عقبال عندنا يامصر
الناشط اليساري اليوناني لودوس لـ«البديل»: مقتل الصبي سيطيح بالحكومة
الصحف الغربية: انتفاضة الطلاب احتجاج علي فساد الحكومة وتعكس مشاكل جنوب أوروبا
كتب: أيمن حسن- مصطفي عبد الرازق محمود حسام
أكد الناشط اليساري اليوناني نيكوس لودوس أن الانتفاضة الناجمة عن مقتل الصبي الكسندروس جريجوروبولس (15 عاما) برصاص ضابط شرطة السبت الماضي، هي القشة التي ستقصم ظهر حكومة رئيس الوزراء كونستاندينوس كرامنليس، ولن تنتهي المواجهات الحالية بين الشبان الغاضبين وقوات الشرطة إلا باستقالة هذه الحكومة اليمينية.وفي تصريحات خاصة لـ"البديل" عبر الهاتف، قال لودوس: إن "مصرع الصبي لم يكن إلا الشرارة التي فجرت الموقف، لكن يظل السبب الأساسي في الضغوط الاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب اليوناني، منذ قامت الحكومة بخصخصة الرعاية الصحية والتعليم في اليونان.كما جاءت الأزمة الاقتصادية، وغلاء الأسعار لتزيد الموقف سوءا".وأضاف: "كل هذه الأمور قوبلت من قبل حركات للطلاب البالغ عددها حوالي 70 ألفاً، والتي نشطت في الدفاع عن حقوق الطلاب في التعليم طوال عامي 2006 و2007، ثم انضم لهم الأساتذة والعمال بعد خصخصة مجموعة من الشركات اليونانية الكبري، وتسريح آلاف العمال، مما زاد مشكلة البطالة المستفحلة أساسا".ورأي أنه "لأن الحكومة اليمينية ضعيفة، تكاد تفتقد الشرعية بعد فوزها بالانتخابات بفارق مقعد واحد، فقد فضلت الحل الأمني، وبدلاً من الحوار، واجهت هذه الحركات بإجراءات أمنية قمعية من قبل الشرطة، وأصبح القتل سمة سائدة، خاصة استهداف فئة المهاجرين غير الشرعيين، وآخر الحوادث كان الشهر الماضي عندما قتل المهاجر الباكستاني محمد أشرف علي يد الشرطة".وحذر لودوس من انتشار أعمال العنف وقال: "الأمر الآن تحول إلي عنف، فقد احتل الطلاب المباني الجامعية، وهذا غير مجد، لابد أن تنظم حركة الطلاب نفسها، وتتحول إلي حركة حقيقية منظمة تظهر للناس".وبسؤاله عن وضع الحكومة، قال "الأمر سينتهي باستقالة الحكومة والدعوة إلي انتخابات قادمة، لكن للأسف ليس هناك حزب من القوة بحيث يكون الحكومة بمفرده، لذا أتوقع حكومة ائتلاف، لكن هذا يعني التخلص من اليمين".وعن أقوي الأحزاب علي الساحة اليونانية، قال لودوس: "ربما يأتي حزب باسوك ذو التوجه اليساري في المقدمة، حيث يملك حوالي 120 مقعداً في البرلمان، وهناك حزبان يساريان آخران، لذا أعتقد أنه سيكون هناك ائتلاف يساري". من ناحيتها أشارت مجلة "الأيكونوميست" البريطانية إلي أن الزعيم الاشتراكي اليوناني المعارض جورج باباندرو طالب رئيس الوزراء رئيس الوزراء المحافظ كرامنليس بتقديم استقالته والدعوة إلي انتخابات عامة قائلا:" ليست لدينا حكومة بشكل مؤثر إننا نزعم وجود سلطة تحكمنا". وقالت إن كرامنليس الذي تم تجاهل مطالبه بالتهدئة، وفشلت محادثاته مع الزعماء السياسيين بهدف التوصل لاتفاق لتهدئة الاضطرابات بدا أنه يشعر بحرج موقفه؛ فحزبه الديمقراطي الجديد يسيطر فقط علي 151 مقعداً من إجمالي 300 مقعد في البرلمان اليوناني ويتزيل استطلاعات الرأي بنسبة تتراوح بين 4 و 5%. ورأت المجلة أنه رغم أن كارامانليس ما زال يتفوق علي باباندرو في مستوي الشعبية الذي يتمتع به إلا أنه إذا استمرت الاضطرابات المدنية طويلا فمن الممكن أن تنخفض شعبيته أيضا.