 51% من الأصوات.. أي أن هناك 49 % من رعايا هذه الدولة لا تؤيد هذه السياسة .. ومنذ متى يكون الإنسان مسؤولا ً عن سياسة دولته .

ـ لقد علمتنا شريعتنا الغراء أن الغاية لا تبرر الوسيلة .. وأن الغايات العظيمة لا نصل إليها إلا بالوسائل الشريفة النظيفة التي أقرتها الشريعة .. وأن الوسائل لها أحكام المقاصد .. وأنه لا يجوز في ديننا الغدر .

إن هذا الخلل في فهم الجهاد يوضح مدى حاجة الشباب إلى الوعي بفقه المبادرة التي ما زالت حبيسة في صدور أصحابها.. وبين دفتي بعض كتبها دون أن يستفيد الشباب منها شيئا. ونادت الجماعة بتفعيل فكر المبادرة والسعي بجد لنشر أفكارها ومعانيها وفقهها بين الشباب بكافة الوسائل.. لتكون درعا يحمي شبابنا من تيارات الغلو الخاطئ.. والتطرف الذي يموج به العالم في هذه الآونة.

فالفكر الخاطئ لا يدحضه ولا يكشف زيغه سوى فكر راشد متزن ..وفهم منضبط بفهم الشرع الشريف .

ـ واكدت الجماعة ان تفجيرات الحسين كشفت ً عن خلل كبير في أسلوب التعاطي مع شبابنا .. وفي لغة الخطاب التي توجه إليهم .

فقد حفلت الأيام السابقة بكم كبير من الحشد النفسي والعاطفي علي هامش أحداث غزة وسدت دعوات الجهاد الأفق دون أن يكون لها قدم واضح علي أرض الواقع يبين للشباب ما ينفع الإسلام والأوطان وما يضرهما .

ـ ومثل هذا الخطاب الحماسي اللاهب الذي يفتقد كثيراً إلي النظرة الواقعية والعقلانية المتزنة لا يوجه الشباب نحو الاتجاه الصحيح .. وإنما يدفع بعضهم للقيام بأعمال غير محسوبة تجر علي الإسلام والمسلمين بل والحركات الإسلامية مفاسد لا يعلم مداها إلا الله .

ـ وهذا الخلل يلقي علي عاتق أهل العلم والفكر والتوجيه مهمة تعليم الشباب قواعد الجهاد الصحيح .. وبيان شروطه وموانعه حتي لا تطلق دعوات الجهاد علي عواهنها دون ضبط أو تقييد . وطالبت الجماعة

الذين يحثون الشباب ليل نهار علي الجهاد أن يذكروا لهم ما هو الجهاد الصحيح وما هو الخاطئ ؟ .. وأين يكون الجهاد الصحيح ؟ .. وأين ميادينه الحقيقية ؟ .. ومتى يكون شريفا ً نظيفا ً ملتزما ً بهدي النبوة ؟ .. ومتى يكون جالبا ً للخير ومانعا ً للشر ومدافعا ً عن الأوطان؟ .. ومتى يكون ممزقا ً للأوطان وجالبا ً للشرور ومانعا ً للدعوات والخيرات .. فالسيوف لا بد لها من أخلاق وأحكام وشروط وموانع تضبطها وهي أولي الأشياء بالضبط .

ـ وعلي الدعاة ألا يعتبروا هذه النقاط مثبطة للشباب عن الجهاد .. ولكن عليهم أن يعرفوا أنها قد تكون أهم من مجرد الحث نفسه . وفى نهاية البيان ناشدت الجماعة الاسلامية شباب الإسلام في مصر خاصة والعالم الإسلامي عامة ألا ينجرف وراء ردود أفعال هوجاء غير محسوبة ترتد آثارها في صدر أمتنا المكلومة مزيدا من الجراح والآلام.

ـ فعلى الشباب المسلم أن يضع مصالح الدين والوطن في بؤرة عقله وضميره .. وأن يجعل من الشرع حاكما وموجها لفكره وسلوكه.. وألا يسمح لنفسه أن يكون أداة في يد الأعداء ينفذون بها خططهم ومؤامراتهم.


وعلى الجانب الاخر استنكر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين مهدى عاكف تفجيرات الحسين وقال فى حوار نشره موقع الرسمى لجماعة الاخوان المسلمين اخوان اون لاين
أن هذا العمل لا يقره دين ولا شرع ولا قانون، ويعتبره الإخوان المسلمون خروجًا عن أصول الإسلام الداعية للإصلاح والتغيير بالأسلوب السلمي وعبر القنوات الدستورية والقانونية.

