الأصولية العمالية والنقابية وحرب المفاهيم
كتب عم عطية الصيرفي بجريدة البديل
في البدء أتقدم بالتحية والتقدير لشخص أستاذنا جمال البنا لما قدمه من كتابات ومؤلفات عمالية طوال عشرات السنين، كما أتقدم بالتحية لزميلنا العامل النقابي السيد عبدالراضي لما قدمه في الفترة الأخيرة من الكتابات والاجتهادات العمالية مما جعله يخوض حرب المفاهيم مع أستاذنا جمال البنا بشأن مسألة التعددية العمالية والنقابية.
ومع تقديري الشديد للأستاذ والزميل وحربهما هذه «حرب المفاهيم» التي هي وللأسف حرث في البحر، لأنهما قد غفلا تماما عن الأصولية العمالية والنقابية وثوابتها، فالأستاذ يددعو في كتاباته العمالية إلي التعددية النقابية في إطار إسلامي بحيث تنجب لنا نقابات عمالية إسلامية أي نقابات عمالية عنصرية فاشستية، بينما الزميل يدعو في كتاباته الأخيرة إلي رفض التعددية النقابية عموما رغم أن هذه التعددية النقابية هي جوهر الحريات النقابية ذات المضمون الاجتماعي ومن ثم يتشبث بالوجود الأبدي للنقابات العمالية السلطوية المطلقة مع أنها نقابات عنصرية وفاشستية شكلا وموضوعا.وهكذا تلاقت دعوة الأستاذ بدعوة الزميل في الهدف والنتيجة حيث انتهيا إلي المطالبة بنقابات عمالية ذات طبيعة عنصرية وفاشستية ولهذا أقول مرة ثانية مع الاعتذار لهما إنهما يحرثان في البحر لأنهما قد غفلا تماما عن الأصول العمالية والنقابات التي انبثقت جذورها من صراع الطبقات. طبقات الأجداد والآباء من عبيد وأقنان الذين قد ورثا أحفادهم العمال غريزة الصراع الطبقي للتصدي لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان في المجتمعات الرأسمالية. هذه المجتمعات التي حفزت العمال إلي تطوير الصراع الطبقي وترشيده بواسطة آليات ووسائل مختلفة منها الاضرابات العمالية باعتبارها الأم الكبري للنقابات العمالية الأصولية وثوابتها النقابية التي تتجلي في الآتي:1- نقابات عمالية طبقية قائمة علي التعددية النقابية تخص العمال وكل العاملين بأيديهم وأدمغتهم مقابل أجر معلوم.2- نقابات عمالية مدنية حرة لا تخضع أبدا للعسكر ورجال الدين.3- نقابات عمالية ديمقراطية في قبول أعضائها وفي انتخاباتها وترشيحاتها بصرف النظر عن الدين والجنس والمعتقد السياسي.4- نقابات عمالية ذات عضوية اختيارية علي مستوي العضوية القاعدية والقيادية وعلي مستوي النقابات القاعدية والقيادية.5- نقابات عمالية مستقلة عن الأحزاب والحكومات والجماعات الدينية.6- نقابات عمالية هي وسائل كفاحية ذات مضمون اجتماعي يخص الطبقة العاملة وخبزهم وحريتهم.تلك هي الأصول التي قامت عليها النقابات العمالية ذات المضمون الاجتماعي التي انبثقت من الإضرابات العمالية ونهوضها المصري في العقد الأخير من القرن التاسع عشر حتي قيام ثورة يوليو نة 1952، هذه الثورة التي قضت تماما علي النقابات العمالية الأصولية منذ أيامها الأولي بواسطة العسكرة. عسكرة ضباط الجيش التي عسكرت النقابات العمالية حتي عامي 1956- 1957.. أي عامي اشتعال الوطنية المصرية ضد الاستعمار الإنجليزي ورأس المال الأجنبي حيث بادرت سلطة يوليو وقتئذ بالتخلي عن العسكرة النقابية واستبدالها بالسلطوية النقابية بنص قانوني الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي «حزبي سلطة يوليو» الذي يقضي بربط العضوية النقابية بعضوية الاتحاد القومي ثم بعضوية الاتحاد الاشتراكي ربطا مطلقا مما جعل النقابات العمالية ذات طبيعة سلطوية وفاشستية.ومما يذكر أن أستاذنا جمال البنا قد عايش النقابات الأصولية القديمة بينما شاهد فقط نقابات العسكرة ثم شاهد أيضا النقابات العمالية السلطوية المعمرة حتي يومنا هذا.. ولكن زميلنا السيد عبدالراضي قد عايش النقابات العمالية السلطوية واصطلي بنارها ورأي جرائمها ضد العمال وخبزهم وحريتهم وهذه بعض الجرائم الفاشستية.* جريمة تكفير العشرات من العمال اليساريين ومحاولة طردهم من الإيمان بالله ورسوله طردا سلطويا في عهد الرئيس المقتول وفي عهد الرئيس المعمر وذلك بقصد حرمانهم من الترشيحات العمالية والنقابية حرمانا رسميا وبقصد قتلهم روحيا وشعبيا.