البلاك بلوك وعصر الليمون


البلاك بلوك الإخوانى سبتمبر 2007

بقلم: كريم البحيري


ارى الجميع غاضب من البلاك بلوك واصفا اياهم بالجماعة السرية الغير معروفة، والداعية للعنف، اتفق معك ولكن لنقف سويا لحظة ونعود بالخلف الى التاريخ.

جماعة الإخوان المسلمون منذ نشأتها فى عام 1928 وهى جماعة سرية، قامت بتنفيذ عمليات أغتيال ، بينها اغتيال  الخاذندار، والنقراشى باشا، وفرج فوده، وغيرهم الكثيرين، بالإضافة الى ان تاريخهم يؤكد وجود جناح عسكرى، حتى ولو كانوا يقولون اليوم انهم لم يعد هناك تنظيم خاص، سأتفق ان هذا صحيح ولكنهم فى يوم من الأيام أمتلكوا تنظيما خاصا مسلحا قام بتنفيذ عمليات أغتيال.
أستمر الإخوان فى تنمية تنظيمهم منذ نشأته وحتى أزمة 1954 مع عبد الناصر، فى سرية تامة، ثم صدر قرار بحل الجماعة، ورغم ذلك ظلت تعمل فى السر، وجاء السادات وتنعموا فى عصره بصفقات، حتى انتهت بمعرفة السادات انهم مخادعون، فما كان من الجماعة الا ان قامت بإرسال مجموعة مسلحة لأغتياله، وكان المغتالون، فى الخفاء هم جزء من تنظيم الجماعة الخاص، وفى العلن هم تابعون للجماعات الإسلامية، رغم انه تاريخيا كل جماعات العنف او الذين ساروا خلف سيد قطب التكفيرى المعروف، هم خارجون من عباءة الإخوان.
ثم أتى عهد مبارك والذى اخرجهم من السجون وعرف دوائهم وهو الصفقات فكان يقوم بحبس بعض الشباب مقابل صفقة، وفى مرات اضطر نظام المخلوع مبارك الى حبس قيادات بالجماعة بسبب خداعهم كتعبير عن قرصة الأذن، ولكن كل من سجن مع الإخوان فى عهد مبارك، يستطيعوا أن يخبروك كم هم منعمون، والعبد الفقير كاتب هذه السطور شاهد هذا روؤى العين، فقد كنت محبوسا معهم عندما تحولت فى 6 ابريل 2008 الى محكمة بتهمة قلب نظام الحكم وتحريض اهالى المحلة على العنف، ثم تم أخلاء سبيلى الى ان صدر قرار بإعتقالى فى نفس اليوم الذى اخلى سبيلى فيه لأسجن مع الإخوان بسجن برج العرب، وقابلت الكثير منهم ومن بينهم القيادى الإخوانى البارز على عبد الفتاح، الذى كان فى أول يوم لى أراه يجرى خلف مأمور السجن بالكرسى ويسبه، لا لشىء سوا  ان مأمور السجن قام بعمل تفتيش على زنازين الإخوان التى كانت مليئة بما لذ وطاب من متع الحياة، فوجد مأمور القسم أموال وسكاكين ومعالق حديد وموبايلات، وهو الأمر المخالف لتعاليم السجن، فما كان من المأمور الا ان قام بتحريزها قبل ان يقوم على عبد الفتاح بمطاردته فى حوش السجن ويجبر المأمور على تسليمة الأموال والموبايلات والسكاكين والمعالق، مقابل عدم إثارة الفوضى بالسجن.
