تضامن: معا ضد تحالف الادارة مع الأمن ضد عمال غزل شبين

لقد كشف قمع قوات الأمن لاضراب الوردية الليلية لعمال غزل شبين الكوم - أندراما حاليا - في مساء أمس الاثنين أو فجر اليوم الثلاثاء للمطالبة بعودة زملائهم المفصولين تعسفيا إلى العمل - في الملموس - عن حقيقة تحالف إدارة الشركة الهندية مع قوات الأمن لمنع أي تحرك عمالي يطالب بالحقوق ويتصدى للمظالم. فمن جانب تطلق الادارة الهندية العنان ليدها في الاجراءات التعسفية من نقل وفصل ضد العمال ضاربة عرض الحائط بقوانين العمل وحقوق العمال. ومن جانب أخر، تمنع قوات الأمن أي تحرك عمالي لرفع المظالم الواقعة عليهم عبر قمع أي إضراب عن العمل، كالذي حدث أمس، وأيضا من خلال التواجد الدائم والمكثف لهم داخل الشركة في سائر أيام العمل، الأمر الذي يستهدف إرهاب عمال الشركة بشكل عام ويحول دون تصديهم لهجمات الادارة المتتالية على حقوقهم والذي وصل لحد قطع العيش والتشريدلقد كان لإضراب عمال الوردية الليلية وعددهم 800 عامل مقسمين على 6 وحدات بالشركة أهمية بالغة فيما يخص دعم موقف زملائهم الخمسة المضربين عن الطعام لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على قرار الادارة بفصلهم. يقول أحد العمال المشاركين بالاضراب " قررنا نعمل حاجة علشان العالم المفصولة والظلم اللي بيحصل وجمعنا 6 وحدات مختلفة في الشركة ووقفنا الشغل لكن لأول مرة تدخل بوكسات الأمن داخل المصنع. قدام كل وحدة وقفت عربتين بوكس ووزارة الداخلية هي اللي شغلت المكن وهددوا بإن اللي مش حيشتغل حياخدوه". استمر إضراب العمال لمدة ساعة إلا ربع قبل وصول بوكسات الأمن وفض العمال إضرابهم كلية تحت الضغوط والتهديدات الأمنية في حوالي الساعة 5 فجرا . أشار ذات العامل إلى صعوبة تنظيم العمال لأنفسهم في مواجهة الاجراءات المتعسفة للإدارة بسبب التواجد الدائم للأمن داخل الشركة وأكد على أن الاجراءات المتعسفة ضدهم شملت نقل عدد كبير من العمال من الأقسام التي اعتادوا العمل بها لسنوات تصل لعقود في بعض الأحيان إلى أقسام يجهلون التعامل مع ماكيناتها دون وجود أي مبرر مهني سوى إصرار الادارة على كسر إرادة العمال والتضييق والضغط عليهم لتقديم استقالات. بجميع المقاييس يعتبر رد الفعل الأمني لإضراب العمال بغزل شبين تضامنا مع زملائهم المفصولين شديد الفجاجة وهو الأمر الذي ظهر مؤخرا في عدة مواقع عمالية من بينها مصنع أبو السباع باعتقال عاملين على خلفية إضراب العمال، وفي قمع إضراب عمال السويس للاسمنت بالقوة.وهنا تجدر الاشارة إلى العديد من الانتهاكات التي تعرض لها العمال المفصولين لعرقلة إضرابهم عن الطعام. فقد رفض قسم شرطة شبين الكوم تحرير محضر ببدء إضراب الخمسة عمال المفصولين عن الطعام برغم مرور 24 ساعة على بدئهم للإضراب عن الطعام وهو الشرط القانوني لتحرير المحضر بادعاء أن توقيتات الصيام في شهر رمضان تحول دون تحرير المحضر قبل منتصف الليل. كما حاول رئيس مباحث شبين الكوم طرد هؤلاء العمال المضربين عن الطعام من مستشفى شبين الكوم التعليمي - التي حرصوا على التواجد بها للتأكيد على شرعية إضرابهم عن الطعام عبر متابعة الأطباء. حدث ذلك يوم الأحد 30 أغسطس الماضي، فقد اضطر العمال في هذا اليوم إلى الاعتصام بالشارع المقابل بالمستشفى بعد أن قام رئيس المباحث بطردهم منها ولم يعاودوا الدخول إلا بعد منتصف الليل عندما سمح لهم بتحرير المحضر.