خليل أبو شادي يكتب : اعتصام المهمشين... ردا على السياسيين الذين رفضوا اعتصام التحرير

خليل

المعتصمون الذين تم فض اعتصامهم بالقوة اليوم في التحرير، لا يشبهون المعتصمين قبل التنحي، والروح السائدة بينهم تختلف عن الروح التي وجدت في الميدان قبل التنحي، وأرى أنهم فعلاً لا يشبهون كل من كانوا في الاعتصام قبل التنحي، لكنهم يشبهون بعضهم، والأهم من ذلك أنهم يشبهون من رأيتهم في ميدان المطرية يوم 28 يناير، والذين قتل منهم أكثر من 10 أشخاص، والذين استطاعوا هزيمة آلاف من جنود الأمن المركزي وقسم المطرية بزجاجات المولوتوف، الشبيهة بما تم ضبطه في ميدان التحرير أمس، إنهم المهمشون في بلادنا، الذين لم يعرفوا من السياسة سوى مواجهة الرصاص الحي بالمولوتوف، والذين وجدوا أنفسهم على هامش الثورة أيضاً، بسبب فقرهم وانخفاض مستويات تعليمهم، وانخفاض مستوى وعيهم السياسي، هؤلاء شعروا بقيمتهم المستندة إلى قوة تجمعهم وتضامنهم، فهي حالة تتناقض مع تشتتهم وفرديتهم وهامشيتهم السابقة على الثورة، فعشقوا هذه الحالة وتماهوا فيها، وخافوا الخروج منها إلى فراغ التشتت اللاثوري، حيث تطحنهم عجلة الحياة وتسخر منهم، لذلك فهم يكرهون هذه العجلة، ويكرهون من يرفعها شعاراً في مواجهة اعتصامهم، هم وقود الثورة وشهداؤها المحتملين في أي معركة جدية قادمة، لكن الشرطة العسكرية فضت اعتصامهم بالقوة اليوم بمشاركة مئات من الأشخاص المنظمين، بعضهم انهالوا ضرباً على المعتصمين المقبوض عليهم من الشرطة العسكرية، وهم يهتفون”الجيش والشعب إيد واحدة”.

أرفض النظرة الطبقية المتعالية التي قابلهم بها العديد من التيارات السياسية وأبناء الطبقة الوسطى المتباهين بوعيهم السياسي وقدرتهم على تقدير أهمية عدم نقد المجلس العسكري في الفترة الراهنة، وأرى أنه كان يجب على الثوار الحقيقيين من أبناء الطبقة الوسطى الاقتراب أكثر من هؤلاء، وأن يتنازلوا وينزلوا إلى مستويات وعي الثوار المهمشين، فثوار الطبقة الوسطى يدعون دائماً إلى النزول للفقراء والمهمشين والفلاحين البسطاء في النجوع والكفور، فإذا أتى إليهم بعض هؤلاء في التحرير تعالوا عليهم وأدانوهم، وقالت التيارات السياسية التي مازال بعضها”كارتونياً”، إنهم لا يعرفون الموجودين في التحرير، وأرى أن هذه ال “عدم معرفة المتبادلة” خطأ من التيارات السياسية التي لا تستهدف الطبقات الدنيا إلا لحشدهم كأصوات في الانتخابات.

Comments