نعود لموضوعنا، انتهى زمن مبارك وظلت الجماعة سرية فلا معرفة لمصدر تمويلها الحقيقى، ولا خضوع لإشراف الدولة رقابيا، ولا توفيق لأوضاعها القانونية، ولا معرفة لعدد أعضاءها أو هوياتهم، حتى وصلوا بالخداع الى السلطة، ورغم ان كافة مقاليد الأمور فى يديهم، إلا انهم مازالوا يعملون فى سرية، بالإضافة الى استخدامهم العنف فى مراحل كثيرة كان أبرزها، مهاجمة نشطاء امام مجلس الشعب فى عهد المجلس العسكرى كانوا ذاهبون للأحتجاج وتقديم رسالة ببعض المطالب فما كان من مليشيات الإخوان سوا الإعتداء عليهم، المرة الثانية كانت فى ميدان التحرير، عندما نزل مؤيدى الإخوان وهاجموا معتصمون فى التحرير، وفى نهاية اليوم اتهموا الثوار بحرق اتوبيساتهم، رغم ان قيادات الإخوان تحدث فى هذا اليوم وبالأخص عصام العريان، مؤكدين ان الاخوان ليسوا بالميدان وان اعمال العنف يقوم بها مواطنون شرفاء، ثم بعض حرق الاتوبيسات خرجوا ليولولو على حريق أتوبيساتهم، اما المرة الثالثة فكانت امام الإتحادية والتى راح ضحيتها 10 ابرياء كان بينهم رفيقى العزيز الحسينى أبو ضيف، والذى كان يوثق جرائم الإخوان تجاه الثوار فى ذلك اليوم.
كل هذا التاريخ ورغم ان هذه الجماعة المخادعة لطالما تركت القوى السياسية فى مفارق مهمة فى تاريخ مصر، لحسابات شخصية، الا ان بعض هذه القوى المحسوبة على المدنية طالبت بأن يعصر الشعب على نفسه الليمون ويختار مرسى فى صراعة مع احمد شفيق، وقد كان فقد وصل إرهابيون يعملون فى سرية وغير خاضعون للقانون، بمعنى ادق "محظورون" الى السلطة، ورغم ذلك لم يتحدث احد سوا ببعض عبارات الاعتراض ومازال الكثير يجلس معهم حتى الان للتفاوض للوصول لحلول وسط، ويأتى اليوم فيظهر شباب يطلقون على انفسم البلاك بلوك، تعلن انها فى طريقا للثأر للشهداء وحماية الأبرياء من مليشيات الإخوان، فتجد الجميع يصب غضبه عليهم بالسب واللعن لإستخدامهم العنف، ولم أرى شخصا يطالبنا بعصر الليمون والعمل مع البلاك بلوك لخلع النظام الجاسم على رقابنا كما فعلنا اثناء تعاملنا مع الإخوان بجماعتهم المحظورة، لخلع نظام مبارك.
اعتقد سبب غضب الكثير من الاسلاميين او القوى المدينة من البلاك بلوك، انها كشفت ضعفهم، فالإسلاميون غير قادرون على مواجهة مجموعة من الشباب لا لشىء سوا انهم يعملون بنفس طريقة الإخوان فى الخفاء، وهنا من لا تستطيع ان تراه لا تستطيع ان تقتله، وهذا ما يغضب الاسلاميون انهم لا يروا البلاك بلوك.
اما القوى المدينة فتصب غضبها على البلاك بلوك لأنهم أظهروا عورتهم التى حاولوا تغطيتها بشتى الطرق، ولكنها أبت ان تختفى بسبب تخاذلهم فى نصرة شباب مصر، وانبطاحهم، ومثاليتهم الحمقاء التى لا تصلح مع أمثال الاسلاميون، 
اننى من هذه السطور اطالب الجميع من اللذين يرغبون فى تغيير هذا النظام الفاشى، ان يعصروا على انفسهم الليمون ويتعاملون مع البلاك بلوك لخلع النظام، كما تعاونوا مع مرسى ضد شفيق.
السؤال الأخير الذى أود أن أطرحة لماذا أصبح البلاك بلوك الثورى كافرا وذنديقا ومخربا؟ رغم أن الإخوان هم أول من أبتدعوا المقنعون او كما أحب أن أصفهم "البلاك بلوك الإخوانى" فى سبتمبر 2007، بقيامهم بعمل عرض عسكرى داخل جامعة الأزهر، ليظهروا مدا قوة مليشياتهم.

Comments