بعد مرور عشر سنوات على الإفراج عنه: «محمود السواركة» أشهر معتقل مصرى فى سجون إسرائيل.. لا يجد ٣٠٠ جنيه لإجراء عملية فى عينه

وانا بتمخطر على الصحف المصرية لقيت الحوار دا مع محمود السواركة ولانى بموت فى الراجل دا من كتر اللى قريتة عنه فقولت لازم انزلة يمكن الحكومة المصرية اللى نفخا دماغ ميتين اهلنا ترحمنا من كذبها انه بتحب المصريين وترعاهم وكمان نشرته يمكن ضباط الشرطة يشفوه ويعرفوا مصيرهم ايه لو حد وقع فيهم
وبدل مهما بيضربونا فى المظاهرات يعرفوا انهم بيحموا حكومة جبانة بتبيع ولادها ومش لازم نستغرب دلوقتى انها بتبيع اهل غزة على العموم دا السواركة ولقاء معاه فى المصرى اليوم عن احواله بعد اكثر من 10 سنين على خروجة من معتقلات السجون الصهيونية والتى استمر بداخلها 22 عاما

بعد مرور عشر سنوات على الإفراج عنه: «محمود السواركة» أشهر معتقل مصرى فى سجون إسرائيل.. لا يجد ٣٠٠ جنيه لإجراء عملية فى عينه


