موضيع صحفية ارشيفية : ألغام تنتظر مبارك في واشنطن

رغم متانة واستراتيجية العلاقة بين مصر وأمريكا، إلا أن الأمر لا يخلو من «منغصات» و«براميل بارود» قابلة للانفجار في أي لحظة فالواقع يقول إن واشنطن تحتفظ في جعبتها بعدد من الملفات الملتهبة التي تستخدمها كأوراق ضغط لتجبر الجانب المصري علي الرضوخ لبعض الطلبات واتخاذ مواقف تريدها واشنطن. ولا تقتصر هذه الملفات علي الأقباط والسلام مع إسرائيل والقضية الفلسطينية فهي قابلة للتزايد لتشمل ملف الحريات الدينية والسياسية والتسليح المصري والسودان والعراق والأقليات الدينية وكذلك تهريب السلاح من سيناء لقطاع غزة، وبدو سيناء ومنابع النيل، وإيران وحزب الله واتفاقية الحدود واعادة نشر القوات الدولية.
فالحقيقة تشير إلي أن العلاقات توترت في وقت من الأوقات منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بسبب ملفات عدة لعل أبرزها الموقف من إسرائيل والتسلح.
وفي وقت آخر بسبب اطلاق مبادرة مشروع الشرق الأوسط الكبير وتلاها قانون تقدم الديمقراطية الذي أقره الكونجرس ويسمح للسفارات الأمريكية بالتحاور مع المجتمع المدني بعيداً عن أنظار الحكومات.
والتهبت العلاقة ذات مرة ووصلت إلي حد التهديد بخفض المعونات الأمريكية لمصر بحجة ما أسمته الإدارة الأمريكية آنذاك انتقاد سجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان لاسيما في التعامل مع العناصر المطالبة بالاصلاح كالإخوان المسلمين وحركة كفاية. وملف التغيير وملف سعد الدين إبراهيم الذي اعتبره البعض سبباً هاماً في توتر العلاقات لفترة طويلة


*********

الأقليات الدينية والتسليح والحريات وإسرائيل ومنابع النيل· 6 أسافين تدقها تل أبيب في العلاقات بين أمريكا ومصر·
البهائيون والشيعة والنوبيون ينضمون لقائمة أوراق الضغط ضد مبارك



