ندى القصاص تكتب لكم تفاصيل زيارتها الى رفح


غزة كشفت غياب وسقوط "الدولة" المصرية
بقلم: ندى القصاص
• أدعوكم جميعا الى الحضور لمعايشة ملحمة تاريخية لا يمكن نقلها او وصفها..
• على حدود رفح:
خط فاصل بين ذل الاستباحة وشرف المقاومة
• على الجانب المصرى البيوت ترفع الاعلام البيضاء!
• رفح المصرية تحولت الى ثكنة عسكرية!!
• ام هديل ودعت أكثر من 11 شهيدا من عائلتها..وصلت مع ابنتها المصابة من مدينة غزة...يوم الاثنين الدامى:
o فلسطين مهرها غالي ونحنا حاضرين

أصحبكم معى الى رفح:

- الطريق:


فى الطريق الى العريش مررنا على منطقة التل الكبير، حيث هزمت الثورة العرابية بفعل الخيانة...ودار فى ذهنى تساؤلا: كم ثورة وفرص تحرر مرت على الوطن العربي..واجهضتها الخيانة!

اولى الملاحظات هى كم عربات النقل المحملة بالمعونات لغزة، من داخل مصر وخارجها، الثانية هى كم عربات الامن المركزى (ثلاثة ارتال كل منها 10 سيارات!!) التى صادف عودتها من العريش وقت ذهابى..فقد ذهبت الى العريش يوم السبت الموافق 10 يناير 2009، وكان قد سبق ذلك اليوم –كما عرفت من اصدقائى فى اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة بالعريش- مظاهرة حاشدة تطالب بفتح معبر رفح، وقطع الغاز المصرى عن العدو، وكان جموع المتظاهرين قد شرعوا فى التوجه بالفعل الى مقر شركة الغاز المصرية فى العريش، والتى تقوم بامداد العدو بالغاز المصرى، وقتها بدأ الامن يتعامل بمنتهى القسوة، حسب رواية الزملاء، واعتقل منهم خمسين، 3 فقط مسيسين وهم: أشرف الحفنى أمين عام التجمع بالعريش ومنسق اللجنة الشعبية وحركة كفاية هناك، وصلاح البلك عضو حزب حركة الكرامة، واظن الثالث أشرف قويدر عضو التجمع، والباقين من أهالى العريش.

فى اليوم التالى –يوم السبت- حول الامن 13 منهم الى النيابة، وفور وصولى للعريش ذهبت الى الزملاء، ووجدت الجميع مجتمع هناك، الا ان المنطقة قد تحولت الى ثكنة عسكرية، ورغم ان النيابة اصدرت قرارها فى ذات الليلة، الا ان الامن نفذ قرار الافراج ليلة الاثنين!!


http://tinypic.com/view.php?pic=2nipv6e&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=rmicsl&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=1ow3dh&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=e5kbbn&s=5

ملاحظة لابد من ذكرها: برغم صعوبة وصول القوافل الشعبية والتجمعات الى العريش ورفح، الا ان الذهاب بشكل فردى او فى مجموعات صغيرة، سهل للغاية، حتى الدخول الى داخل معبر رفح!
رفح:

فى اليوم التالى مباشرة –الاحد 11 يناير الجارى- ذهبت الى رفح، مررت اولا على صديق يسكن فى الشيخ زويد، ثم انطلقنا معا الى الحدود:

الطريق الى رفح-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=pIJffnrfWyk&feature=channel_page


وأدعوكم جميعا للحضور الى رفح لتعايشوا بانفسكم ملحمة تاريخية، لا يمكن وصفها ولا نقلها مهما تعددت الوسائط، هنا التاريخ يسجل أسطورة، حيث الحدود والخط الفاصل والسلك الشائك، لم يمزقوا ويقسموا فقط الارض والعائلات، بل يفصل بين نهجين، واقعين، خيارين:
جانب تحولت فيه المنطقة السكنية الى ثكنة عسكرية، تنتشر العربات البوليسية والعسكرية فى كل شارع وحارة ومنعطف، والجنود فوق أسطح منازل...ترفع الرايات البيضاء!!

الارض والجو والبحر كلها مستباحة تماما للعدو، تستطيع ان ترى طائرات استطلاع الصهيونية –بدون طيار يطلقون عليها هنا الزنانة- ومنطاد الاستطلاع، وطائرات الاف 16 والاباتشى تقصف غزة من داخل الحدود المصرية! نتطلع الى السماء فنراها فوق رؤسنا..برغم الحضور الأمنى مكثف!

