معارضون سابقون‮ ‬يبحثون عن نصيب من تورتة جمال مبارك


تحولت قضية دخول جمال مبارك انتخابات الرئاسة القادمة الي مزاد للتوريث،‮ ‬والمزايدون‮ ‬يضعون كل‮ ‬يوم ورقة جديدة في‮ ‬الملف المؤلم‮.. ‬مزايدون‮ ‬يرتدون اثواب الحكوميين وآخرون‮ ‬يتمسحون بالمعارضة،‮ ‬وبجانب هؤلاء واولئك تتقلب مواقف اخرين ويمسك البعض العصا من المنتصف فيبدو الامر وكأنها ترتيبات سابقة التجهيز وادوار تم تقسيمها تمهيداً‮ ‬للحصول علي الغنائم فقد بدأت بعض الاصوات تنقلب علي مواقفها لتعدد مزايا جمال التي‮ ‬تؤهله لتولي‮ ‬منصب القيادة،‮ ‬والوصول الي سدة الحكم‮.. ‬كلمة السر بين الجميع هي نحن لا نرفض جمال طالما جاء بانتخابات نزيهة‮.‬ لم تكن الاوضاع قد هدأت بعد التصريح الخطير للبابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي‮ ‬اعلن فيه تأييده لجمال مبارك مؤكدا انه افضل مرشح لخلافة والده علي كرسي‮ ‬الرئاسة،‮ ‬وقال نصا‮ "‬يبدو أن جمال مبارك فعلاً‮ ‬ليس له منافس في‮ ‬الترشيح لرئاسة الجمهورية‮" ‬حتي جاءت المفاجأة التي‮ ‬هزت الاوساط السياسية بإعلان الدكتور هاني‮ ‬عنان‮ - ‬أحمد مؤسسي‮ ‬حركة كفاية التي‮ ‬قامت علي شعار لا للتوريث‮ - ‬تأييده وصول جمال مبارك للحكم وهو ما اعتبره الكثيرون تحولا خطيرا في‮ ‬تفكير القيادات المعارضة التي‮ ‬رأت في‮ ‬تأييد نجل الرئيس ضمانا للبقاء خلال المرحلة القادمة‮.‬ اما البيان الذي‮ ‬اصدره محمد أنور السادات‮ - ‬عضو مجلس الشعب السابق ووكيل مؤسسي‮ ‬حزب الاصلاح والتنمية‮ - ‬وأعلن فيه تراجعه عن رفض وصول جمال مبارك الحكم خلفا لولده،‮ ‬يعد من أبرز النماذج علي التحول اللافت لموقف بعض المعارضين لعملية التوريث في‮ ‬مصر‮.‬ وفيما‮ ‬يعتبر تحرير الملف التوريث في‮ ‬داخل نقابة المحامين أعلن حمدي‮ ‬خليفة بعد توليه منصب نقيب المحامين بجريدة المصريون الالكترونية تأييده لجمال مبارك الامر الذي‮ ‬وصفه عدد من المحامين بأنه صفقة ليكسب منها خليفة الدعم الحكومي‮ ‬للاستمرار في‮ ‬منصب النقيب‮.‬ وخلال استضافته في‮ ‬برنامج‮ "‬90‮ ‬دقيقة‮" ‬علي قناة المحور الفضائية اكد مجدي‮ ‬الجلاد رئيس تحرير جريدة‮ "‬المصري‮ ‬اليوم‮" ‬تأييده التام لأمين السياسات بالحزب الوطني‮ ‬في‮ ‬حالة اعلانه الترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية الا ان الجلاد اشترط ان تكون هناك فترة فاصلة بين رحيل الرئيس حسني‮ ‬مبارك عن مقعد الرئاسة وبين ترشيح نجله‮.‬ ولا‮ ‬يفوت الفنان عادل امام صاحب الجماهيرية الطاغية فرصة حتي‮ ‬يعلن خلالها تأييده لتوريث الحكم معللا ذلك بأنه لا‮ ‬يوجد في‮ ‬مصر افضل منه لحكم مصر‮.