محمد حمدى يكتب سقطة أيمن نور


خلال سنوات سجنه بتهمة تزوير توكيلات حزبه، امتنعت عن الحديث عن أيمن نور بالسلب أو بالإيجاب حتى يفك الله سجنه، رغم أن لى عشرات الملاحظات على مسيرته السياسية والمهنية، ولأنه شخص عام فكل ما يقوله ويفعله عرضة للتحليل والمراجعة، لكن فى لحظات الشدة يفضل تأجيل المراجعات والمواجهات حتى يملك صاحبها حق الرد بحرية ودون قيود.

أمس نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية رسالة من أيمن نور فى باب رسائل إلى المحرر يرد فيها على مقال نشر فى الصحيفة بتاريخ 28 أكتوبر الماضى بعنوان "لماذا الليبراليون المصريون يعادون السامية" بقلم صامويل تادرس وعمرو برجيسى يتهمان فيه نور بالمشاركة فى مؤتمر نظم بمدينة بورسعيد اعتبره الكاتبان معادياً للسامية.

وقد قرأت رد أيمن نور مترجماً إلى العربية على الموقع الإلكترونى لليوم السابع، وأذهلنى ما جاء فيه خاصة تأكيد أيمن نور بأنه يرفض أى اعتداء على إسرائيل.. وقد عدت إلى نص المقال قبل الكتابة عنه للتأكد مما جاء فيه وكان الكلام بالإنجليزية كالتالى:
Anyone examining my record can easily discern that I have always" supported and upheld Egypt's peace treaty with Israel, and have strongly opposed calls of aggression against Israel"

وتقول الترجمة الحرفية لما كتب نور: "بإمكان كل من يتفحص تاريخى أن يكتشف بسهولة أننى قد دعمت دوما المبادرة المصرية للسلام مع إسرائيل وأيدتها.. وأننى قد عارضت وبمنتهى القوة الدعوات المطالبة بالاعتداء على إسرائيل".

ويضيف أيضا بالإنجليزية:
I would like to conclude that the "anti-Semitic" label is one that I strongly reject. My critiques pertain to the conduct of the state of Israel in certain contexts and not to the Jewish people as a whole.

والترجمة الحرفية بالعربية هى: "أود أن أختتم بالقول بأننى أرفض بشدة أن أوصم بالعداء للسامية، إن خطاب النقد الذى أقدمه موجهاً إلى سلوك الدولة الإسرائيلية فى سياقات بعينها، وليس إلى الشعب اليهودى فى عمومه".

وقد عدت مرات إلى قراءة رسالة أيمن نور بالإنجليزية واستعنت بزوجتى وهى مترجمة فورية محترفة لترجمته مرة أخرى، واستعنت بمترجم آخر محترف للتأكد من صحة الترجمة، خاصة فى ضوء نفى أيمن نور، أنه كتب هذا الكلام، أو أنه يرفض أى اعتداء على دولة إسرائيل، مرجعا ذلك إلى خطأ فى الترجمة، لكن الحقيقة أن اليوم السابع ترجم رسالة نور المنشورة فى صحيفة وول ستريتت جورنال بكل أمانة وحرفية، وقد راجعت الترجمة بعدة أشكال ومن عدة مصادر وثبت صحتها.

ولا أعرف ولم أسمع من قبل أن فى تاريخ أيمن نور ما يشير إلى معارضته أى عدوان على إسرائيل، كما جزم فى رسالته للصحيفة الأمريكية، إلا إذا كان ما يقوله للأمريكيين شىء وما كنا نسمعه منه طوال سنوات عديدة مضت شىء آخر.. لكن الأكيد أن هذه أكبر سقطات نور، وربما تفوق بكثير حكاية تزوير توكيلات حزب الغد التى أدانه فيها القضاء.. فهو كان لديه ما يقوله مثل أنه ضحية مؤامرة سياسية، لكن رفض أى اعتداء على دولة إسرئيل ليس فيه خطأ فى الترجمة، وليس فخاً أو مؤامرة وإنما سقطة سياسية قد تكلف نور الكثير.. وربما أكثر مما يتوقع

Comments