بلال فضل ردا على سيد القمنى


الشهادة لله، كان سيد القمنى عند ظنى به، أسابيع بحالها مرت دون أن يجرؤ القمنى على مواجهة حقيقة واحدة من الحقائق التى كشفتها أنا وغيرى عنه، فقط اكتفى مع مريديه بترديد شتائم لم أجد فى أى منها ما يستحق الرد، سأتوقف فقط عند ما قاله القمنى من أنه لن يواجهنى لأن قامته العالية لا تسمح له بمواجهة شخص كتب أغنية «كل مرة أشوفك فيها نفسى آ..»، للأسف كان يسعدنى أن أكون كاتب هذه الأغنية التى تحتوى على منطق علمى متماسك لا يحويه كتاب (الحزب الهاشمى).
لكننى لم أُرزق موهبة كتابة الأغانى حتى الآن، لم يواجه القمنى ما كتبته عن أكاذيبه لأنه يرى أن مواجهة كاتب أفلام هزلية أمر لا يليق به، وهو، ولا تعجب، نفس ما يقوله المتطرفون دينيا عندما أواجههم، ينسى القمنى أن كاتب الأفلام الهزلية التى أفتخر بها هو أنسب من يتصدى لهزله وتهرؤه البحثى، فحرام أن تضيع مع القمنى أوقات علماء أنفقوا عمرهم فى الحصول على شهادات علمية حقيقية وشقوا فى اكتساب المعرفة وإثرائها، ولذلك لم يجرؤ القمنى على مواجهتى لدقائق فى برنامج ٩٠ دقيقة على قناة المحور،
لم يجرؤ على تلبية أى دعوة لمناظرة كل الباحثين الجادين الذين فضحوا انتحالاته وتزييفه للمصادر العلمية وتقويلها ما لم تقله، لكنه يهرع إلى أى برنامج يتيح له فرصة الظهور مع شخص يكفره لأن ذلك يساهم فى تسويق صورة شهيد حرية الرأى التى يتكسب منها، وهو يعرف، وأنا أعرف، أن الفكر والبحث العلمى المحترم الجاد للأسف لا يمكن أن يأتيا للإنسان فى بلادنا بفيلا فى العاشر من رمضان.
فضائح القمنى تتوالى يوما بعد يوم، فاللجنة المحترمة التى يدعى أنها منحته جائزة الدولة التقديرية، والتى صدعنا بعض وكلاء التنوير المضروب بضرورة احترام رأيها، جاءت صحيفة الشروق فى تحقيق محترم للزميل سامح سامى لتكشف أنها مكونة من ٦١ صوتا، بينها ٢٩ صوتا تمنحها جهات حكومية وقطاعات تابعة لوزارة الثقافة، تخيلوا أن يكون منح جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية فى يد مندوب وزير السياحة أو الخارجية، للأسف هناك بين باقى الأصوات (٣١ صوتا) موظفون لدى الوزير يتخفون فى صورة مثقفين،
وهناك مثقفون محترمون رفيعو المقام، لكن أصواتهم تفقد معناها عندما يتوفر لكاتب منتحل مثل القمنى ٣٢ صوتا أتت بتكليف مباشر من وزير الثقافة، إلا إذا كنا سنصدق أن ممثل نقابة المهن الموسيقية أو رئيس المجلس القومى للشباب قد انبهرا بإنتاج القمنى وأدركا أنه غير مسبوق علميا ويساهم فى تقدم الوطن كما تقضى لائحة الجائزة.
كان البعض اتهمنى بالمبالغة لأننى تحدثت فى سطر مقتضب عن صلات القمنى بإسرائيل، حتى كشف الأديب الكبير يوسف القعيد أن القمنى أعلن فى حوار لمجلة الأهرام العربى عن استعداده للذهاب إلى إسرائيل لو كلفته الدولة (!) معترفا باتصالاته مع جامعة هداسا ومع مستشرقين إسرائيليين، وهو ما فسر لى احتفاء الكاتب الإسرائيلى تسيفى بارئيل بجائزة القمنى فى مقال له بصحيفة هاآرتس، أعادت نشره صحيفة القدس العربى، تستطيع الآن أن تربط جائزة القمنى بتنازلات فاروق حسنى لإسرائيل من أجل كرسى اليونسكو (بارئيل نفسه يقول إن فاروق حصل على ضوء أخضر من إسرائيل للفوز)، أرجو أن تتذكر أننى سألت فى أول مقالاتى عن الموضوع عن سر عدم حصول الدكتور نصر حامد أبوزيد على الجائزة وهو الأحق بها، وأعتقد أن الإجابة اتضحت الآن.
فمواقف د. نصر ضد الصهيونية مشهودة ومعتبرة وآخرها ما كتبه عن بطولات حزب الله السياسية والعسكرية بعد عدوان إسرائيل على لبنان عام ٢٠٠٦ وهو ما أثار ضده سخط بعض المثقفين الذين لم يفهموا موقفه المحترم والمركب.
أخيرا كان الأستاذ يوسف القعيد قد فضح القمنى مجددا فى مقالة له بالأهرام عندما نفى على لسان الدكتور فؤاد زكريا ما قاله القمنى من أن د. فؤاد أشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة به فى جامعة الكويت، وهو ما جعل القعيد يدعو القمنى لأن «يرسى على بر حكاية واحدة فى موضوع الدكتوراه ويعلنها ويريح نفسه ويريحنا من كل هذا الغبار المتطاير من حوله». ومع أن الأستاذ يوسف ليس من كتاب الأفلام الهزلية مثلى، إلا أن القمنى لن يرد عليه ولا على غيره من الباحثين والكتاب، وأنا مجددا أتحداه أن يواجه الحقيقة، ولو فعل سأغنى له فى قناة المحور الأغنية التى لم أؤلفها للأسف «كل مرة أقرا لك فيها بابقى نفسى آ.. آ..».
* يستقبل الكاتب بلال فضل تعليقاتكم على مقالاته عبر بريده الإلكترونى الخاص. belalfadl@hotmail.com

Comments