طائرة العدو فوق رؤسنا-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=66TF1Cy44v0


لم ينج مبناَ واحدا داخل رفح المصرية من اضرار القصف، بيوت وجوامع تهدمت، نوافذ زجاجية تحطمت، وبعضها انتزع من مكانه تماما، أبواب ونوافذ عصف بها القصف وتطايرت. حتى ان أغلب سكان المنطقة الملاصقة للحدود قد هجروا منازلهم، او على الاقل لا يبيتون فيها


http://tinypic.com/view.php?pic=ifpq1j&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=2qt9t09&s=5
شظايا فى الشوارع وداخل البيوت، صواريخ تهبط كاملة غير منفجرة داخل ساحات المنازل والحقول، يلملمها الاهل ويسلمونها للعسكر، لفحصها وتأمينهم منها، الا ان بعضها اصاب النساء والاطفال داخل بيوتهم. بل والعسكر أنفسهم...دون اى رد من اى نوع!


رغم العسكر المنتشرين حتى فوق اسطح المبانى!!


http://tinypic.com/view.php?pic=2mqkzcy&s=5


ولا حتى كلمة احتجاج من جهة رسمية مصرية، ولا قدمت شكوى لاى جهة! لم نسمع ولو كلمة اعتذار واحدة من الجانب المعتدى...هنا معنى استباحة وطن –أرضا وسماءا وبحرا وبشرا عسكريين ومدنيين- متجسدة فعليا وواقعيا على أرض الواقع فى رفح المصرية، بفعل صناع القرار السياسى، حيث "الدولة" بكل مؤسساتها، بأبجديات دورها فى حماية الحدود -كشف العدوان على غزة وأكد- غيابها وسقوطها...فقط أسطورة غزة هى الحاضرة..حية بكل عنفوان.

هنا تعيش ذل الاستسلام ومعنى الاستباحة، تدرك انك تعيش ظهرك مكشوف، ما من حائط ولا سقف يسترك، ما من جيش او جهة تدافع عنك او تحتمى بها...فقد أزال "السلام" اسنانك واظافرك تماما، صرنا "دولة" مستأنسة. هنا تعايش طعم الذل عجزا وتموت خزيا..كونك مصريا!! وتتمنى لو مت قبل ان تشهد هذا اليوم.

قتلنا السلام...وليتنا اكتفينا بذلك..بل صرنا دعاة للموت ذلا..لم اتصور يوما ان يبات ذلك هو حجم ودور مصر.


بينما على الجانب الاخر، نرى القصف وعنفه وشراسته، ونتعجب كيف حال الناس هناك، كيف تتلقى غزة ذاك الشريط الصغير المكتظ بالسكان، كيف يحتمل هذا الجحيم..


http://www.youtube.com/watch?v=3ns_66QYd_U&feature=channel_page
http://www.youtube.com/watch?v=_DABhVpnekU
http://www.youtube.com/watch?v=1PYzMwtZIck
http://tinypic.com/view.php?pic=e8shkx&s=5
ويأتيك الرد مع الجرحى وأهاليهم المرافقين لهم، وجوه مبتسمة متفائلة فخورة مفعمة بالحياة والعافية...آملين فى النصر او الشهادة، تلمس معهم معنى الايمان بالله حقا...وتتذوق طعم شرف المقاومة، وفخر الكرامة، وقيمة الحياة حرا أبيا، رافضا للعيش عبدا ذليلا مستسلما، رافعا الراية البيضاء رغم ما تتلقاه من ضربات...تدرك لماذا يزفون الشهيد الى السماء بالزغاريد

هنا معانى كثيرة متجسدة، لا يمكن لكاميرا او لكلمات او لصور ان تنقلها. لذا ادعوكم للحضور لتتعافوا من أوهام "السلام" وعجزه، لتستردوا وعيكم من غيبوبة الاعلام الرسمى ودعايات "الحكمة" عهر مبادرات بيع الاوطان وعار دعوات رفع الرايات البيضاء.

هنا يمكنك اختبار خيارين على أرض الواقع ومعايشتهما.


