الأزمة : الإنترنت في مصر ساحة جديدة للمعارك.. وتصفية الحسابات السياسية والدينية

كتب : كريم البحيرى

وسط مناخ سياسي محتقن، وأوضاع اجتماعية مأزومة وإعلام يثير من المشكلات أكثر مما يتصدى لها، تحولت شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في مصر خلال الأيام الأخيرة إلى ساحة جديدة للصراعات المختلفة، لتصفية حسابات سياسية وخلافات دينية واحتقانات أخرى من كل نوع، وهو ما تجلى في اختراق مجموعة من القراصنة (الهاكرز) يرجح أنهم ينتمون إلى إحدى الجماعات الدينية المتطرفة، لموقع الزميلة "اليوم السابع" تحت دعوى الثأر لما اعتبروه تجديفاً في الإسلام والرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيما شن هاكرز آخرون يتبنون موقفا معاديا على ما يبدو للسلطة، هجوما على جروب(الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك) على شبكة التواصل الأجتماعى الشهيرة (فيس بوك).

اختراق اليوم السابع
فقبل أيام وتحديدا ظهر الأحد الماضي، قام بعض قراصنة الحاسوب المتطرفون، باختراق موقع جريدة "اليوم السابع" على الانترنت، مدعين بذلك أنهم يثأرون للرسول (محمد صلى الله عليه وسلم) بعد إعلان الجريدة نشر رواية الصحفي المثير للجدل أنيس الدغيدى، حملت عنوان ( محاكمة النبى محمد)، على حلقات.
حدث هذا رغم أن إدارة جريدة "اليوم السابع" أعلنت على موقعها بأنها لن تقوم بنشر الرواية إلا بعد موافقة مؤسسة الأزهر الشريف، رغم ما رأته من أن الرواية تدافع عن الإسلام وليس مهاجمته،مشيرة إلى أن الخلط جاء بعد نقل الكاتب المثير للجدل أنيس الدغيدي عناوين فصول الرواية على لسان بطلها المحامى الدانمركى ، حيث تدور أحداث الرواية بصفة أساسية ، حول محامٍ دنماركي وآخر مصري تدور فيما بينهم جدالات عن بعض القضايا والمحاكمات، التي تتناول وقائع من التاريخ الإسلامي ، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الشيخ نبيل العوضي يحرض مخترقي المواقع "الهاكرز" على تدمير الصفحات المعادية



ورغم هذا التوضيح ، إلا انه لم يكن كافيا فيما يبدو لان يمنع بعض الهاكرز من اختراق الموقع لمدة 15 دقيقة، قبل أن تعلن إدارة الجريدة نجاحها فى استعادة الموقع وإغلاقه لمدة ساعتين من أجل تأمين الثغرات.
من جانبهم ترك القراصنة رسالة باللغة العربية مليئة بالأخطاء اللغوية، قالوا فيها:(نظرا لتطاول موقع اليوم السابع علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ،وعلي الصحابة، وال البيت، وزوجات الرسول، والتشكيك في كتب الإسلام كصحيح البخاري ،وخصوصا كتاب الفاجر أنيس الدغيدي، وتطاوله علي الرسول بألفاظ بذيئة، ومحاولة تشكيك المسلمين في عقيدتهم بطريقة منهجية،هذا بالإضافة إلي قتل الشهيدة المسلمة المؤمنة الموحدة وفاء قسطنطين ،وماري عبد الله، وبلطجة الكنيسة المصرية علي الإسلام، فقد تم بحمد الله قرصنة الموقع).
كما تضمنت الرسالة بعض العبارات التى تشكك فى الديانة المسيحية كما يؤمن بها أبناؤها، واستطاعت الجريدة رفع هذه العبارات بعد نشرها بدقائق عن طريق إغلاق الموقع من السيرفر الأصلي، قبل أن يعمل مهندسو الموقع المتميزون على استعادته من القراصنة الذين ينتمون زورًا إلى الإسلام.