* جريمة المشاركة الفعالة في الانقلاب الاجتماعي المضاد الذي قاده ونفذه الريئس مبارك باغتيال الاشتراكية الناصرية بالخصخصة وبيع القطاع العام والإطاحة بمكاسب العمال والفلاحين.* جريمة تزوير الانتخابات والترشيحات العمالية وحرمان آلاف العمال من ممارسة حقهم في هذه الترشيحات والانتخابات.* جريمة نهب أموال النقابات بالجملة والقطاعي.. وتوريث المناصب النقابية واحتكارها بين الأجداد والآباء والأحفاد.إن هذه الجرائم التي مارستها النقابات السلطوية قد استنفرت وغاظت القوي الوطنية واليسارية مما دفع أستاذنا إلي طرح مسألة التعددية النقابية من منطلق مرجعيته الإسلامية كحل وبديل للنقابات العمالية السلطوية، وعلي العكس فقد طرح الزميل مسألته الرافضة للتعددية النقابية بدون مرجعية إلا التذرع بذريعة الخوف علي وحدة الطبقة العاملة المصرية في إطار النقابات السلطوية واتحادها العام. علما بأن هذه الوحدة العمالية وحدة إكراهية وبائسة مما جعلها تتضاءل رويدا رويدا نظرا لأنها ليست قائمة علي عضوية نقابية ميدانية بل قائمة علي عضوية دفترية مصدرها الاشتراك النقابي الإجباري وحتي لو قال زميلنا إن مسألته الرافضة للتعددية تستند علي شعار كارل ماركس القائل (يا عمال العالم اتحدوا) فإن الشعار وصاحب الشعار لم يقصدا وحدة عمالية تنظيمية بل يقصدا وحدة عمالية ميدانية نضالية في المصنع وفي الشارع. يؤيد ذلك أن الثورات العمالية والإضرابات العمالية الكبري في التاريخ الحديث والمعاصر قد قامتا بواسطة الأحزاب والنقابات العمالية المتعددة.. ولهذا فلعل زميلنا السيد عبدالراضي أن يتصفح أكثر وأكثر تاريخنا. أي أريخ الطبقة العاملة عموما وتاريخ الطبقة العاملة المصرية خصوصا. مما يؤهله ليصبح قادرا علي امتلاك المرجعيات العمالية والتاريخية المرشدة التي يوظفها في بحوثه العمالية والنقابية أو الشمولية النقابية أو غيرها من قضايا العمل والعمال
في البدء أتقدم بالتحية والتقدير لشخص أستاذنا جمال البنا لما قدمه من كتابات ومؤلفات عمالية طوال عشرات السنين، كما أتقدم بالتحية لزميلنا العامل النقابي السيد عبدالراضي لما قدمه في الفترة الأخيرة من الكتابات والاجتهادات العمالية مما جعله يخوض حرب المفاهيم مع أستاذنا جمال البنا بشأن مسألة التعددية العمالية والنقابية.
ومع تقديري الشديد للأستاذ والزميل وحربهما هذه «حرب المفاهيم» التي هي وللأسف حرث في البحر، لأنهما قد غفلا تماما عن الأصولية العمالية والنقابية وثوابتها، فالأستاذ يددعو في كتاباته العمالية إلي التعددية النقابية في إطار إسلامي بحيث تنجب لنا نقابات عمالية إسلامية أي نقابات عمالية عنصرية فاشستية، بينما الزميل يدعو في كتاباته الأخيرة إلي رفض التعددية النقابية عموما رغم أن هذه التعددية النقابية هي جوهر الحريات النقابية ذات المضمون الاجتماعي ومن ثم يتشبث بالوجود الأبدي للنقابات العمالية السلطوية المطلقة مع أنها نقابات عنصرية وفاشستية شكلا وموضوعا.وهكذا تلاقت دعوة الأستاذ بدعوة الزميل في الهدف والنتيجة حيث انتهيا إلي المطالبة بنقابات عمالية ذات طبيعة عنصرية وفاشستية ولهذا أقول مرة ثانية مع الاعتذار لهما إنهما يحرثان في البحر لأنهما قد غفلا تماما عن الأصول العمالية والنقابات التي انبثقت جذورها من صراع الطبقات. طبقات الأجداد والآباء من عبيد وأقنان الذين قد ورثا أحفادهم العمال غريزة الصراع الطبقي للتصدي لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان في المجتمعات الرأسمالية. هذه المجتمعات التي حفزت العمال إلي تطوير الصراع الطبقي وترشيده بواسطة آليات ووسائل مختلفة منها الاضرابات العمالية باعتبارها الأم الكبري للنقابات العمالية الأصولية وثوابتها النقابية التي تتجلي في الآتي:1- نقابات عمالية طبقية قائمة علي التعددية النقابية تخص العمال وكل العاملين بأيديهم وأدمغتهم مقابل أجر معلوم.2- نقابات عمالية مدنية حرة لا تخضع أبدا للعسكر ورجال الدين.3- نقابات عمالية ديمقراطية في قبول أعضائها وفي انتخاباتها وترشيحاتها بصرف النظر عن الدين والجنس والمعتقد السياسي.4- نقابات عمالية ذات عضوية اختيارية علي مستوي العضوية القاعدية والقيادية وعلي مستوي النقابات القاعدية والقيادية.5- نقابات عمالية مستقلة عن الأحزاب والحكومات والجماعات الدينية.6- نقابات عمالية هي وسائل كفاحية ذات مضمون اجتماعي يخص الطبقة العاملة وخبزهم وحريتهم.