عزيز صدقي : الشعب هوالأمل والع صيان المدنى هوالطريق للتغيير


عزيز صدقي : الشعب هوالأمل والعصيان المدنى هوالطريق للتغيير


سيذكر التاريخ للسياسي الكبير عزيز صدقي أنه شارك بجدية وإخلاص في قيادة البلاد نحو التصنيع في زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ثم عاد ليشارك في قيادتها للعبور من هزيمة 1967 إلي انتصار رمضان المجيد، وها هو الآن وبعد سنوات من التواري عاد إلي الصدارة ثانية داعياً إلي إصلاح حقيقي يعيد للوطن ثرواته المنهوبة وكرامته التي أهدرها النظام الحاكم
سيذكر التاريخ للسياسي الكبير عزيز صدقي أنه شارك بجدية وإخلاص في قيادة البلاد نحو التصنيع في زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ثم عاد ليشارك في قيادتها للعبور من هزيمة 1967 إلي انتصار رمضان المجيد، وها هو الآن وبعد سنوات من التواري عاد إلي الصدارة ثانية داعياً إلي إصلاح حقيقي يعيد للوطن ثرواته المنهوبة وكرامته التي أهدرها النظام الحاكم
ليس هناك نية حكومية للاتجاه نحو الديمقراطية وإحنا معندناش أحزاب ولا تعددية ولا غيره ।
وزير الصناعة الأسبق :«نبيع ليه لما الشركة بتصدر وبتكسب» فكان رد محيي الدين :«الموضوع غير قابل للنقاش॥ كل المصانع هتتباع
الأموال اللي بتخرج بره البلد بتتهرب بأوامرعليا .
الإصلاح هو فرض إرادة الشعب وليس انتظار منحة الحاكم .
«الكرامة» حاورت صدقي عن التعديلات الدستورية الأخيرة وعن التوريث والأحزاب، فقال كلمة واحدة: أثق بالشعب।
كيف ستؤثر التعديلات الدستورية علي شكل الحياة السياسية والعامة في مصر؟
ـ سيكون تأثيرها بالغ السوء فقد أعطت رئيس الجمهورية صلاحيات وسلطات أكثر مما كان يتمتع بها من قبل وقد حالت تلك التعديلات دون أن يكون هناك تعددية حقيقية وتداول للسلطة في مصر فقد فرضت المادة «76» شروطاً تعجيزية علي كل من يريد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية وكان ناقص يضيفوا لنصها «علي أن يكون اسم المرشح جمال مبارك....» واضح جداً أنه ليس هناك نية حكومية للاتجاه نحو الديمقراطية لقد زورت هذه التعديلات إرادة الشعب وهذا أخطر ما فيها।
- هل مازال هناك جدوي من المطالبة بالإصلاح؟
ـ الإصلاح هو فرض إرادة الشعب وليس انتظار منحة الحاكم والواهمون فقط هم من يظنون أن الحاكم سيمنحهم حقوقهم طواعية।
- استطاعت المعارضة أن تتخذ موقفاً موحداً ضد هذه التعديلات ونجحت دعوتها في مقاطعة الاستفتاء عليها॥ كيف تري الخطوات التي من المفترض أن تتخذها المعارضة بعد هذا الموقف؟
ـ بعد تجربة طويلة من العمل السياسي أصبحت علي قناعة أن الخطوة القادمة لن تأتي إلا من الشعب فالديماجوجية التي تمارسها بعض الأحزاب جعلتني وجعلت الناس تفقد الثقة بها.
مشكلة مصر أن النظام الحاكم استطاع أن يخترق الأحزاب فمنذ أن سمح السادات بوجود منابر وهي مخترقة «هو فيه حاكم بيسمح لأحزاب إنها تقف ضده أما النظام استمر إلي الآن إزاي إحنا معندناش أحزاب ولا تعددية ولا غيره ـ والدليل أن الحزب الوطني لما يشاور لحد فيهم بيجري وراه علطول ـ محمود أباظة اعترف أنه قابل جمال مبارك وصفوت الشريف والجميع علي علم بما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع!!، رفعت السعيد بعدما وفقت بينه وبين الإخوان وانضموا للجبهة الوطنية للتغيير رجع قال هو فيه حاجة اسمها جبهة وشتم في الإخوان مرة تاني فاعتبرته منسحباً من الجبهة، ضياء الدين داود قال مفيش تحالف إلا بين الأحزاب الثلاثة الكبيرة يقصد «الوفد» و«التجمع» و«الناصري» الظاهر أنه نسي نفسه ونسي مين عزيز صدقي الناس فقدت الثقة في رموز المعارضة وبالتالي لا تنتظر منهم خطوات الخطوة القادمة سيحددها الشعب
- إذن ما البديل؟
ـ البديل هو الشعب لأنه الأنقي। لذا فأنا أدعو الشعب إلي تصعيد خطواته ضد هذا النظام مع ملاحظة أنني ضد العنف فعلي الناس أن تصعد إلي موقف أقل درجة من العنف وما سيقوم به الشعب سيكون له واقع أقوي فالحاكم لا يستطيع أن يكسر إرادة الشعب فغاندي استطاع بالشعب أن يجبر الاحتلال البريطاني علي الانسحاب من الهند وذلك بالعصيان المدني. الشعب الهندي كان عنده استعداد أن يضحي بحياته من أجل قضيته فكان ينام أمام قطارات السكة الحديد॥ عندما يتفق الشعب علي كلمة واحدة لا يستطيع أحد أن يكسر إرادته وأراهن علي ذلك.
