والد شهيد6 أبريل : أطالب الرئيس مبارك بمحاكمة الضباط الذين قتلوا ابني بالرصاص

أنتم لا تعرفون يعني إيه أب مات ابنه زي الدبيحة .. النار جوايا ومش حتنطفي إلا لما يرتاح ابني في قبره

· ابنتي هبة تعبت نفسيا لأنها شاهدت أحمد وهو يموت أمامها

تزاحمت الأسئلة في رأسي وأنا في طريقي إلي منزل الصبي شهيد 6 إبريل أحمد علي مبروك حمادة 15 سنة وقفز إلي رأسي تصريح اللواء محمد عبد الفتاح عمر مدير مباحث أمن الدولة الاسبق وعضو مجلس الشعب الحالي والذي قال في تصريح له في برنامج الحقيقة : إن الشعب المصري لا يملك ثقافة الوقوف في البلكونات قاصدا الشهيد وعندما وصلت إلي شارع الشهيد أو حارة الشهيدالمتفرعة من شارع الجمهورية بالمحلة وكانت الصدمة الأولي بالنسبة لي إصابة شقيقة الشهيد - هبة 19 سنة- والحاصلة علي دبلوم فني صناعي وبدت عليها علامات عدم التوازن النفسي منذ رؤيتها لشقيقها وهو ينزف الدماء علي الأرض . وعندما طالبت والد الشهيد - علي مبروك- أن يروي لنا القصة من جديد انتابته حالة من البكاء الهستيري وكأن الحادث وقع منذ لحظات قليلة..

وقال والد الشهيد : يوم 7 إبريل المشئوم كنت أتحدث معه أثناء آذان العصر ووجدته في حالة غريبة وقال لي مش عارف يا بابا أنا في حلم ولا في علم أنا حاسس إني حموت وطمأنته ونزلت لأصلي العصر وفوجئت بعد ذلك بدخان في الشوارع مما دفعني إلي العودة للبيت وفي الحادية عشرة مساء صليت العشاء مع أحمد في المنزل وطالبته أن ينام ولكنه قال لي سأكتب مقالا علي الكمبيوتر ودخل بعدها لينام إلا أنني رأيته مستيقظا في سريره وفجأة سمعنا صوت دوي في الشارع وهرولنا جميعا إلي البلكونة لنفاجأ بضباط وعساكر يطاردون المارة في الشارع بينما كان هناك ضابط يردد اضرب اضرب وأصابتني الدهشة رغم انني سمعت عما يحدث في المحلة من إطلاق النار علي الناس ولكني لم أتخيل أن تصل الأحداث إلي شارعنا والذي يشبه الحارة الضيقة. وأثناء وقوفي وبجانبي ابني أحمد لمشاهدة ما يحدث وجدت أحمد يبكي ويردد آه آه آه وفجأة وقع علي أرضية البلكونة غارقا في دمه وحاولت نجدته فناديت علي جيراني وأنا أصرخ مرددا الحقوني يا ناس أحمد بيموت فنجدني أحد الجيران وكان يملك سيارة فطلبت منه نقل أحمد إلي أقرب مستشفي بعد رفض الاسعاف الحكومي نجدتي وخاصة بعد إخبارهم أن أحمد مصاب بطلق ناري فكان ردهم احنا منقدرش نيجي وهنا

