تونس .. المعارضة تتحدث عن انقلاب عسكري ولجوء زين العابدين للسفارة الفرنسية

احتجاجات تونس

عمال مصر : وكالات

ذكرت جماعة تونس الحرة على "موقع تويتر والفيس بوك" أن الفريق أول رشيد عمار رئيس القوات البرية التونسية حشد قوات الجيش في العاصمة تمهيدا للسيطرة على السلطة في انقلاب عسكري لم يحسم بعد.

وأشارت المصادر إلى لجوء الرئيس التونسي زين العابدين بن على وعائلته إلى السفارة الفرنسية بتونس خوفا من التعرض للاعتقال أو الاغتيال، وأضافت أن الجيش الآن موجود في جميع المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري والمحطات الكبرى، وكانت أنباء أولية تحدثت عن لجوء عائلة الرئيس بن على إلى إسبانيا.

وتشهد العاصمة التونسية موجة اضطرابات غير مسبوقة احتجاجا على سياسة الحكومة الخاطئة، وقال مسئول حكومي لوكالة رويترز العالمية: ان "الحكومة أعلنت حظر التجول خلال الليل اعتبارا من ليل الأربعاء ليطبق في العاصمة والضواحي المحيطة بها".

وأضاف المسئول ان: "حظر التجوال سيستمر إلى أجل غير مسمى وسيبدأ في الثامنة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) كل ليلة وسينتهي في السادسة صباحا".

وفي منطقة دوز ولاية قبلي حوصرت قوات الأمن امام مبنى المعتمدية من الحشود الغاضبة.

ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي السلطات التونسية إلى "البدء بتحقيق مستقل وذي مصداقية في أعمال العنف الدامية التي تشهدها البلاد بعد الاستخدام المفرط للعنف من جانب قوات الأمن". بيلاي، وفي بيان، قالت إنَّ "معلومات تشير إلى أنَّ غالبية التظاهرات كانت سلمية وأنَّ قوات الأمن ردت باستخدام القوة المفرطة بما يتعارض مع المعايير الدولية". وأضافت: "من واجب الحكومة فتح تحقيق شفاف وذي مصداقية ومستقل حول أعمال العنف وجرائم القتل".

وقتل خمسة تونسيين بالرصاص في مواجهات مع الشرطة في مدينة دوز جنوب البلاد في وقت تشهد العاصمة التونسية استنفارا أمنيا يشبه حالة طوارئ بعد تجدد الاشتباكات في عدة أحياء.

ويأتي هذا التصعيد رغم إقالة الرئيس التونسي وزير الداخلية وتعيين آخر جديد، وإصدار الأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة والتحقيق في قضايا الفساد.

الغنوشي يطلق المعتقلين

محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي أعلن الأربعاء الإفراج عن جميع الأشخاص الذين تم توقيفهم خلال الاضطرابات الاجتماعية المستمرة منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

قرار الإفراج جاء بعد ساعات من عزل وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم بقرار رئاسي، ليكون بذلك خامس وزير تونسي تتم الإطاحة به من منصبه على خلفية الاحتجاجات، وتعيين أحمد فريعة عوضا عنه، كما أمر الرئيس التونسي بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في مزاعم الفساد.

محاولة لإحراق سفارة

أحداث تونس لم تتوقف عند الحدود الداخلية، بل شهدت تطوراً جديداً الأربعاء، حيث أعلنت الشرطة السويسرية أن السفارة التونسية في برن تعرضت ليل الثلاثاء الأربعاء لمحاولة لإحراقها من قبل شخص أو عدة أشخاص لكن المحاولة لم تسفر سوى عن أضرار طفيفة.

وقالت الشرطة في بيان إنه "في وقت مبكر من صباح الأربعاء حاول مجهول أو مجهولون إضرام النار في السفارة التونسية في برن. وتبحث الشرطة عن شهود".

وأضاف البيان أن "النار لم تندلع وكانت الأضرار طفيفة".

الجيش ينزل للشارع

وكانت وحدات من الجيش انتشرت الأربعاء في تونس العاصمة حيث تصاعد التوتر غداة اندلاع مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين خلال الليل في الضاحية الغربية الشعبية، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وظهرت تعزيزات عسكرية من جنود بالسلاح وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات التي تشهدها تونس منذ اربعة أسابيع.

وتمركزت هذه التعزيزات عند مفارق الطرق في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن حيث كانت الأضرار التي خلفتها أعمال العنف خلال الليل ظاهرة.

وتمركزت مصفحة وجنود مسلحون عند مدخل هذه الضاحية الكبيرة حيث لم يرفع بعد حطام السيارات وحافلة ركاب محترقة بالقرب من مقر المعتمدية الذي تعرض لهجوم.

وغطى حطام الزجاج وإطارات السيارات المحترقة طريق بنزرت التي تمر في الأحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة.

وفضلا عن تعزيزات الشرطة الكبيرة ووحدات التدخل الخاصة هناك آليتان للجيش وجنود بالسلاح يتولون حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة.

وقد شهدت هذه الساحة أمس تظاهرات قمعتها الشرطة، كذلك شوهدت تعزيزات عسكرية حول مقر الإذاعة والتلفزيون في حي لافاييت.

أما حركة السير فكانت شبه طبيعية، ولوحظت ازدحامات نادرة بالضاحية بسبب الأمطار.

وكانت محطات الإذاعة الوطنية والخاصة تبث برامجها كالمعتاد.

Comments