- هل تعتقد أن الشعب المصري علي استعداد لأن يضحي في سبيل حقوقه في ظل هذا النظام القمعي؟
ـ أعلم أن النظام سيقوم بضرب الناس وبقمعهم ولكن عليهم أن يصبروا لأن أي نظام لن يستطيع ضرب بلد بأكمله।
- بدون قيادات من الممكن أن يتحول العصيان إلي فوضي؟
ـ الآن أنا أفكر في مجموعة من الأسماء التي يثق فيها الناس لكي تقود حركة الشعب।
- هل يعني ذلك أنك ستدعو لتأسيس جماعة جديدة تقود الشعب؟
ـ مازال الأمر قيد التفكير।
- من أبرز الشخصيات التي ستوجه لها الدعوة؟
ـ المخلصون كثيرون منهم من يمارس العمل العام ومنهم من عزف عن المشاركة بسبب المناخ السيء لكن هناك الكثير من الشخصيات المحترمة।
- ماذا سيطرح هذا التجمع أو الكيان من أفكار؟
ـ أنا مؤمن بالديمقراطية لذا لن أتكلم عن أي أفكار إلا بعد أن نجتمع ويقرر الجميع ما سنقوم به لكن أنا مع الشرعية॥ علي فكرة العصيان المدني لا يتعارض مع الشرعية مادام بدون عنف الهدف الأساسي هو أن تثبت للحاكم أنه يقف وحده وأن الشعب بأجمعه يرفضه ساعتها لن يستطيع أن يواجه الشعب।
- هل سينتهي الأمر عند إثبات أن الشعب يرفض الحاكم؟
ذلك المطالبة بحكومة وحدة وطنية تدير شئون البلاد وهذا ما فعلته عندما كلفني السادات بتشكيل الوزارة اشترطت عليه أن أقوم باختيار وزرائي بغض النظر عن خلافهم مع السادات فوافق لكنه استأذنني في أن أضع في حساباتي محمد صادق للحربية وممدوح سالم للداخلية فقلت لا مانع بهذه الحكومة استطعنا أن نجتاز الحرب دون أن نحتاج إلي أحد المهم أن يحدث توافق.. لازم نتعلم من التاريخ.
- هل أصبحت المصانع التي قمتم ببنائها في الستينيات عبئاً علي كاهل الدولة॥ ويجب التخلص منها كما صرح وزير الاستثمار محمود محيي الدين؟
من أعطي الحق لمحمود محيي الدين ببيع ما قمنا ببنائه، الدستور كان ينص علي أن القطاع العام هو قاطرة التنمية مع ذلك يبيعون البلد منذ أكثر من 15 سنة مخالفين نصوص الدستور। لقد أخبرني وزير الصناعة الأسبق محمد عبدالوهاب أنه حضر اجتماعاً مع محمود محيي الدين بصفته عضو مجلس إدارة الشركة القابضة، الوزير سألهم॥ عملتوا إيه في عروض البيع.. رد عليه عبدالوهاب «نبيع ليه لما الشركة بتصدر وبتكسب» فكان رد محيي الدين «الموضوع غير قابل للنقاش.. كل المصانع هتتباع» الموضوع أكبر من محمود محيي الدين فهو ليس أكثر من أداة تنفذ سياسات مفروضة عليه إنهم «ولاد الكلب» الذين باعوا البلد
من فرض هذه السياسات؟
أول ما تولي مبارك الحكم زار رئيس البنك الدولي مصر وأعطي إشارة بيع القطاع العام। لقد فرضت علينا التبعية وبنود كامب ديفيد غير المعلنة شاهدة علي ذلك، علم العدو أنه مادامت مصر تستطيع الاعتماد علي نفسها فستظل مستقلة وستظل عقبة أمام تنفيذ مخططاتهم في المنطقة وبالتالي فيجب أن يتخلصوا من القطاع العام وما يحدث الآن هو تنفيذ لهذا المخطط فالهدف هو كسر الإرادة الوطنية.