وأكد عاكف فى حواره أن أي اختلاف مع النظام لا يمكن أن يكون مبررًا للقيام بأي أعمال تهز أمن مصر وتزعزع استقرار الوطن، وقال إنه لا يمكن أن يقوم بهذا الفعل الإجرامي وطنيٌّ غيورٌ على وطنه وأهله، مؤكدًا أن الإسلام براءٌ من هذه الممارسات؛ حيث إنه دين ورسالة، تحفظ للإنسان- أيًّا كان دينه أو جنسه أو مذهبه- دمَه وعرضَه، ويرى أن حرمة الإنسان أكبر عند الله من كعبته المطهَّرة وحذر عاكف من اى عمل يستهدف استقرار البلاد .أو المساس بمؤسسات الدولة أو انتهاك حرمة المواطنين أو السائحين المستأمنين

الجدير بالذكر ان هناك انباء ترددت عن ارتفاع عدد الضحايا الى 25 ضحية ما بين فرنسيين والمان وسعوديين وامريكان ومصريين واسبان وحتى الان لم يتم التأكد على هذا ويرجع ذلك بسبب منع الداخلية الصحفيين من دخول المستشفيات المحتجز فيها المصابيين واكتفى وزير الصحة مساء امس بالتصريح ان جميع الحالات بحالة جيدة ومن الممكن ان تخرج اليوم الاثنين فيما عدا حالتان او ثلاثة ربما تحتاج فترة اكبر بسبب تأثير الانفجار عليهم

وعلى الجانب الاخر قال شهود عيان ان هدف النادى الاهلى الثانى والذى تزامن مع الانفجار هو من انقذ من ارتفاع عدد الضحايا حيث هرع الجميع الى الذهاب لرؤية الهدف على القهاوى المتواجدة بالحسين فى الوقت الذى القى شخص مجهول قنبلة نزلت اسفل مقعد وانفجرت على الفور

ورغم ما حدث الا انه يؤكد شهود عيان ان عدد الضحايا مرتفع وليس كما ادعت الداخلية او وزارة الصحة

وفى سياق متصل قلل الرئيس الفرنسى ساركوزى من واقع الحادث واكد فى تصريحات لاحدى الصحف الفرنسية بانه يثق فى الشرطة المصرية وانها ستتوصل الى الفاعل باسرع وقت

وعلى الجانب الامنى ترددت انباء عن اعتقال الداخلية لثلاث اشخاص محتمل تورطهم فى الحادث الا انه حتى الان لم يعرف من هم هؤلاء الاشخاص وقال مصدر بالداخلية رفض ذكر اسمة ان هناك اتجاه داخل وزارة الداخلية الى اتهام ثلاثة من حركة حماس وثلاثة باكستانيين يشتبة فى تورطهم فى الحادث خاصة ان الباكستانيين اختفوا من الفنادق المتواجدين فيها بعد انتهاء فترة اقامتهم فى مصر فى الوقت الذى تزامن مع دخول ثلاثة من حركة حماس بشكل غير شرعى عن طريق الانفاق فى نفس توقيت هروب الباكستانيين وهو ما قالة عن مصدر الداخلية انه محتمل بان الحادث كان مدبرا

ونفى عدد كبير من النشطاء والصحفيين تصريح مصدر الداخلية وقالوا ان الداخلية تفشل فى الوصول الى الجانى وتبرر التقصير فى حماية الرعاية الاجانب والمصريين داخل هذه الاماكن المذدحمة باتهام الفلسطنيين

ولم يستبعد احد النشطاء فى تصريح لمدونة عمال مصر ان يكون تصريح الداخلية هو مبرر من اجل اغلاق المعبر وتبرير مساعدتها لامريكا فى تفجير الانفاق

فيما قال عدد اخر من النشطاء انه هناك احتمال كبير ان يكون الموساد الاسرائيلى وراء الحادث من اجل لفت الانتباه الى مصر وان حالة الاستقرار بها ضعيفة وهو ما يستلزم وجود قوات تحالف اجنبية داخل الاراضى المصرية من اجل ضمان الامن لاسرائيل وهو ما قال عنه النشط انه يعتبر تصريحات ان يكون فلسطنيين خلف الحادث هى تصريحات مستوردة من الموساد الاسرائيلى للضغط على مصر لتفجير الانفاق ومنع دخول اهالى غزة الى الاراضى المصرية حتى يسهل على الصهاينة ابادة الشعب الفلسطينى

وفى عدد من تعليقات الانترنت لم يستبعد عدد من المعلقين تورط الداخلية المصرية فى التفجير بسبب قرب مناقشة قانون الطوارىء وهو ما يتيح للداخلية مد فترة العمل بقانون الطوارىء مرة اخرى تحت بند حفظ الامن والامان خاصة انه تردد منذ ايام عن نية الحكومة الغاء قانون الطوارىء مارس القادم

ومازل الجدل حول الحادث ولم تتضح حتى الان من وراء الحادث خاصة انه حتى الان لم تصرح اى جهة بمستئوليتها عن الحادث

Comments