تجولت فى المدينة وتحدثت الى الناس هناك، ومنهم عم حسن محمد عواد –شيخ عجوز- ودعونى الى بيوتهم لتسجيل صور الاضرار التى اصابتها، واصابتهم هم وجوامعهم، وحدثونى عن أحوالهم وكيف تهز الانفجارات بيوتهم وتزعزع سقوفها وتتصدع الحوائط، وكيف يفزع صغارهم ليلا، وتتطاير النوافذ والابواب عليهم من شدة الانفجار المتاخم لهم، وتتساقط شظايا الصواريخ والقنابل –بعضها ضخم جدا- على أسطحهم وساحات المنازل حيث يلعب الاطفال، وفى حقولهم، ويخشون ان تكون مشعة او تنفجر فيهم، فيجمعونها ويسلمونها للأمن، يحذرون ابنائهم من العبث باى جسم غريب يجدونه، ويمنعون ابنائهم من الخروج بعد المغرب. بل بعضهم عثر على صواريخ كاملة سقطت فى حدائقهم دون ان تنفجر ونقلوها للامن. وحتى ان كثيرين ممن يسكنوا قرب الحدود هجروا بيوتهم الى منازل اقارب ومعارف أبعد وأكثر أمنا..هم يعيشون أجواء حرب كاملة بكل مخاطرها.

فرصة الهدوء لتمشية الصباح لعجوز رفح-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=M7gEjdQJjaE


http://tinypic.com/view.php?pic=205pjls&s=5


http://tinypic.com/view.php?pic=2weaquu&s=5



http://tinypic.com/view.php?pic=7k0z&s=5


شظايا قنابل وصواريخ


http://tinypic.com/view.php?pic=1zock03&s=5


حكاوى أطفال وأهل رفح المصرية عن القصف-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=hT4XDBrdgMU
http://tinypic.com/view.php?pic=rw6mpi&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=35382s5&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=16hmdkx&s=5


وإلتف حولى الصغار يحكون لى عن اصدقائهم: فى ليلة السبت، اصيب ابن الشيخ رياض (مؤذن مسجد) عمره 11 سنة، وشيماء إبنة الشيخ عطية 6 سنوات، الاثنين أصيبا بشظايا وهما داخل بيوتهم، وأصيب محمود جلال –عمره عامين- فى رأسه. وحكى لى حامد –طفل عمره 8 سنوات- كيف تهدم بيت لدى السواركة وجامع هناك. ثم ليلة الاحد 11 يناير سمعنا عن اصابة ثلاثة عسكريين عند بوابة صلاح الدين
http://tinypic.com/view.php?pic=14wg03l&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=2hnar1g&s=5
http://www.youtube.com/watch?v=BXA84_VUI5E
http://www.youtube.com/watch?v=UG0nJRMAVTE
http://www.youtube.com/watch?v=YEz4VgtQ-lQ
http://tinypic.com/view.php?pic=332szrt&s=5
ثم حكوا لى فى براءة كيف يتظاهرون عند الحدود لفتح المعبر ووقف ضرب غزة...وكيف مزقوا منشورات قذفتها طائرات العدو على الجانبين تأمرهم باخلاء منازلهم، واعطونى نسخة سأعطيها لك
http://tinypic.com/view.php?pic=qq3fi1&s=5
http://www.youtube.com/watch?v=mZUG-CI8TgE&feature=channel_page


زرت احلام قشطة ام محمود جلال ،وحكت لى كيف قسم السلك الشائك عائلتها عام 1982، فجزء منها مصرى والجزء الاخر فلسطيني، وهو حال أغلبية أهل رفح، وكيف دخلت الى غزة حين سقط الجدار وعادت –تهريبا- مع ابنائها السبع من البحر! مغامرة انتهت باحتجازهم فى قسم الشرطة اربعة ايام!!



http://tinypic.com/view.php?pic=ae8b47&s=5


http://tinypic.com/view.php?pic=25p1dky&s=5


حفر مكان المبانى والبيوت-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=fFgBP9ZQZlM&feature=channel_page



احلام وبيتها-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=dzO5FGrb3Gw&feature=channel_page


صحبتنى فى جولة داخل بيتها لمشاهدة حجم الضرر، ثم الى سطحه لتريني بيت اهلها فى رفح المصرية، وبيوت أخرى تهدمت وحل محلها حفر عميقة...وباغتتنى بسؤال: وين إنروح؟!...


