بلال فضل يكتب ضابط يضطهد سائقا بسبب حلم

لولا أن القصة جاءتنى مرفقة بالأسماء وأرقام التليفونات لما صدقتها، لو كتبتها فى فيلم سينمائى لمنعته الرقابة، واتهمتنى بالتحامل على أجهزة الأمن وتشويه صورتها، لكنها للأسف ليست فيلما بل «علم» أصبح هناك بعض ضباط الشرطة من كبار المتخصصين أكاديميا للأسف الشديد. الحكاية بطلها مواطن غلبان اسمه عم عبده يعمل سائقا باليومية فى مدينة إقليمية كبرى دخل فى خصومة مع ضابط مرور سببها أن الباشا الضابط وهو نائم حلم أن هذا السائق دخل عليه بسيارته وصدمه، وكان الضابط قد قام بعمل وصل غرامة له بخمسين جنيهاً قبل أيام، فى اليوم التالى لحلم سيادة الباشا.
رأى عم عبده فى موقف المدينة فسحب رخصته بحجة القيادة برعونة، فاض الكيل بعم عبده فصرخ فى الضابط يابيه إنت ليه حاططنى فى دماغ سيادتك، أخبره الباشا بالحلم الذى رآه، وبعد أن أفاق عم عبده من ذهوله قال للضابط: يا بيه هو أنا لما دخلت عليك بالعربية فى الحلم حصل حاجة لسيادتك، فرد عليه الباشا: إنت كمان كنت عايز تعورنى، وعمل لعم عبده مخالفة بثلاثمائة جنيه، عم عبده لما لقاها خربانة خربانة قال له: طب والنبى يا باشا لما تنام اتغطى كويس.
فرد الباشا وهو يرى الضحكات فى أعين الناس حالفا بالطلاق أن عم عبده لن يرى رخصته إلا بعد شهر، عم عبده خائف من نشر اسمه ورقم موبايله لخوفه من المزيد من بطش الباشا به، وأنا أحتفظ بالاسم ورقم الموبايل لكى أهديه عبر البريد الإلكترونى لمن يرغب فى الحصول عليه من جهات التحقيق بوزارة الداخلية التى استبشرت خيرا بتحقيقها فى واقعة مدرس الموسيقى هشام عمار، ولعلها تكسب ثوابا لو رحمت عم عبده وأمثاله من أمثال هذا الضابط الحالم بالعكننة على الغلابة.
ـ المواطن مصطفى جابر سائق تاكسى أرسل إلىّ يشكو من اعتداء تعرض له من أحد ضباط الشرطة فى قسم الموسكى فى أول ليلة فى شهر رمضان المبارك، كان الأسطى مصطفى يعمل فى شارع عبدالعزيز بالعتبة، وتوقف لأحد الزبائن ففوجئ بضابط برتبة نقيب يهينه ويسبه بالأم أمام المارة، وعندما طلب منه مصطفى أن يتوقف عن إهانته انهال عليه الضابط ضربا بصحبة مجموعة من أمناء الشرطة واصطحبوه إلى قسم الموسكى حيث واصلوا ضربه وتمزيق ملابسه وتم عمل محضر مخالفات مرورية له، وتم عرضه على النيابة المسائية التى قامت بتغريمه مبلغ ٦٠٠ جنيه مرة واحدة، يعنى ضرب وخراب ديار.
رقم موبايل السائق لدىّ، أعلم أن البعض قد يبادر بالرد على هاتين الواقعتين بالحديث عن مخالفات وأخطاء سائقى التاكسى والميكروباص، وهى أخطاء كلنا نلعنها أثناء محاولتنا البقاء على قيد الحياة فى شوارع المحروسة، لكن مثل هذه الأخطاء لا يمكن أن تحل أبدا بإهانة كرامة الناس والبطش بهم بدنيا وماديا، خاصة أننا لم نسمع حتى الآن عن ضابط شرطة قام بالتطاول على أحد المسنودين أو أبناء المسنودين أو أنصار المسنودين لأنهم خالفوا قواعد المرور، والنبى بالراحة على الناس يا بشوات.
ـ أخيرا يقول لى المواطن أبو أيمن فى رسالة حزينة: «بعد أن قرأت مقالتك عن الخوف من الله، للأسف لا أستطيع أن أقول لك إننى لا أخاف إلا الله، أنا أخاف من الأمن أكثر، لأننى بعد سنوات غربة طالت ٢٧ عاما فى بلاد الله، منها ١٠ سنوات فى بريطانيا، عدت منها بعد أحداث سبتمبر، التى أجبرتنى على أن أرجع مصر وكلى عشق وأمل فى غد أفضل، لكن أحلامى تكسرت على صخور قوى الأمن، لأننى قررت أن أفتح سايبر.
وبالرغم من أننى ملتزم جدا بكل التراخيص من وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات (القرية الذكية) والحى وأبيع نسخاً أصلية فقط لكل البرامج والألعاب، وبالرغم من كل هذا يقبض علىّ مرتين وابنى مرة، بزعم أننا نعمل بنسخ مقلدة ودون تراخيص، ويكتب هذا فى المحضر مع أنه غير حقيقى، ويا ويلك لو اعترضت، وعوملنا معاملة المجرمين من وضع الكلابشات فى أيدينا والزج بنا فى الحجز إلى أن نرحل إلى النيابة فى انهيار تام، تفتكر بعد كل ده ممكن الواحد ما يخافش إلا الله، أستغفر الله إذا كنت قد أخطأت فى حق الله». يا عزيزى أبوأيمن فكرت كثيرا كيف أرد عليك فلم أجد ردا سوى أن أدعو لك وأدعو على من ظلمك ساعة الإفطار، أنا آسف، ده اللى حيلتى!.
* يستقبل الكاتب بلال فضل تعليقاتكم على مقالاته عبر بريده الإلكترونى الخاص. belalfadl@hotmail.com

Comments