‬ يصف الدكتور‮ ‬يحيي القزاز‮ - ‬القيادي‮ ‬بحركة كفاية‮ - ‬المؤيدين لجمال مبارك بأنهم مجموعة من المنتفعين والانتهازيين‮ ‬يرون في‮ ‬تأييد نجل الرئيس دفاعا عن مصالحهم حيث‮ ‬يريدون حجز مقاعد لهم في‮ ‬النظام القادم فقد وجدوا ان كل من حول جمال مبارك‮ ‬يستفيدون فيرغبون في‮ ‬الاستفادة مؤكداً‮ ‬انهم سيخسرون الكثير ويضيف لقد ادركوا انه لا توجد ديمقراطية امريكية تساند الشعوب نحو التحرر وان الوضع في‮ ‬مصر لن تتدخل امريكا لإنقاذه فقرروا‮ "‬الجري‮" ‬وراء جمال متسائلا هل فوضي الشعب المصري‮ ‬صاحب القضية هؤلاء المنتفعين لتأييد اي‮ ‬شخص‮.‬ ويعتبر دكتور نبيل عبد الفتاح‮ - ‬الباحث بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية‮ - ‬ظهور الاصوات المؤيدة لمبارك الابن بحملة علاقات عامة منسقة من جانب بعض العناصر التي‮ ‬تريد المزايدة السياسية لإعادة صياغة المصالح الشخصية وبناء جسور مع المرشح الرئاسي‮ ‬القادم وثمن ذلك عدم احترام قيم النظام الجمهوري‮ ‬في‮ ‬مصر‮.‬ ويضيف عبدالفتاح ان المؤيدين لتوريث السلطة قاموا بالترويج لجمال مبارك بالرغم من عدم وضوح موقف الرئيس مبارك فهل سيرشح نفسه ام سيترك الكرسي‮ ‬لنجله؟ ويؤكد دكتور محمد البلتاجي‮ - ‬عضو مكتب الارشاد للاخوان المسلمين‮ - ‬ان مؤيدي‮ ‬التوريث لديهم اهداف واغراض‮ ‬يتحركون في‮ ‬اطارها فهم‮ ‬يراهنون علي المستقبل المتمثل في‮ ‬جمال مبارك وبدأوا في‮ ‬تسويق انفسهم للمرحلة القادمة ويوجه البلتاجي‮ ‬سؤالا لهؤلاء المؤيدين‮: ‬هل منهجية نقل السلطة تتماشي مع منظومة الديمقراطية وهل‮ ‬يليق ذلك بتاريخ وشعب مصر؟ ويشير الي أن اختيار القيادات الصحفية الموالية للنظام والتي‮ ‬تهاجم التيار المهاجم لتوريث الحكم لاعتلاء رئاسة المؤسسات الصحفية والسماح بعودة رجال المال الهاربين في‮ ‬عشرات السنين ما هي الا مرحلة مرتبطة بقدوم‮ "‬جمال‮" ‬لتولي‮ ‬السلطة‮.‬ ويقول دكتور صابر فهمي‮ - ‬عضو مجلس الشعب‮ - ‬إن تأييد جمال مبارك‮ ‬يصدر اما من اشخاص موالين للنظام بالفعل امثال حمدي‮ ‬خليفة وعادل امام او من اشخاص‮ ‬يحاولون التملق وفتح باب للتقارب مع الحزب الحاكم امثال هاني‮ ‬عنان الذي‮ ‬علي ما‮ ‬يبدو قد ارهقته المعارضة وأتبعه طريق الكفاح فقرر الاستراحة علي اريكة النظام‮.‬ ويؤكد حافظ أبو سعدة‮ - ‬رئيس جمعية حقوق الانسان‮ - ‬ان ما‮ ‬يحدث علي الساحة ما هو الا نوع من المزايدة الرخيصة والتي‮ ‬جاءت مبكرة للغاية،‮ ‬فالكل‮ ‬يدلي‮ ‬بتصريحات كما لو ان الرئيس حسني‮ ‬مبارك قد ترك الرئاسة وان الحزب الوطني‮ ‬قد رشح جمال مبارك بالفعل لتولي‮ ‬الرئاسة ولا‮ ‬يوجد بمصر مرشحون آخرون،‮ ‬ويطالب ابو سعدة الاحزاب السياسية بإعداد مرشحيها ووضع خطط لبرنامج الرئاسة متمنيا ان تكون الانتخابات الرئاسية القادمة تعددية تنافسية تحيطها النزاهة والشفافية‮.‬ وعندما سألت‮ "‬الوفد‮" ‬رفعت السعيد‮ - ‬رئيس حزب التجمع‮ - ‬عن رأيه رفض الادلاء بأي‮ ‬تصريح مؤكدا انه لا‮ ‬يريد الدخول في‮ ‬صراع مع هاني‮ ‬عنان او البابا شنودة متحديا‮ "‬الوفد‮" ‬اذا استطاعت نشر مثل هذا الموضوع خوفاً‮ ‬من دخولها في‮ ‬ازمة مع اطراف بعينها

المصدر جريدة الوفد

Comments