رصيف مجلس الشعب يتحول إلى ميدان اعتصام


عمال مضربين امام مجلس الشعب تصوير حسام الحملاوى
كتب : نبيل درويش

أثناء مرورك أمام مجلس الشعب المصري، يتهيأ لك أنك أمام جيش جيّاش، بين الواقفين والنائمين على الرصيف، يحملون الشعارات واليافطات التي تندد بالمسئولين وتطلب عدل وإنصاف رئيس الجمهورية.

ويقابلك أحد عمّال شركة للهندسة الزراعية وهو يصرخ بأعلى صوته: " نحن عمّال شركة النوباريّة للهندسة الزراعية. منذ أكثر من 26 شهراً لم نقبض رواتبنا، وقد مضى علينا أكثر من 35 يوماً ونحن نجلس على رصيف مجلس الشعب. نريد من سيادة الرئيس أن يرحمنا من النوم على الرصيف".

يعيشون على الرصيف لمددٍ تتجاوز الشهر أحياناً، ويأتون في مجموعاتٍ أو لوحدهم. حتى أن البعض منهم يأتون مع أطفالهم والجميع يشتكي.

في الجهة المقابلة يطالعك شاب يعمل في شركة التليفونات، غاضباً مندداً : " شركة المعدات التليفونية هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك معدات تليفونية، ويريدون أن يبيعوها من أجل مستثمرٍ أجنبي. 800 عامل سيُصرَفون من وظيفتهم وتخرب بيوتهم. سيذهبون إلى أين ؟ ".

هكذا تحولت أرصفة مجلسَي الشعب والشورى إلى مربعاتٍ محاطة بطوقٍ أمني مسالم. وباتت كل فئة عندها مَطالب، تحجز مربعاً لها لفترة معينة. وما أن تذهب مجموعة حتى تأتي أخرى. وكثيراً ما ترى مرضى يفترشون الأرض مع زملائهم.

في مُربع آخر، يقول أحد نزلاء رصيف مجلس الشعب شاكياً: " السيد الوزير يتهمنا بأننا نمشي وراء أحزاب سياسية. حزبُنا السياسي الوحيد هو لقمة عيشنا. نريد أن يكون لنا عمل".

الكل يشكو وخاصة مَن قضى شهراً أو أكثر على الرصيف، بأن لا أحد يأبه به. فيقول أحدهم : " لا تلائمني هذه الحياة، لا أحد يسأل عنا".

أفرز هذا التجمع شخصيات من ديكور المكان، كالذي ينتقد ويهاجم كل يوم النائب في الحزب الوطني أحمد عزّ، وهو يقول بأن أحمد عز " خرب بيته" حسب تعبيره. ولكن لا أحد يعرف قصته بالتفصيل. " ما الذي أنتَ فعلته يا أحمد عز ؟ القرار اللي اتخذته بفصل مصطفى بكري عشان تنتقم من رأي حر، بيقول : قلبك أسود يا أحمد يا عز".

وكأن مشكلته الشخصية لا تكفي، فقد تبنى أيضاً قضية النائب مصطفى بكري الذي فُتتت دائرته الانتخابية في علوان. وقد وجد هذا النائب المستقل ترحيباً لدى المعتصمين، الذين أيدوه بشعاراتٍ وهتافات وأغانٍ.


Comments