حين خرجت من بيت أحلام، كان مازال الاطفال يلتفون حولنا، وقصصهم لا تنتهى، قابلتنا هذه السيدة وظنت اننا قناة فضائية، فجأتنا من بعيد وهى تصرخ: وين انتم؟ تعو شوفوا حالنا...وين نروح...ما ضلش لنا مكان انروحه..اتشردنا من بلادنا وبيوتنا...نروح وين من اليهود


سيدة مصرية فلسطينية-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=gTGij9Tqxws


وبينما نفترش الارض نسمع مآسى الناس، دلفت فتاة الى البيت المقابل وخرجت معها جدتها، فقد انتهزت هذه العجوز فرصة الهدوء النسبى وخرجت فى شمس الظهيرة تتمشى مع حفيدتها:


فرصة الهدوء لتمشية الصباح لعجوز رفح-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=M7gEjdQJjaE


- المعبر:




فوجئت من سهولة الوصول الى داخل المعبر بشكل فردى، فما عليك الا التقدم للحرس بالبطاقة الشخصية وما يثبت وظيفتك او مهمتك داخل المعبر، ويسمح لك بالدخول.


بالطبع لم يكن الامر بهذه البساطة سابقا، لكن الان يريدون شهودا على ان الجانب المصرى يقدم كل ما يستطيعه الى غزة، لديهم هاجس تحسين صورة وسمعة مصر. والحق هناك الجميع شديد اللطف فى تعامله، بما فيهم أمن الدولة..تصور؟! وكثيرين يقومون بدور بطولى فعلا، منهم فريق الاسعاف مثلا...والجميع متعاطف مع غزة لاقصى حد، قلة منهم يلقى باللوم والمسئولية على حماس، المشكلة ليس فى المواطنين والافراد المصريين، انما فى القرار السياسى ومن يصنعه.


داخل بوابة معبر رفح-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=y0_DVEo8pow


داخل المعبر-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=y0_DVEo8pow


داخل المعبر2


http://www.youtube.com/watch?v=xcUKSZzer4E

حتى المعبر لم يسلم من أذى القصف


http://tinypic.com/view.php?pic=25u7l8k&s=5

http://tinypic.com/view.php?pic=a42yz7&s=5


بالنسبة للاطباء، تحدثت مع دكتور أحمد عبد الوهاب رئيس الفريق الطبى هناك، وأكد لى ان عدد الاطباء الذين مروا الى غزة من معبر رفح هو 43 طبيبا من اتحاد الاطباء العرب، اغلبهم مصريون، ويوم الاحد دخل خمسة، 4 اجانب وطبيبا اردنيا. بينما عرفت –من مصادر أخرى- ان الفوج الثانى من اطباء الاتحاد المكون من 35 طبيبا، منع من دخول العريش!!


أكد لى د.أحمد ان الحالات الاصابات غير عادية، بل لم يرى مثيل لها فى حياته برغم من خبرته الطويلة فى هذا المجال، بتر بدون نزف، اصابات شظايا من الرأس للقدمين، حروق غريبة الشكل تتقيح فى ساعات ولها روائح قوية وكريهة!


د.احمد-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=XOQ_DTZ9NsQ


باقى الحوار مع د.أحمد –ملف صوتى


http://rapidshare.com/files/184945954/dr_ahmed.WAV


اما الجرحى فجل ما وصل الى مصر 261 جريحا من ما يزيد عن الاربعة آلاف جريح! وذلك بسبب ان الاسعاف الفلسطيني لم يكن قادرا على نقل الجرحى، بسبب استهدافه، فجرى تنسيق امنى حيث تولى الاسعاف المصرى نقل
الجرحى من داخل غزة، وتم الاتفاق على تأمين ممر آمن له، كان تطبيقه لاول مرة يوم الاثنين 12 يناير، وتصادف تواجدى هناك يومها، فتابعت رحلة 25 سيارة اسعاف مصرية يصحبها 50 مسعفا بقيادة دكتور امام. بالطبع كان هناك حالة ترقب وقلق بالغين على الفريق المصرى خشية تعرضه للقصف الصهيوني، ويتعطل مرة أخرى نقل الجرحى
http://tinypic.com/view.php?pic=n2oqaq&s=5


