صيادى الاسماعلية ممنوعون من الصيد


سعيد عز الدين موقع تضامن
هناك على شاطئ قناة السويس الذي حرر ترابه الجنود المصريين ولدت مأساة جديدة ومعها نضال حي على أرض مصر.

ففي يناير 2008 لقي أسامة السيد سليمان محمدمبروك، أحد شباب قرية البهتيمي، حتفه على يد قوات حرس الحدود المصريالمرابطة على شاطئ قناة السويس. كان أسامة (20 عاما) يدرس الحقوقفي الجامعة ويسعى للقمة عيشه بالعمل كصياد في أيام الأجازات. وفي اليومالمشئوم ذهب أسامة إلى العمل من أجل توفير مبلغ بسيط يذهب به لأداءامتحانات منتصف العام بالكلية، ولم يعد. فقد أطلقت قوات حرس الحدود المصريالنار على الفلوكة الصغيرة التي كان يستقلها أسامة مع زملاؤه على الرغم منعدم إبدائهم لأي اعتراض أو مخالفتهم لأوامر حرس الحدود. فيروي شهود الحادثأنهم في أثناء سيرهم بالفلوكة نادت عليهم وردية الحراسة الليلية و طلبتمنهم النزول إلى شاطئ القنال فاستجابوا على الفور وبلغوهم بإشارة الأمان،التي تفيد بأنهم صيادين مرخص لهم ، وقبل وصولهم للشاطئ فوجئوا بوابل منالرصاص يتدافع تجاههم، استشهد على إثره أسامه السيد.وقد ووري أسامة الثرى في 20/1/2008، بعد أن تحولت جنازته إلى مظاهرة شعبية تندد بأوجه الضيم التي يعانيها الصيادون.

خلفية الحادث
حدد موقع الإسماعيلية - في وسط مجرى قناة السويس- نطاق محدود للصيد فيبحيرة التمساح التي تعتبر المتنفس الوحيد ل 7000 آلاف صياد يلقون فيهاشباك الرزق. غير أن يد الجور والاستبداد قد طالتهم جراء الفساد و الهيمنةالأمنية والعسكرية، بل وصفقات النظام المصري مع الولايات المتحدة. فقواتحرس الحدود تمنع أهالي قريتي "عزبة الحلوس" و "عزبة البهتيمي" من الصيد فيمياه البحيرة من أجل تأمين مرور السفن الحربية، التي بدأت بالتوافد منذانضمام مصر للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ذلكالتحالف الذي دخل الكويت في 1991. منذ تلك اللحظة و القناة تغلق أمامالصيادين الغلابة، لتمر السفن الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية.
وجاء الحادث على الرغم من صدور قرار رقم 2951 لسنة 2001 والذي يسمحبالصيد ليلاً في عدد من المناطق مثل "الشمندورة الفرعية" للشاطىء الغربيلقناة السويس، والبحيرات المرة، وبحيرة التمساح، وذلك بعد أن أشتكىالصيادين من قرار سابق وهو القرار رقم 529 لسنة 1997.من ناحية أخرى ترفض المحافظة إصدار رخص كافية للصيادين الذين يبلغ عددهم7000 آلاف صياد لا يملكون سوى 825 رخصة، مما يضيق عليهم أبواب الرزق، خاصةوأن مسلسل الاعتداءات قد بدأ مع القبض على 24 صيادا ومحاكمتهم أمامالمحكمة العسكرية والتي أصدرت حكمها بحبسهم 6 أشهر، ويقضون العقوبة في سجنبورسعيد.في يوم السبت الموافق 30 من شهر يوليو 2005 تم القبض ثلاثة منالصيادين هم ( عبد السلام محمد عبد السلام ، محمد حنيدق السيد ، أحمد محمدالعقبى ) بتهمة الصيد في بحيرة التمساح، وتمت محاكمتهم أمام المحكمةالعسكرية التي قضت بحبسهم ستة أشهر، غير أن أهلهم هبّوا معترضين على الحكمالجائر وغير المنطقي (يحاكم الصياد لأنه مارس الصيد!!) فقام الأهالي في 8أغسطس 2005 بالتظاهر أمام مديرية الأمن ومحافظة الإسماعيلية مطالبينبالإفراج عن الصيادين الثلاثة، واضطرت السلطات للإفراج عنهم حتى " لايشوشروا " وتتسرب أخبارهم للإعلام أثناء زيارة الرئيس للمحافظة.
أيضا، قامت قوات حرس الحدود باعتقال الصياد محمود الجندي (18سنة) فيأثناء مزاولته لمهنته، وقاموا بضربه وإجباره على تناول الشحم ، وأدىالحادث لإصابة المجني عليه بخلل نفسي بالغ.
تتواطئ الظروف على الصيادين مع قانوني المعاشات والتأمينات، حيث أنقانون التأمينات رقم (108) رفع التأمين السنوي من 12 جنيه إلى 180 جنيه،رغم أن معاش أرملة الصياد وفقا للقانون لا يتعدى الخمسة جنيهات. كما أنالجهات الأمنية تمنع قيام وإشهار جمعية للصيادين أو انتخاب شيخا لهم يعبرعن مصالحهم ويمثلهم.

إيه العمل ؟

1- تكوين نقابة مستقلة منتخبة للصيادين يتجمع فيها نضالهم بدءا من الإسماعيلية مرورا بالبرلس وصولا لغيرها من مناطق العمل.
2- نشر الموضوع إعلامياً.3-مكتب معلومات يوفر بيانات عن ( الهيئات الدولية للملاحة - المقار الرسمية لشركات السفن - جمعيات الصيد العالمية )4-مساندة قانونية تتعلق بالحقوق النقابية ، خاصة الاستقلال النقابي عن هيمنة الأجهزة الأمنية.5-المطالبة بتعويضات الصيادبن من السفن المارة في القناة والتي تتسبب في أي تلوث .6-مقاضاة مجلس إدارة جمعية الصيادين والمطالبة بعمل انتخابات شرعية للاتيان بمجلس شرعي يمثل الصيادين.7-دورات تدريبية للصيادين لتطوير الحرفة.
Lookbackinanger83@yahoo.com

Comments