هناك الكثير من الدول الرأسمالية التي تعتمد علي القطاع الخاص تحتفظ باستقلالها وإرادتها.. إذاً العيب ليس في القطاع الخاص؟
نريد أن نحدد بداية ما القطاع الخاص। قطاع خاص يعني رجال أعمال تستثمر رؤوس أموالها الخاصة في عمل مشاريع جديدة وتستوعب عمالة جديدة॥ أتحدي أن يكون هناك من يقوم باستثمار أمواله الخاصة في هذه البلد كلهم بينهبوا البنوك ويشتروا بها المصانع الذي يقوم النظام بتخريبها حتي تكون هناك حجة لبيعها.. أنا أطالب الدولة أن تسترجع كل الأموال التي تم تهريبها إلي الخارج تحت سمع وبصر الحكومة
هل هناك دليل علي أن تهريب أموال البنوك يتم بمعرفة الدولة؟
ـ سألت رئيس مجلس إدارة بنك سوسييته جنرال عن الحد الأقصي من الأموال الذي يسمح بتحويلها إلي الخارج «قال لا يزيد علي مليون دولار» سألته يعني لو عايز أحول 100 مليون دولارقال «ولا مجلس الإدارة كله» قلت «أمال الأموال اللي بتخرج بره البلد بتخرج إزاي» قال لي «التعليمات تأتي بالتليفون من جهات عليا» يعني التهريب بيتم بتعليمات من الدولة
- في تقديرك ما كم الأموال المهربة من مصر في السنوات العشر الأخيرة؟
المرحوم إسماعيل صبري عبدالله قدرها في دراسة بـ 200 مليار دولار لو فرضنا أنهم 200 مليار جنيه فقط فهذا يكفي لأن ينهار أي اقتصاد।
المحزن أنها يدعون أنهم استلموا البلد خربانة أنا أتحدي أي إنسان يثبت إن كان في شركة خسرانة، عندما تركت الوزارة الميزانيات مازالت موجودة شركة كفر الدوار كانت أعظم شركة تنتج قماش «اللينوه» في العام لدرجة أن سويسرا التي اخترعت «اللينوه» كانت تستورده من كفر الدوار مع ذلك خربوها وخسروها وباعوها!!
صرحت من قبل أن «علي الحاكم أن يحدد لنفسه ماذا سيفعل» هل تعتقد أن من يحكم مصر الآن يحدد لنفسه ماذا يفعل؟
أنت تسأل عن شيء بديهي الأمريكان بيحددوا من زمان وأنا تساءلت من قبل «هو بيعمل كده ليه» في حاجات كثير بيعملها غير مبررة
ما تقييمك للـ 25 عاماً الأخيرة من حكم مصر؟
أنت تحاول أن تأخذني إلي منطقة شائكة ومع ذلك فقد انتقدت فيما سبق وبشدة الفساد والاستبداد وأظن أنهم أهم سمات هذا العصر عندما قلت ذلك تهكماً علي البعض وقالوا إنني كبرت وسموني «جدو عزيز» لكنني لن ألتفت إليهم فهم أقل بكثير من أن أنظر لهم
في ظنك لماذا لم يعين الرئيس مبارك نائباً له حتي الآن؟
يسأل مبارك عن ذلك فهو يعلم أن الدستور ينص علي تعيين نائب ومع ذلك لم يفعلها حتي الآن
ماذا كان سيفعل عزيز صدقي لو كان رئيس وزراء مصر الآن؟
لا ظروفي ولا سني يسمحوا لي بأن أعود رئيساً للوزراء مرة أخري لكني لو فرض ذلك أول ما سأقوم به هو تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحداً
تنتقد ما يحدث من انتهاك وقمع للمعارضين وهناك من يري أن فترة حكم عبدالناصر كانت أكثر قمعاً؟
أنا دائماً مع الشرعية والشرعية وقتها كانت مع الثورة ومع أهدافها لا أنكر أن لهذه الفترة أخطاء شرعية الثورة انتهت مع موت صاحب الثورة في 28 سبتمبر وكان من المفترض أن نبدأ مرحلة جديدة بشرعية جديدة هي الشرعية الدستورية الديمقراطية وهو ما لم يحدث
ذكرت أن تعديل المادة «76» كان ناقص ينص علي أن يكون اسم المرشح جمال مبارك هل تري أن هناك نية لدي الرئيس مبارك لتوريث الحكم لابنه؟
مصر جمهورية ولا يستطيع أحد أن يعود بها إلي الوراء وأثق أن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي ولن يقبل بذلك وثقتي في الشعب بلا حدود
هناك من ألمح بأن المؤسسة العسكرية هي من ستقف حائلاً أمام تنفيذ هذا السيناريو.. فما تعليقك؟
المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية ولها من المواقف الوطنية والمشرفة ما يجعلنا نثق بها.. وأنا أثق أنها ستتخذ موقفاً لصالح هذه «الجمهورية».
هل تعتقد أن الإخوان المسلمين هم البديل الجاهز لهذا النظام؟
الإخوان وحدهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً يجب أن يكون هناك توافق وطني تنتج عنه حكومة وحدة وطنية الإخوان جزء من هذا التوافق. وأثق أن هذه الحكومة ستعبر بهذا الوطن إلي بر الأمان بعدها يختار الشعب من يريد.

Comments