مَن منا لم يسمع عن هذا الرجل؟

مَن منا لم يعرف أشهر المعتقلين المصريين والعرب فى السجون الإسرائيلية والذى أمضى فيها ٢٢ عاماً.
مَن منا لا يعرف العجوز المناضل «محمود السواركة»؟
كان من المستحيل أن أكون على أرض العريش ولا أذهب إلى منزله لزيارته..
ترى كيف يعيش وماذا يفعل الآن خاصة بعد أن تقدم به العمر؟! انتظرته فى «ديوانه» الخاص بمنزله بعد أن استقبلنا أخوه بحفاوة فإذا برجل أكلت السنون وجهه يدخل متكئاً على أحد الصغار ويجلس بجانبى بصعوبة شديدة..
آه منه هذا الزمن.. هذا الرجل الجالس أمامى هو محمود السواركة الذى التحق بقوات الحرس الوطنى عام ١٩٦٠ لضرب مخططات المكتب الخامس التابع للمخابرات الإسرائيلية، وجمع معلومات وصوراً عن جميع المناطق العسكرية ومفاعل ديمونة فى صحراء النقب؟
هذا هو السواركة الذى قام بنسف مخازن السلاح والذخيرة التى تركها الجنود المصريون ونصب الكمائن للقوات الإسرائيلية؟ أفقت من ذهولى فوجدته يرحب بنا ويسألنى عما أريد سماعه.. قلت له.. اللى تقدر تحكيه يا عم محمود.
قال.. الزمن مر وصحتى تراجعت ولكن ذاكرتى حديد.
■ إذن، حدثنى عن الألغام؟
ـ استخدمت طريقة خاصة لزرع الألغام كنت أقوم بربط اللغم بسلك دقيق وأمده بعيداً عن طريق مرور الصهاينة وكنت أختبئ فى حفرة وأمسك بالطرف الثانى من الخيط حتى تمر المركبات الإسرائيلية فأسحب اللغم ليصبح أسفل المركبة لحظة مرورها وبذلك لا أصيب سوى الصهاينة وأحافظ على العسكريين والمدنيين المصريين.
■ والأتوبيس يا عم محمود؟!
ـ أنا قمت بحوالى ١٣ عملية فدائية ودمرت المئات من السيارات الإسرائيلية وكانت العملية الأخيرة عندما فجرت أتوبيسا كان ينقل الجنود والضباط للإجازات ووضعت ٣ ألغام وفجرته وقتلت ٥٢ ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وأثناء هروبى فقدت «فردة حذائى» فاستعان الجيش الإسرائيلى بخبراء متخصصين فى اقتفاء الأثر حتى عثروا علىّ واعتقلونى ورحلونى لسجن غزة لمحاكمتى.
■ وأيام المعتقل؟
ـ ذقت أبشع ألوان التعذيب من ضرب وصعق بالكهرباء ورش بالماء المثلج ثم المغلى وإلقائى على ألواح من الخشب تبرز منها المسامير وإهانتى، وفى مرة أدخلوا على كلباً لينهش جسدى فقمت بعض لسانه فانقضوا على وضربونى بوحشية لا توصف وحاولوا اغتيالى ٤ مرات فى السجن لكنهم فشلوا.. مكتوب لى أن أموت فى مصر وكان يشرف على تعذيبى «إيهود باراك».
■ لحظة الإفراج؟!
ـ الإسرائيليون كانوا ينكرون وجودى إلى أن أفرج عن أحد المعتقلين اللبنانيين واسمه جمال محروم فى عام ١٩٩٤ وأكد للسلطات المصرية وجودى فى سجن عسقلان، وبدأت محاولات المسؤولين فى مصر للإفراج عنى وجاءت محاولة بمبادلتى بالجاسوس عزام عزام ولكنى رفضت وهددت بالانتحار قبل تسليمى.. إلى أن أفرجوا عنى عام ١٩٩٩.
■ ١٠ سنوات مرت عليك بعد لحظة الإفراج.. ماذا قدمت لك الحكومة المصرية؟!
ـ الله يسامحهم.. لم يعطونى أى شىء، ١٠ سنين والله يا بنتى ما معايا مليم، عايش والحمد لله مع أخويا وأولاد أخويا، ولا حتى بيصرفوا لى معاش، ليش بيعاملونى كده، أنا حتى مش لاقى رغيف الخبز.. وعاوز أعمل عملية يسحبوا لى المياه عن عيونى والدكتور عاوز ٣٠٠ جنيه.
هو أنا معايا آكل علشان أعمل عملية، حاولت أقدم للشؤون الاجتماعية ما حد رد علىَّ، لكن نقول إيه واحنا فى آخر العمر.. ربنا يسامحهم وأنا ما ندمان على اللى قدمته لمصر ولا على عمرى اللى ضاع واتنسى.. لأنى مصرى وباحب بلدى ولما كنت باعمل العملية الفدائية كنت شايل كفنى على إيدى وباقول يا رب أموت شهيد.. دلوقت أنا مش عاوز حاجة غير إنى أموت مستور.
غادرت المنزل بعد أن أصابنى الاختناق وهاجمتنى الدموع والسؤال لا أعرف لمن أتوجه به.. ولكنى سأوجهه: هل هذا عدل؟ ما يحدث مع المناضل محمود السواركة لا إنسانى بل وحشى ولا يفرق أبداً عن تعذيبه فى السجون الإسرائيلية.. الرجل قضى عمره فى السجن من أجل عيون مصر وشرف وكرامة أبنائها.. هل هذه هى المكافأة التى نقدمها له.. الإهمال والتجاهل الذى وصل إلى حد الجحود..؟!
لن أتسول للمناضل محمود السواركة.. ولكن واجبى أن أطالب بحق هذا الرجل.. حقه فى العلاج يا ناس يا مسؤولين.. حقه حتى فى أن يموت معززاً مكرماً وهو فى نهاية العمر!!
ولا احنا بس شاطرين نقول إن أهل سيناء خونة.. طيب والسواركة وغيره وغيره من الذين لا نسمع عنهم.. برضه خونة؟!
نداء واستغاثة وطلب حق.. فهل من أذن تسمع ولسان يجيب وضمير يفيق
لقاء خاص مع السواركة على قناة الجزيرة

Comments

ياه على المسخرة
حسبنا الله و نعم الوكيل
طيب ممكن نساعده بإيه ؟