برنامج وثائقي مهم حول "الهاكرز" أو "القراصنة" .. الجزء الأول



من جانبه، قال خالد صلاح رئيس تحرير الصحيفة التي تعتبر أوسع الصحف المصرية انتشارًا على شبكة الإنترنت: إن ما حدث لن يؤثر على السياسة التحريرية للصحيفة،ولن يغيّر ثوابتها التي تسمح لها دون خوف، من إثارة كافة المواضيع ونشر كافة الأخبار المثيرة للجدل، طالما تستند إلى حقائق وأسانيد،ولا تتطاول على الذات الإلهية، أو الأنبياء، أو الأديان السماوية ،مضيفا: أن إدارة الجريدة تقدمت ببلاغ لوزير الداخلية، للبحث عن المجموعة التي قامت بالقرصنة الإلكترونية على الموقع، لافتًا أنه جاري البحث عنهم الآن، رافضًا ما ساقته المجموعة المتطرفة مجهولة الهوية، لإدارة الصحيفة بتلقيها تمويلًا من الكنيسة المصرية، مؤكدًا أن هذا الحديث عار تمامًا من الصحة.

اختراق سياسي
وفي تطور آخر قررهاكرز آخرون يحتمل انتماؤهم لتيار مصري معارض ، أن يعلنوا موقفهم من حملة "الائتلاف الشعبى لدم جمال مبارك"،ومن ثم قاموا باختراق صفحة حملة الائتلاف على شبكة التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك".وقرر الهاكرز قبل خروجهم من صفحة الحملة،ترك صورة لنجل الرئيس مبارك جمال، وعليها علامة "خطأ" تاركين عبارة أسفلها تؤكد عدم رغبة الشعب المصرى فيه كمرشح محتمل للرئاسة.
واعتبروا ترشحه هو عملية توريث واضحة للحكم فى البلاد، وهو ما يعود بمصر الى الملكية حسب وصف احد القراصنة.كما لم ينسى القراصنة إعلان انتمائهم بطريقة غير مباشرة على صدر الصفحة، بترك عبارة "لا للتوريث ونعم للتغير".
من جانبهم قام مؤسسي صفحة الائتلاف على "الفيس بوك"، بإرسال رسالة إلى المشاركين اعتذروا فيها عن توقف حملة التوقيع على الميل الخاص، والاكتفاء بالتوقيع على اللنك الخاص بالحملة.قائلين:( تعرض إميل الحملة لمشاكل فنية بسبب كثرة الايميلات المرسلة، ولحين تدشين الموقع ، نرجو عدم المراسلة عليه، والتوقيع إلكترونيا مؤقتا على اللينك الخاص بالحملة).

برنامج وثائقي مهم حول "الهاكرز" أو "القراصنة" .. الجزء الثاني



وكانت قد انطلقت حملة الأسبوع الماضي بهدف دعم ترشيح جمال نجل الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك لانتخابات الرئاسة لقادمة، وقد أثارت هذه الحملة فور تعليقها لملصقات تطالب جمال بالترشح للرئاسة جدالا ا واسعا ،حيث اتهم معارضون لنظام الحكم مؤسسي الحملة بالرغبة فى التقرب من النظام ،علما بأن مؤسس الحملة كان ينتمى فى وقت سابق لحزب سياسى معارض، قبل أن يتم فصله عقابا له على تدشينه للحملة، وهو ما يعد مخالفة لبرنامج الحزب القائم على رفض توريث الحكم لأي من نجلى الرئيس، وهو الأمر الذى قابلة مؤسس الحملة بلامبالاة ، مؤكدا انه منذ فترة طويلة لم يكن عضوا فاعلا فى الحزب، مضيفا أن الخروج بمصر من أزماتها على يد شخص محنك مثل نجل الرئيس – على حد وصفه – أهم من الانتماء الحزبى .

Comments

Miranda said…
HI, I tried to see your blog, but I couldn´t understand it. reggards from Venezuela.