خبراء: ظهور علاء مبارك فى التليفزيون محاولة لامتصاص الغضب دون تورط رسمى
أثار الظهور الإعلامى لعلاء مبارك نجل الرئيس مبارك تساؤلا حول اختياره أو السماح له من قبل النظام بذلك الظهور رغم ما عُرف عنه ببعده عن الأضواء واختفائه إعلاميا منذ حادث وفاة نجله، تصدر علاء للمشهد السياسى حاليا أثار سؤالا حول ما يحمله الأمر من دلالات سياسية لما قاله داخليا وخارجيا بدلا من جمال مبارك أمين سياسات الحزب الوطنى والذى اعتاد الجمهور على ظهوره الرسمى والإعلامى، كان علاء مبارك قد ظهر يومى الخميس والجمعة، الأول تحدث فيه فى قناة دريم مع خالد الغندور لمدة ١٥ دقيقة، والثانى تحدث لمدة ٤٥ دقيقة تقريبا فى برنامج البيت بيتك مع الإعلاميين خيرى رمضان وتامر أمين، وتحدث فيه عن موقفه وغضبه من السلطة والشعب الجزائرى وأعلن فيه أنه كمواطن مصرى يرفض اعتذار الرئيس بوتفليقة، وأن الشعب المصرى يجب أن ينظر لنفسه ولا يتحدث عن القومية العربية مرة أخرى بعد ما تعرض له المصريون فى السودان من ضرب واعتداء على يد مشجعين جزائريين. يضع الدكتور عمار على حسن، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، ٥ أسباب رئيسية للسماح لعلاء بالظهور بدلا من جمال ويقول: «علاء مبارك فى موقع غير رسمى ولن يؤثر على العلاقات الخارجية ولن يتم تفسير كلامه بشكل رسمى على المستوى الدولى مما يعطيه مرونة أكبر فى الحديث دون أن يتحمل هو أو النظام تبعات حديثه، أما السبب الثانى هو أن مؤسسة الحكم أرادت أن تمتص طاقة الغضب الشعبية بظهور أحد أفراد البيت الحاكم مما يكسب حديثه كلاما شبه رسمى لدى جموع الشعب فى الداخل، ولدىَّ معلومات مؤكدة أن علاء هو من طلب خالد الغندور للحديث أى الموضوع معد مسبقا وليس شحنة غاضبة من مواطن مصرى كما يتم ترويجه، وثالثا لأن مصر هزمت فى مباراة التأهل للمونديال والتى كان يعول عليها سياسيا من أجل تجميل الجيل الشاب للقيادة السياسية، وهو ما يجعلنا ندرك أن جمال مبارك هو من كان سيتصدر المشهد السياسى فى حالة الفوز، لذلك آثر النظام إبعاد صورة جمال عن الهزيمة لأن ظهوره حاليا قد يضر أكثر مما ينفع، ورابعا أنه لو حدث هجوم على تصريحات علاء سواء جزائرية أو مصرية ستقدر الحكومة على امتصاص تلك الحملة بسهولة دون الإضرار بالحزب» وأضاف حسن: «السبب الأخير يرجع إلى أن علاء مبارك يلقى قبولاً أكثر من جمال لأن الشعب متعاطف معه بسبب أزمة فقدانه لطفله، ولأن هناك شائعة شهيرة مرتبطة به رغم أنها لم تتأكد وهو بعده عن السياسة واتجاهه للتصوف، والسبب الثالث فى تلك الكاريزما هو ثقة الشارع فى أنه لا يطمع شخصيا فى السلطة». ويعلل الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، «حضور علاء وجمال المباريات الكروية جزء من تهذيب وتلميع الصورة الذهنية لهما لدى عموم الشعب، وسفرهما رغم معرفتهما التامة بحالة التعصب الجزائرى وإدراك ضعف الأمن السودانى فى الخرطوم، والتأكيد من قبل السلطة بشكل حاسم أنهما غادرا السودان مع المنتخب فى آخر طائرة - وهو ما لا أعتقد صحته – نوع من التلميع الشعبى، وظهور علاء لتخفيف غضب الشعب من حالة استحواذ جمال على جميع الملفات، خاصة أن تصريحات جمال ستوجب اتخاذ موقفا انفعاليا رسميا بصفته السياسية، بينما حديث علاء سيتم النظر له فى الداخل بصورة شبه رسمية ولن يتم أخذه على مصر خارجيا». ويقدم الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تفسيرا آخر فيقول: «ظهور السيد علاء مبارك ليس له أى معنى سياسى، فقد ظهر إعلاميا نتيجة شعوره بالاستياء مما قيل بأنه ترك الجمهور والمنتخب وسافر».. لكن الدكتور وحيد عبدالمجيد لم يجد تعليلا مناسبا حول ضرورة المشكلة فى أن يسافر علاء مبارك تاركا الجمهور مادام قد اختار السفر بصفته الشعبية كمواطن واكتفى بالتعليق «ظهور علاء له دلالة رمزية» دون أن يوضح ما هى تلك الدلالة أو مدى تأثيرها سياسيا أو شعبيا |
Comments