مدونة عمال مصر فى مكتبة الكونجرس الامريكى

المدونات السياسية العربية في مكتبة الكونجرس

عبد المنعم محمود


Image
مكتبة الكونجرس
القاهرة - "أنا أحد موظفي مكتبة الكونجرس بالسفارة الأمريكية، ونقوم بعمل أرشيف إلكتروني يضم جميع المدونات والمواقع الإلكترونية التي تتناول موضوعات خاصة بالسياسة والأحداث التي تجرى في مصر والمنطقة العربية، وقد وقع الاختيار على مدونتك؛ لتصبح أحد هذه المواقع التي نستقي منها المعلومات باستمرار".

هذه الرسالة وصلت مؤخرا لعدد من المدونين ومديري تحرير المواقع الإلكترونية المصرية والعربية الشهيرة على بريدهم الإلكتروني، في إطار مشروع دولي للولايات المتحدة يركز على المنطقة العربية.

ويضيف المرسل الذي تأتي رسالته عبر موقع السفارة الأمريكية بالقاهرة قائلا: "ونحن نطلب منك أن ترسل إلينا (إيميل) توضح فيه عدم اعتراضك على وضع مدونتك ضمن قاعدة البيانات الخاصة بنا".

مراسل "إسلام أون لاين" اتصل بالسفارة الأمريكية في القاهرة للتأكد من جدية تلك الرسالة، وسأل عن الموظفين التابعين لمكتبة الكونجرس، فقاموا بتحويله إلى قسم المكتبة، فتحدث إلى أحد الموظفين الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية القضية، وأكد الموظف أن العاملين بالمكتبة يرسلون تلك الرسالة إلى عدد من المواقع والمدونات التي يرشحها كبار الباحثين في المقر الرئيسي للمكتبة في واشنطن، حيث يرون أن مادة هذه الصفحات الإلكترونية ستضيف رصيدا مهما من المعلومات للمكتبة التي تعد من أكبر وأضخم مكتبات العالم في العصر الحديث.

الإصلاح السياسي

وأضاف الموظف الذي يعمل في متابعة وفهرسة المحتوى العربي على الإنترنت، وأرشفته في محتويات المكتبة أن الباحثين في المكتبة قرروا الاعتماد على عدد من المواقع والمدونات التي تتناول قضايا خاصة بالإصلاح السياسي والديمقراطية في العالم العربي، وخاصة مصر على أن يتم إدارج كل هذه المحتويات في مدونة تقوم المكتبة بإنشائها حاليا عن المنطقة العربية؛ لتشمل المدونات العربية السياسية الرئيسية.

وفي هذا السياق أوضح الموظف "أن المشروع يستعين بعدد من الباحثين في دول عربية مختلفة منها مصر والأردن والمغرب ولبنان والسعودية".

ولفت موظف الفهرسة بفرع مكتبة الكونجرس بالسفارة الأمريكية بالقاهرة إلى أن كثيرا من المواقع والمدونين أبدوا سعادتهم بالتعاون مع المشروع قائلا: "هناك العديد من المدونات والمواقع التي لبت رغبة مكتبة الكونجرس في ضمهم إلى قاعدة البيانات، أبرزها مواقع أحزاب الوفد، والجبهة الديمقراطية، وحزب العمل ذي التوجه الإسلامي الذي تم تجميده في عام 2001، وجريدة الأهالي التابعة لحزب التجمع".

وتابع قائلا: "بالإضافة إلى مدونة عمال مصر التي يحررها المدون كريم البحيري الناشط بحركة 6 أبريل ، ومدونة الوعي المصري التي يحررها المدون الشهير وائل عباس، ومدونة عيون مصر التي يديرها شاب لا يضع تعريف شخصي لنفسه وإنما يضع شارات تخص حركة الاشتراكيين الثوريين بمصر".

"المحتوى الرقمي"

وتقول إدارة المكتبة على موقعها على الإنترنت: "إن هذا المشروع بدأ عام 2000 بمشروع تجريبي للحفاظ على المحتوى الرقمي على الإنترنت من الضياع، وذلك من خلال أرشفته وفهرسته على موقع المكتبة، وذلك لتوفير هذا المحتوى للأجيال القادمة من الباحثين".

واهتم المشروع خلال السنوات القليلة الماضية بأرشفة كل ما كتب على الإنترنت من موضوعات تتحدث عن انتخابات الرئاسة الأمريكية عامي 2000 و 2004، وحرب العراق وأحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وفي عام 2004 شكلت المكتبة فريقا متخصصا لجمع هذا المحتوي، ووسعت من نطاق الموضوعات محل الأرشفة؛ حتى استطاعت الحصول على 82.6 تيرابايت -التيرابايت هي إحدى وحدات قياس السعة التخزينية على الكمبيوتر وتساوي ألف جيجابايت- من المعلومات والبيانات،

ووسع المشروع من نطاق اهتماماته التي لم تقصرها على الولايات المتحدة الأمريكية بل ضمت الاهتمام بدول أخرى وقضايا؛ مثل التعليم، والحرية، والأحزاب، والحركات السياسية، والجماعات الإسلامية، ومنظمات المجتمع المدني.

والمشروع كما يتحدث عنه موقع المكتبة الإلكتروني لا يقتصر على المحتوى المكتوب، بل يشمل كل ما يمكن إدراجه على الإنترنت من صور فوتوغرافية، ولقطات الفيديو، ومقاطع الصوت، والفلاشات.

وتعد مكتبة الكونجرس من أهم وأكبر المكتبات في العالم، والتي تقع في واشنطن، وقد تأسست عام 1800 عندما وقع الرئيس الأمريكي الراحل "جون آدمز" على قانون لنقل مقر الحكومة من فيلاديفيا إلى واشنطن، وقد كان الهدف من المكتبة في حينه أن تكون مرجعا للكونجرس فقط.

وتضم المكتبة أكثر من 130 مليون مادة من كتب ووثائق وما شابه، منها 29 مليون كتاب على شكل كتالوج، ومواد مطبوعة بأربعمائة وستين لغة، وفي المكتبة أكثر من 58 مليون وثيقة، وتعتبر أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية.

وتعرضت للحرق مرتين، وفي عام 1886 تم إقرار البناء الجديد الذي أعده خمسون مصمما ورساما وفنانا متخصصون في البناء والديكور، وفي عام 1897 افتتحت المكتبة أمام الجمهور لتصبح أول مكتبة عامة بهذا الحجم.

وتزايدت أهمية وفاعلية المدونات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث أصبحت تعبر عما أطلق عليه المتخصصون "صحافة المواطن الشعبي" التي كسرت تابوهات الصحافة.

وذكر تقرير حديث صادر عن مركز دعم المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري أن عدد المدونات العربية وصل إلى 490 ألف مدونة؛ وذلك حسب إحصاء أجراه باحثو المركز حتى إبريل 2008، وقال التقرير: إن المدونات المصرية تمثل 30.7 % من المدونات العربية، بعدد يقدر بنحو 160 ألف مدونة

Comments