الإسعاف شاركت في الجريمة

تحولت الاسعاف من منقذ إلي مشارك في جريمة القتل ... نعود إلي سرد الأب الذي أخذ ابنه وهو ينزف إلي مستشفي خاصة هي الأقرب للمنزل وهو مستشفي الهدي التخصصي الموجودة في منطقة السبع بنات والذي تبعد نصف ساعة عن منزل القتيل ويكمل الأب : عندما وصلنا والكلام علي لسان الوالد طلبت من الموجودين بالمستشفي نجدتي وإنقاذ أحمد ولكنهم رفضوا استقباله وطلبوا مني نقله إلي قصر العيني ولم يكن أمامي إلا أن أسرع أنا وجاري بالسيارة إلي المستشفي العام وأنا أصرخ عند وصولي الحقوني يا ناس ابني بيموت بين إيدي أنقذوني وأخذ الأطباء أحمد من يدي ولكنه فارق الحياة فور الوصول وبدأ والد الشهيد في ترديد هذا هو قضاء الله وأنا راض بقضائه ولكن أريد محاسبة القاتل . ويكمل الأب الحديث : ظللت في المستشفي العام حتي آذان الفجر في محضر تحقيق وأخذت ابني في اليوم التالي ودفنته في البحيرة بمركز ايتاي البارود . وبعد أيام تسلمت تقريرا من الطب الشرعي يفيد وفاة أحمد بطلق ناري حي من طراز متطور لا يستخدم مع الأشخاص العاديين " استخدامات الشرطة" .. وقال والد الشهيد : أنا حاسس بنار ورغم مرور عام علي وفاة ابني إلا أن النارفي داخلي خاصة بعد حفظ التحقيق وعاود الصراخ والبكاء وهو يردد أنت متعرفش يعني ايه أب مات ابنه زي الدبيحة نار جوايا ومش هتنطفي إلا لما أجيب حق ابني واخليه يرتاح في قبره .. ويضيف وهو يأخذنا في جولة في غرفة نوم أحمد مرددا أنا مليش غيره هو وهبة اللي من ساعة ما مات تعبت نفسيا ودخت بيها عند الاطباء دون فائدة ما هي ليها حق شافت امها بتموت أمامها

قبل وفاة أحمد بثلاثة شهور ووفاة عمها وخالها وأخيرا أخوها ويدخل غرفته ويقول هنا كان ينام أحمد وهذه هي الكتب التي يقرأها وهي كتب دينية ومصحف شريف وكتب عن الأحاديث الشريفة ويكمل الأب في وصفه : أما هنا فكنا نقف في البلكونة وهنا أتت الطلقات وهنا وقع أحمد علي الأرض وعندما عدت إليه بعد الاستغاثة بالجيران وجدته هنا ملقي بجانب سريره مثل الخروف المذبوح ودخل الاب في حالة من البكاء مرددا حسبنا الله ونعم الوكيل أنت يا رب المنتقم الجبار يا رب انصرنا لقد علمت أن الشرطة قتلت ابني فأرني فيهم عجائب قدرتك وانتقم لي . وطالب الأب النائب العام بحمايته بسبب إصراره علي المطالبة بحق ابنه بعد حفظ الواقعة ضد مجهول ..وسألنا والد الشهيد هل ستشارك في يوم الغضب الشعبي في 6 إبريل وما هو رأيك في فكرة الغضب وكان رد الأب غير المتوقع قال : انا هقعد في بيتي لأني مش ناقص مشاكل انا عندي حالة رعب وهلع ويوم 6 إبريل هقعد في بيتي أنا وبنتي مش هفارق البيت ولا أنا ولا ابني الله يرحمه ولا بنتي عمرنا شاركنا في حاجة احنا ناس مسالمين وبعدين أنا هقعد في البيت أدعي ربنا ينصرني وأقرأ القرآن مش كفاية اللي شفته انا من أسرة فقدت أما وابنا وعما وخالا في عام واحد فكفاني ما أصابني وربنا المنتقم الجبار . وقال اللي عايز يغضب يغضب بس المهم ميخربش حاجة لا محلات ولا بيوت .. وعن أمنياته قال : أتمني مقابلة الرئيس مبارك وأطلب منه أن يحاكم قاتل ابني ويعيد للأسرة البهجة لأني متأكد أن مفيش حد هيجيب حق ابني غيره وكمان نفسي أقول للمسئولين إن ابني قتل والرئيس وكل المسئولين كان مليهم مشاعر الغضب لما قتل الطفل محمد الدرة علي يد الإسرائيليين في حضن والده في فلسطين ولكن عندما قتل ابني في حضن ابيه لم يتحرك أي مسئول والفرق بين الدرة وابني أن الدرة قتل برصاص إسرائيلي لكن ابني قتل برصاص مصري

Comments