الموضوع نشر بجريدة صوت الامة
كتب:جمال عبدالمجيد وكريم البحيري ومحمد فتحي
وغضبت واشنطن من القاهرة بسبب تحرك الأخيرة وموقفها في السودان ورفضها انفصال جنوبه.
وبرز ملف التسليح المصري كأحد أهم عوامل التوتر بين الطرفين ولكن الثابت أنه رغم كل هذه التوترات إلا أن كلا الطرفين حرص علي عدم افتعال أزمة قد تؤدي لقطع العلاقات.
ويعتبر ملف الأقليات الدينية والعرقية من الملفات القديمة الجديدة والضيف الدائم علي قائمة أوراق الضغط في يد الجانب الأمريكي ولم يعد الأمر يقتصر علي الملف القبطي حيث انضم إليه ملف البهائيين والشيعة والنوبيين.
والملاحظ أن الخارجية الأمريكية أصدرت تقريرها السنوي الأخير الخاص بمراقبة حالة الحريات الدينية في العالم والذي تضمن إدانة واضحة لمصر عندما ذكر أن الأقليات غير المسلمة في مصر تتعرض للكثير من القمع والتمييز والتعصب اضافة للمراقبة الأمنية والرقابة الصارمة التي تفرضها الحكومة علي المؤسسات الدينية مشيراً إلي تزايد الهجمات العنيفة علي المسيحيين خلال السنوات الماضية التي أسفرت عن قتلي دون ملاحقة قضائية للجناة!
ويري مراقبون أن الجانب الأمريكي أضاف البهائيين والشيعة والنوبيين إلي ملف الأقليات التي يؤرق بها الجانب المصري ولا يستبعدون أن يتم ابرازها خلال الزيارة المرتقبة للرئيس مبارك وإن لم يكن من الضروري ابرازها مباشرة.
وبما أن المصلحة الإسرائيلية بند رئيسي لدي الجانب الأمريكي فليس غريباً أن يستغل الجانب الإسرائيلي ذلك في دفع الأمريكان لتبني وجهات نظره ومطالبه ومحاولة فرضها علي الجانب المصري. ومن بين هذه المطالب أو ما تراه إسرائيل مشاكل تؤرقها مشكلة الحدود مع مصر والتي تتلوها بالضرورة قضية تهريب السلاح إلي غزة.
ولن يكون غريباً أن تستعد واشنطن بأجندة طلبات تقدمها للرئيس مبارك في مقدمتها اقامة منطقة أمنية علي الحدود مع غزة وهو ما طالب به تقرير أخير لمعهد «أمريكا انتربرايز» أحد أهم منظمات المحافظين الجدد المؤيدة لإسرائيل عندما تحدث عن دور مصر في تهريب السلاح إلي غزة مطالباً مبارك بتنفيذ خطة اقترحها الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي «جيورا ايلاند» بانشاء منطقة أمنية تمتد ميلين علي الحدود بين مصر وغزة تكون مغلقة بسياجين. وتطالب واشنطن القاهرة بوضع أرقام أشبه بالاحصائيات لنسبة التهريب إلي غزة قبل عام 2005 الذي انسحبت فيه إسرائيل من غزة وتزعم تل أبيب أن كمية التهريب كانت لا تتعدي طناً واحداً، تزايدت إلي مئات الأطنان بعد الانسحاب كما تطالب أمريكا مصر باعادة التفاوض في بعض بنود اتفاقية 2005 لزيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية.
وتأتي مشكلة حزب الله وإيران كإحدي النقاط الهامة التي تحاول واشنطن جر القاهرة إلي خندقها هي وإسرائيل ضد الجانبين مما يستتبع بعد ذلك تنسيقاً خاصاً وفق مخططات واشنطن - تل أبيب.
ومن أخطر المشكلات التي طرأت علي الساحة المصرية مشكلة المياه التي تهدد أمن مصر القومي حيث خرجت العديد من التقارير الدولية تشير إلي أن إسرائيل ستصبح دولة بلا مياه خلال 6 إلي 7 سنوات وأنها حالياً تستنزف كل ما لديها من مياه بالاضافة إلي أنها تجلب مياهاً من تركيا عبر بالونات كبيرة من المياه يتم جرها عن طريق البحر لإسرائيل وبالتالي فإن هناك أطماعاً إسرائيلية في مياه نهر النيل وهو الأمر الذي كان منذ نشأة الصهيونية وحلمها القديم في دولة من النيل إلي الفرات وبدأت إسرائيل بالفعل في لعب دور هام مع قادة أثيوبيا وأوغندا وذلك عبر إمدادهم بالمال اللازم لبناء 6 سدود مائية علي مياه نهر النيل الأزرق في أثيوبيا بهدف تنمية الزراعة وتوليد الطاقة وإغرائهما بالمكاسب المالية الكبيرة التي ستحققها بلادهم من هذه السدود في المستقبل القريب.
وتلعب أمريكا دوراً خطيراً في هذه المسألة حيث تحاول طرح فكرة تخزين المياه من بحيرة ناصر إلي أثيوبيا وتعبئتها في براميل تحملها سفن لبيعها خارج أفريقيا مما سيؤثر سلباً علي حصة مصر من المياه.
د. عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرية السابق أكد أن إسرائيل تثير المشاكل لمصرمضيفاً أن زيارة مبارك لواشنطن ستفشل بسبب إسرائيل أما الأخطر فهو محاولة إسرائيل للسيطرة علي مياه النيل وهو أمر خطير والحكومة تحاول التهوين من الأمر وأنا لا أعلم لمصلحة من تخفي الحكومة المصرية أهمية الأمر؟.
د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب يقول إن مصر بسياستها المتراخية وغير المبادرة أعطت الفرصة لإسرائيل أن يكون لها حق الهجوم ولها الحق في اختراق المشاكل الداخلية لمصر وأنا أقول إن هناك أجندة أمريكية إسرائيلية وهذه الأجندة المخفي منها أكثر من المعلن مثل محاولات أمريكا الحفاظ علي الأوضاع القائمة إلي أقصي درجة وهناك خطة أمريكية أمنية لتأمين نفسها في المنطقة وزيادة نفوذ إسرائيل لتأديب مصر وإيران وسوريا ومصر غير قادرة علي خلق استراتيجية موازية

Comments