تلك هي الأصول التي قامت عليها النقابات العمالية ذات المضمون الاجتماعي التي انبثقت من الإضرابات العمالية ونهوضها المصري في العقد الأخير من القرن التاسع عشر حتي قيام ثورة يوليو نة 1952، هذه الثورة التي قضت تماما علي النقابات العمالية الأصولية منذ أيامها الأولي بواسطة العسكرة. عسكرة ضباط الجيش التي عسكرت النقابات العمالية حتي عامي 1956- 1957.. أي عامي اشتعال الوطنية المصرية ضد الاستعمار الإنجليزي ورأس المال الأجنبي حيث بادرت سلطة يوليو وقتئذ بالتخلي عن العسكرة النقابية واستبدالها بالسلطوية النقابية بنص قانوني الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي «حزبي سلطة يوليو» الذي يقضي بربط العضوية النقابية بعضوية الاتحاد القومي ثم بعضوية الاتحاد الاشتراكي ربطا مطلقا مما جعل النقابات العمالية ذات طبيعة سلطوية وفاشستية.ومما يذكر أن أستاذنا جمال البنا قد عايش النقابات الأصولية القديمة بينما شاهد فقط نقابات العسكرة ثم شاهد أيضا النقابات العمالية السلطوية المعمرة حتي يومنا هذا.. ولكن زميلنا السيد عبدالراضي قد عايش النقابات العمالية السلطوية واصطلي بنارها ورأي جرائمها ضد العمال وخبزهم وحريتهم وهذه بعض الجرائم الفاشستية.* جريمة تكفير العشرات من العمال اليساريين ومحاولة طردهم من الإيمان بالله ورسوله طردا سلطويا في عهد الرئيس المقتول وفي عهد الرئيس المعمر وذلك بقصد حرمانهم من الترشيحات العمالية والنقابية حرمانا رسميا وبقصد قتلهم روحيا وشعبيا.* جريمة المشاركة الفعالة في الانقلاب الاجتماعي المضاد الذي قاده ونفذه الريئس مبارك باغتيال الاشتراكية الناصرية بالخصخصة وبيع القطاع العام والإطاحة بمكاسب العمال والفلاحين.* جريمة تزوير الانتخابات والترشيحات العمالية وحرمان آلاف العمال من ممارسة حقهم في هذه الترشيحات والانتخابات.* جريمة نهب أموال النقابات بالجملة والقطاعي.. وتوريث المناصب النقابية واحتكارها بين الأجداد والآباء والأحفاد.إن هذه الجرائم التي مارستها النقابات السلطوية قد استنفرت وغاظت القوي الوطنية واليسارية مما دفع أستاذنا إلي طرح مسألة التعددية النقابية من منطلق مرجعيته الإسلامية كحل وبديل للنقابات العمالية السلطوية، وعلي العكس فقد طرح الزميل مسألته الرافضة للتعددية النقابية بدون مرجعية إلا التذرع بذريعة الخوف علي وحدة الطبقة العاملة المصرية في إطار النقابات السلطوية واتحادها العام. علما بأن هذه الوحدة العمالية وحدة إكراهية وبائسة مما جعلها تتضاءل رويدا رويدا نظرا لأنها ليست قائمة علي عضوية نقابية ميدانية بل قائمة علي عضوية دفترية مصدرها الاشتراك النقابي الإجباري وحتي لو قال زميلنا إن مسألته الرافضة للتعددية تستند علي شعار كارل ماركس القائل (يا عمال العالم اتحدوا) فإن الشعار وصاحب الشعار لم يقصدا وحدة عمالية تنظيمية بل يقصدا وحدة عمالية ميدانية نضالية في المصنع وفي الشارع. يؤيد ذلك أن الثورات العمالية والإضرابات العمالية الكبري في التاريخ الحديث والمعاصر قد قامتا بواسطة الأحزاب والنقابات العمالية المتعددة.. ولهذا فلعل زميلنا السيد عبدالراضي أن يتصفح أكثر وأكثر تاريخنا. أي أريخ الطبقة العاملة عموما وتاريخ الطبقة العاملة المصرية خصوصا. مما يؤهله ليصبح قادرا علي امتلاك المرجعيات العمالية والتاريخية المرشدة التي يوظفها في بحوثه العمالية والنقابية أو الشمولية النقابية أو غيرها من قضايا العمل والعمال
Comments