شم النسيم بمصر.. احتفال بالنهار وتسمم بالليل

فى رسالة من موقع محلة اون لين تفيد بأن فى
القاهرة- على طريقة التحذيرات التي ظهرت في فيلم مصري قديم تنبه أحد المواطنين -عبر وسائل الإعلام- من تناول دواء فاسد أرسل ابنته في طلبه لأن فيه "سم قاتل"، حذرت وزارة الصحة المصريين الذين يحتفلون اليوم الإثنين بعيد الربيع أو شم النسيم من تناول "الفسيخ" – (سمك بوري مملح) – قائلة إنه فيه سم قاتل، وسبق أن قتل 11 مصريا العام الماضي!.
الصحة المصرية حذرت أيضا من أن الفسيخ قد يؤدي للإصابة بالشلل والوفاة، وأهابت بالمصريين سرعة التوجه إلى المستشفى عند ظهور أي أعراض تسمم خلال 24
ساعة من تناول الفسيح أو الأسماك المملحة الفاسدة،
الا ان المصريون يرتادون أماكن الترفية في شم النسيم
هذه التصريحات ذهبت أدراج الرياح لتنذر بتحول احتفالات المصريين بشم النسيم نهارا إلى محاولة إسعاف عدد منهم ليلا من حالات التسمم !.
هذه التصريحات ذهبت أدراج الرياح لتنذر بتحول احتفالات المصريين بشم النسيم نهارا إلى محاولة إسعاف عدد منهم ليلا من حالات التسمم !.
ونقلت الصحف الحكومية عن د. نصر السيد، وكيل أول وزارة الصحة، ورئيس قطاع الشئون الوقائية، أن عدد حالات الإصابة بالتسمم الناتج عن أكل الفسيخ بلغ العام الماضي 187 حالة، توفي منها 11 حالة معظمها في القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا، وأن هذا التسمم أدى لاستهلاك مصر أمصالاً مضادة لسم الفسيخ قيمتها 12 مليون جنيه (2.4 مليون دولار) في عام واحد!.
وحذر من أنه في بعض المواسم يحدث تسمم بشكل كبير، حيث انتشر التسمم «الممباري» بصورة وبائية في مصر على سبيل المثال في عيد شم النسيم عام 1991 وأصاب 90 حالة، توفي منهما 18، مؤكداً أن السموم الموجودة في الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلي في الزيت.
وأرجع الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث باسم وزارة الصحة سبب فساد الفسيخ إلى أن طريقة التحضير قد تكون غير آمنة، بسبب قلة وجود الملح في الفسيخ، وعدم تركه الوقت الكافي للتحضير لمدة لا تقل عن 30 يوماً.
المصل أغلى من الفسيخ!
والطريف أن مسئولي وزارة الصحة المصرية اشتكوا من ارتفاع أسعار الأمصال المضادة لسموم الأسماك المملحة المخزنة لآلاف الجنيهات المصرية (465 دولار للمصل الواحد) مقارنة بثمن وجبة الفسيخ أو الرنجة، كما أن أسعار الفسيخ والرنجة في ارتفاع مستمر بسبب الإقبال عليها من جانب المصريين، حيث يصل سعر كيلو الفسيخ لحوالي 35 جنيها (7 دولارات)، مقابل 15 جنيه (دولاران ونصف) لسعر كيلو الرنجة
ومع أن وزارة الصحة تصدر في كل عام تحذيرات قوية للمصريين من أكل الفسيخ، معددة ما به من ميكروبات تؤدي للتسمم، أو تنصح بأكل ما لا يزيد عن 200 جرام فقط، وترشدهم إلى طرق الوقاية السريعة في حالات التسمم، فلا يزال الإقبال شديدا، خصوصا مع بدء شركات استثمارية إنتاج عبوات فسيخ مرتفعة الثمن "أكثر أمانا".
ويقول خبير السموم د. حسام الدين عرفة رئيس قسم علم الأدوية والسموم بكلية الصيدلة بجامعة مصر الدولية لـ"إسلام أون لاين .نت" : أنه "على الرغم من وجود كمية عالية من ملح الطعام في الأسماك المملحة مثل اسماك البورى، إلا أن هذا لا يمنع وجود بعض المواد السموم مثل سم البوتيولينم Botulinum toxinوهو سم تفرزه بعض الكائنات البكتيرية اللاهوائية وعادة ما يوجد هذا السم في الأطعمة التى لا يتم حفظها جيدا مثل المعلبات والأسماك المدخنة والمملحة ومنها بالطبع الفسيخ".
ويضيف أن "هذا السم يمكن أن يسبب شلل للعضلات بالجسم ، إذ أن من أعراض التسمم : القيء وزغللة العين وشلل بالعضلات ، وتبدأ الأعراض في خلال 8 ساعات وقد تتأخر حتى 8 أيام مع وجود إسهال شديد ومغص وإجهاد شديد وعادة ما تتسع حدقة العين ، ويصاحب هذا صعوبة في البلع ، وضعف في عضلات التنفس" .
وينصح عند حدوث أعراض التسمم ببدء العلاج من خلال محاولة إحداث قيء كما يعطى المريض كذلك فحم حجرى ، ويمكن الحصول عليه على هيئة أقراص
حيث تطحن الأقراص جيدا و توضع في كوب من الماء قبل نقل الضحية لأقرب مركز سموم.Eucarbon ZTab،
أيضا يضيف خبير السموم أن هناك مصل يسمى ABE Botulinum Anti-toxin وعادة ما يعطى حقنة واحدة 10 مل ، وهي تكفى لأنها تحتوى على مصل ثلاثي ضد سم البوتيولي، منوها إلي أن هناك حقن من هذا السم تستخدم تحت اسم البوتوكس BOTOXتستخدمها مصحات التجميل في عمليات شد الوجه.
عيد فرعوني
ولا يعرف بالضبط متى بدأ الاحتفال بهذا العيد الذي يواكب دخول فصل الربيع وتفتح الأوراق والورود، بيد أن مؤرخين مصريين وأساتذة تاريخ يقولون: إن تاريخه يرجع إلى قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وإن جذوره فرعونية وامتد عبر العصور، ولكن أضيفت له طقوس ومعتقدات جديدة مع كل حقبة زمنية حتى انتهى الأمر به الآن ليصبح "عيد الفسيخ".
ويقول أساتذة التاريخ المصريون: إن المصريين ظلوا يحتفلون بهذا العيد بنفس الطقوس برغم تعاقب العصور والسلطات المختلفة التي حكمت مصر، وبرغم تغير الديانات من الوثنية إلى المسيحية إلى الإسلام
وعلى مر العصور تشابهت إلى حد ما طقوس الاحتفال بهذا العيد من حيث الخروج إلى الحدائق العامة وشاطئ النيل وتبادل الورود وتناول الأسماك، بيد أن ما تغير هو بعض العادات التي اقترن بعضها بالديانة التي كانت سائدة في مصر مثل تلوين البيض وأكل الفسيخ، وكان البعض في أزمنة سابقة يلقي -جريا على عادة فرعونية قديمة – بالبصل الذي وضعوه تحت رءوسهم طوال الليل في النيل، حيث يعتقدون أن ذلك يرفع أو يزيل الكسل عنهم طيلة العام.

Comments