المذيع جون سيتوارت يسخر من بوش أثناء القصف الإسرائيلي لغزة

هل تفهم شيئاً!هل لديك أي فكرة عن أي شيء ؟ مالذي نتحدث عنه؟
كتب - إيهاب التركي
في فقرة خاصة ببرنامجه
«The Daily Show»
انتقد مقدم البرنامج الأمريكي الشهير جون ستيوارت الموقف الأمريكي المتحيز بشدة لإسرائيل في عدوانها الوحشي علي غزة،
وفي الفقرة التي كان عنوانها «اضرب غزة» هاجم استخدام إسرائيل للقوة العسكرية مع الفلسطينيين، وقد كانت الفقرة اللاذعة والجريئة بالنسبة للخطاب الإعلامي الأمريكي المتحيز لإسرائيل مثار دهشة وإعجاب عدد من مشاهدي البرنامج، خصوصًا أن «ستيوارت» أمريكي من أصول يهودية، وقد قامت مؤسسة «صوت يهودي من أجل السلام» التي تنادي بسلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبتغيير الموقف السياسي الأمريكي المتحيز لإسرائيل بإطلاق موقع
اسمه «شكراً لك جون ستيوارت»
أو «www.thankyoujonstewart.com»
بهدف حملة توجيه الشكر له علي أنه تجرأ علي أن يقول علناً وفي برنامج تليفزيوني شهير ما لم يجرؤ علي قوله إلا قلة قليلة للغاية من الإعلاميين الأمريكيين، وعلي الصفحة الأولي بالموقع تعليق يقول: «إن ستيوارت قال ما يجب أن يسمعه الأمريكيون، حيث انتقد الحملة الإسرائيلية علي قطاع غزة، وأكد أن القصف لن يحقق السلام للإسرائيليين أو الفلسطينيين، وأشار إلي تحيز السياسيين الأمريكيين المطلق لجانب واحد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأضافوا نعلم أن هذا الموقف سيجلب علي ستيوارت الآلاف من الشكاوي، ونريد من خلال الموقع إرسال رسالة تقدير له». وعلي نفس الصفحة طلب من الزوار تسجيل شكرهم وأسمائهم وإيميلاتهم، وتقول الرسالة الموجهة لجون ستيوارت: «شاهدت فقرتك التليفزيونية بعنوان: «اضرب غزة» التي قلت فيها بالضبط ما يجب أن يقال في وقت يحتاج فيه الناس في كل مكان إلي سماع وجهة نظرك، خصوصًا في الوقت الذي يبدو فيه أن جميع السياسيين الأمريكيين لا يفهمون حقيقة الأمر، فلا يمكن أن يتحقق السلام بالقصف والاحتلال.. شكراً لك». ويضم الموقع بالإضافة إلي رسالة الشكر ملف فيديو للفقرة التي بدأت بإظهار ستيوارت لدهشته الشديدة من انفجار الأوضاع في غزة بهذه الصورة خلال فترة إجازة البرنامج، وقال ساخراً: «ماذا حدث بحق الجحيم.. كنا هنا في نهاية ديسمبر الماضي والأمور هادئة في الشرق الأوسط والرئيس بوش متفائل للغاية» ويعرض كليبًا للرئيس بوش صرح فيه قبل أيام من قصف غزة بأنه علي الرغم من أن الاسرائيليين والفلسطينيين لم يصلا بعد إلي اتفاق وتقدم مهم، فقد أرسيا معاً جداراً جديدًا من الثقة في المستقبل، وفي كليب آخر للقصف العنيف لغزة يصرخ ستيوارت موجهاً كلامه الي الرئيس بوش: هل تفهم شيئاً؟ هل لديك أي فكرة عن أي شيء؟ ما الذي تتحدث عنه؟.. لست مهندساً متخصصاً. ولكن بناء جدار من الثقة ممزوجاً بالمتفجرات لن يجعله بناءً آمناً علي الاطلاق، وإذا أسعفتني الذاكرة أعتقد أن التهدئة بين حماس وإسرائيل انتهت منذ أسابيع قليلة، وعادت حماس لإطلاق الصواريخ كما كانت تفعل عادة، لماذا تقوم إسرائيل بالتصرف بهذه القوة في الوقت الحالي؟وتأتي الإجابة عن سؤال ستيوارت من خلال كليب إخباري من قناة «إن. بي. سي» علي لسان أندريا ميتشيل يقول: «لقد فعلوا ذلك لأنهم يريدون الآن الانتهاء من إنهاء بعض الأمور قبل حضور الإدارة الأمريكية الجديدة، وهي -رغم إعلان أوباما عن دعمه لإسرائيل- إدارة غير معروفة لهم كما يعرفون إدارة بوش». ويعلق ستيوارت قائلاً: أعلم أن هناك دولاً لا تعرف كيف ستتغير علاقتها مع الإدارة الجديدة للولايات المتحدة، وربما يكون هذا هو الوقت المناسب لهم لاختبار هذا التغيير.. المملكة العربية السعودية يمكن أن تتوقف تماماً عن إنتاج النفط ليري العالم اذا كان ذلك الأمر لطيفاً، وبالمناسبة الاختيار بسيط للغاية.. زر أخضر للضخ وزر أحمر للإيقاف. وأضاف: «حماس واصلت بإصرار إطلاق الصورايخ، وإسرائيل مستمرة في سحق الروح المعنوية للفلسطينيين عبر تجزئة وحصار غزة.. الوضع معقد للغاية، ومن الواضح أن السياسيين الأمريكيين يدعمون بتصريحاتهم هذا التعقيد» ويعرض عددًا من الكليبات الإخبارية من بينها كليب للرئيس الأمريكي جورج بوش حيث يكرر الجميع جملاً متشابهة مفادها أن ما تقوم به إسرائيل هو مجرد دفاع مشروع عن النفس، وقد عبر ستيوارت عن دهشته من أن كل التصريحات تتبني جانبًا واحدًا فقط وهو جانب إسرائيل، وسخر بشدة من تكرار محاولات إثارة تعاطف الجمهور الأمريكي مع إسرائيل بتخيل موقف المواطن الأمريكي إذا أطلقت عليه الصواريخ من كوبا أو كندا مثلاً كما يحلو لبعض الساسة تشبيه ما يحدث من إطلاق حماس لصواريخها نحو إسرائيل، وعرض كليبًا يقول فيه رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج: «تخيل لو كنت تعيش في الشقة الخاصة بك، وعلي الباب من الخارج شخص غاضب يطرق الباب بعنف وهو يصرخ قائلاً: إنه سيحطم الباب ويقتلك، هل تنتظر استجابة أحد ضباط الشرطة، أم تحاول التعامل معه بما يتاح حولك من أدوات وأسلحة؟» ويرد ستيوارت علي هذا المنطق قائلاً: «أعتقد أن الرجل قد يكون معذوراً إذا كان مضطراً للعيش أمام بابي في ردهة ضيقة لا يستطيع التحرك إلا عبر كثير من نقاط التفتيش في كل مرة يود فيها دخول الحمام

Comments