وقالت "الأيكونومست" إن البائعين والأسر التي تدير الأعمال الصغيرة هم أساس التأييد الذي يحصل عليه المحافظون، لكنهم أصبحوا يخشون من فشل الشرطة في توفير الحماية لممتلكاتهم. وقالت إن الاضطرابات الأخيرة تأتي علي رأس الغضب تجاه الحكومة بعد سلسلة من الفضائح المالية. فبينما كان المتظاهرون محتشدين خارج البرلمان فيما يشبه الثورة، كانت إحدي اللجان البرلمانية تستمع إلي شهادة حول صفقة غير قانونية لتبادل الأراضي، ويعتقد بتورط وزراء رفيعي المستوي داخل مجلس الوزراء بخداع دافعي الضرائب وتحقيق أرباح تقدر بـ100 مليون يورو. ورأت المجلة إن خطأ كرامنليس الأكثر فداحة كان إهماله للإصلاح الاجتماعي وبخاصة التعليم والصحة والأمن. وأشارت إلي أن نسبة البطالة بين الخريجين الشباب تبلغ 21% بما يوازي 8% من إجمالي القوي العاملة. واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أمس أن تظاهر واحتجاج آلاف الطلبة والعمال في اليونان علي مدار الأيام الماضية، عكس سخط الشباب المتنامي في عدد من الدول الأوروبية علي نظم التعليم القديمة وقلة الوظائف والخوف علي المستقبل. وقالت إن الطلبة في روما وبرلين ومدريد يتخرجون من الجامعات بعد وقت أكبر من نظرائهم في شمال أوروبا أو الولايات المتحدة أو بريطانيا. وتابعت الصحيفة أن طلبة إيطاليا وألمانيا وإسبانيا يصارعون للحصول علي وظائف طويلة الأمد تضمن لهم تأميناً اجتماعياً. ففي ألمانيا يعاني العديد من المواطنين وأعداد كبيرة من خريجي الجامعات من قلة وندرة الوظائف التي تدفع أجرا كاملا. وبدلا من ذلك يجدون أنفسهم يعملون كمتدربين بأجر قليل أو دون أجر. وأطلق عليهم الإعلام الألماني صفة جيل المتدربين. وفي إسبانيا هناك جيل من الشباب يدخل أماكن العمل دون الحصول علي مكاسب كبيرة أو ضمانات اجتماعية، وغالبا ما يتنقلون في الوظائف المؤقتة التي لا تلزم أصحاب الأعمال بقوانين العمل الصارمة. ويصف الإعلام الإسباني هؤلاء بأنهم مقلقلون، حيث يحصلون علي ألف يورو شهريا. وفي اليونان تسمي هذه الجماعة بـ"جيل 600" في إشارة إلي الحد الأدني للأجور في البلاد البالغ 600 يورو شهريا.وفي فرنسا يخطط الطلبة لاحتجاج في كل أنحاء البلاد ضد خطط الحكومة منح الجامعات الحكومية المزيد من الاستقلالية في إدارة ميزانياتها. فيخشي الطلبة أن يخلق ذلك نظاماً تمييزياً بين الجامعات الغنية التي تجذب التمويل الخاص والجامعات الفقيرة المتدهورة.وفي الشهر الماضي تظاهر آلاف من الطلبة الإيطاليين احتجاجا علي محاولة الحكومة تغيير قوانين حكم الجامعات ككل بما في ذلك تخفيض ميزانيات الجامعات الحكومية.وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية إن أحداث الشغب باليونان تم التخطيط لها منذ الصيف الماضي حيث حصلت الشرطة اليونانية علي تقارير تفيد ببدء أعمال العنف بحلول أعياد الميلاد علي أقصي تقدير، لكن المكان والمبرر الذي سيتسبب في اندلاعها لم يكونا معروفين، مشيرة إلي أن أي حدث كان من الممكن أن يتسبب في اندلاع هذه الأعمال التي تعد نسخة كربونية مما حدث في فرنسا في أكتوبر عام 2005. وقالت في تقرير إن المسئولين عن أحداث الشغب الأخيرة هم المسئولون أيضا عن حرق الغابات اليونانية في صيف عام 2007، في عملية أطلق عليها البعض "المشروع الإبراهيمي"، للتذكرة بنفس أحداث التدمير التي تعرض لها ذات الأقليم علي يد إبراهيم باشا قائد الجيش المصري خلال الثورة اليونانية في صيف عام 1827
Comments