وفي يوم الاثنين 31 أغسطس قام أمن المستشفى بمنع نشطاء مجموعة تضامن ومن بينهم صحفيين من التفاعل مع العمال المضربين عن الطعام بالمستشفى وحاولوا مصادرة الكاميرا التي كانت بحوزتهم. كما رفضوا قيام حتى الصحفيين باستخراج تصريح بالزيارة ولقاء مدير المستشفى لأخذ موافقته. أيضا، شهدت تضامن على تهديد العمال بمجئ بوكس من مديرية الأمن لإخراجهم من المستشفى برغم تحريرهم لمحضر في اليوم السابق ولم تستقر وضعية العمال داخل المستشفى حتى قام المحامي ورئيس مؤسسة الهلالي للحريات سيد فتحي بالاتصال بمدير المستشفى وقام رضا مرعي أحد المحامين بها ببعث رسالة إلى النائب العام والمحامي العام لنيابات شبين الكوم تسرد الانتهاكات التي تعرض لها العمال. أما مسلسل انتهاكات ادارة شركة غزل شبين وتعسفها ضد العمال فقد بعد إضراب عمال غزل شبين للمطالبة بالأرباح لمدة أربعة أيام على التوالي في شهر مارس الماضي بنقل أربعة من العمال إلى الاسكندرية للعمل بمخازن الشركة دون صرف بدل انتقال أو بدل سكن وبدون توافر ضرورة عملية تبرر قرار النقل المفاجئ. وفي حينها نظم عمال غزل شبين إضرابا عن العمل احتجاجا على قرار نقل زملائهم ونجحت اللجنة النقابية بالشركة في فض الاضراب عبر تقديم وعود راحت أدراج الرياحوبالنظر إلى قرارات الفصل الصادرة ضد الخمس عمال - عبد العزيز بخاطره (نقل إلى الاسكندرية قبل قرار الفصل) ومحمد الأعصر وأيمن السيسي وأحمد العسكر وإبراهيم محمد عقل (العامل الوحيد الذي لم يعلن الاضراب عن الطعام في مواجهة قرار الفصل لظروف صحية تمنعه من ذلك)- وقرار الوقف عن العمل مرتين على التوالي في حق العامل سمير قزاز المضرب عن الطعام مع زملائه المفصولين يتضح مدى الجور الواقع على العمال من الادارة فبحسب قرارات الفصل الصادرة ضد عبد العزيز بخاطره و إبراهيم محمد عقل وأحمد العسكر فقد اقترف كلا منهم "جريمة جسيمة". الأول، جريمته هي " ترك مكان عمله دون استئذان" وهو الأمر قد يستحق الجزاء وليس الفصل بأي حال من الأحوال. أما الثاني فقد تم تحويله إلى الشؤون القانونية التي لفقت له تهمة حرق مخازن الشركة بالوراق، هذا بالرغم من عمله بمقر الشركة في شبين الكوم أي محافظة المنوفية، وعدم وجود مخازن للشركة بالوراق بحسب عدد من العمال. أما الثالث فقد كانت جريمته الجسيمة هي أنه "مشاغب" بقيامه بإتلاف فرع لزينة رمضان بمصنع رقم 2! أما سمير قزاز الموقوف عن العمل لمرتين على التوالي فتهمته هي إصراره على استلام المخازن التي نقل إليها مؤخرا عبر لجنة جرد وضابط بالأمن ليحمي نفسه من شبهة القيام بتبديد ما لم يقم بتسلمه.أخيرا، لا مفر من التأكيد على أن تضافر الجهود من أجل دعم عمال غزل شبين المفصولين والمضربين عن الطعام أمر غاية في الأهمية. فما بين تحالف إدارة الشركة مع قوات الأمن وانحياز نقابة الغزل والنسيج ورئيسها سعيد الجوهري لأصحاب ومدراء المصانع والشركات، تتم عرقلة تحركات عمال غزل شبين ضد الجور الواقع عليهم. في هذا السياق، عمال غزل شبين في أمس الحاجة لتضامن الصحفيين والمحامين والنشطاء بالقوى السياسية وبمؤسسات المجتمع المدني

Comments