بينما كنت هناك وصل اثنين من الجرحى الذين كانوا يتلقون علاجا فى مصر، عائدين الى غزة..شهداء. كان احدهما لفتاة صغيرة، حين قدمت تعازي لوالدتها قائلة لها: ربنا يرحمها..ردت فى ثبات: ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا...أردت مواستها فكانت خير عونا لى، تقدمت اليها وانا فى منتهى التأثر لمصابها والخجل من عجزى والموقف الرسمى، فاستقبلتنى "حنان" متفهمة رابطة وقوية مرفوعة الرأس، مما شجعنى على طلب خدمة منها، وهى نقل رسالة لصديق ينتظرنى على الجانب الفلسطيني، وافقت بترحاب وودعتها بكل امتنان لكل ما منحته لى فى لقاءنا القصير جدا..وتبادلنا الدعوات لله بالنصر والسلامة.


اثنين من الشهداء عائدين الى غزة-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=GuTsPbOaR6c


حنان ام شهيدة عائدة الى غزة-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=GuTsPbOaR6c


بعدها قضينا ليلة قاسية جدا، فترات صمت وهدوء يقطعه صوت طائرات الاستطلاع تزن فوق رؤسنا، ونداءات متبادلة من الجانب الاخر تتردد فى الفضاء الواسع والظلام الدامس، لا يمكن ان ترى من يطلقها او تتبين كنهها، ثم أزيز صاروخ قريب جدا وانفجار عنيف، يهز الارض تحت اقدامنا، يتلوه غبار ورائحة بارود وموت...يليه احيانا اصوات سيارات الاسعاف.

صوت انفجار-ملف صوتى-ستجدون صوت الانفجار فى الوسط تقريبا


http://rapidshare.com/files/184939594/bom.WAV


وبرد قارس شديد القسوة يدفعك للتفكير فى الجانب الاخر، كيف يقضون الليل وقد اضطروا لهجر بيوتهم، وبدون كهرباء اى فى ظلام دام وبلا تدفئة..وتحت حصار لثلاث سنوات، وفوق ذلك كله قصف مسعور جوا وبحرا وبرا.


مرت فترة طويلة قرب وصول الجرحى بدون قصف جوى، تخللها قصف شديد من جهة البحر، ثم قبيل وصول قافلة المسعفين وبينما الجميع يستعد لاستقبالها (اطباء وقوات امن وسيارات اسعاف احتياطى وقنوات فضائية وصحفيين)، فجأة تلقى الامن انذار (اسرائيلي) بضربة قريبة من المعبر، وبدأ الامن يلقى تعليماته للمتواجدين بالابتعاد عن سور المعبر وبوابته واتخاذ ساتر والابتعاد عن النوافذ الزجاجية، وابعاد السيارات كلها...ثم فترة ترقب وقلق طويلة وقاسية...تلاها عدة انفجارات قوية، أحدها سمعنا صوت ازيز الصاروخ قريب جدا حتى تتصور انه سيقع فوق رأسك مباشرة، ثم انفجار ووميض. بعدها بلحظات وصلت قافلة الجرحى..وسط تهلل وفرحة كل من فى المعبر
http://tinypic.com/view.php?pic=11cdvm0&s=5
http://tinypic.com/view.php?pic=15cn403&s=5

عم نعمان رئيس فريق المسعفين-يرفض الايجازات


http://tinypic.com/view.php?pic=optzy8&s=5


سور ورا سور-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=kNAykGc8xSw


100 سيارة اسعاف فى معبر رفح-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=RxNRaZv3yyM


اسعاف فاضى عائد الى العريش!-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=XVcqh8GsEzs


الاستعداد لاستقبال الجرحى-فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=SGteXxi_WHc


ناحية البحر-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=c7rXnezTuDg


انذار بضربة قريبة من المعبر-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=x-Rs_iKeEBU


هرج ومرج بعد تلقى الانذار


http://tinypic.com/view.php?pic=2hdbev5&s=5


واخيرا..وصول الجرحى-فيديو


http://www.youtube.com/watch?v=iJY3XcoSvsU


وبمجرد دخولها تتابعت الانفجارات بشكل هستيرى، لدرجة ان احد المسعفين تصور ان اضواء سيارات الاسعاف سبب جذب انتباهم وتوجيه ضربات قريبة، فظل يركض صارخا "اطفوا الدورية...كله يطفى الدورية"...ورغم سذاجة الفكرة لدرجة مضحكة الا ان الجميع استجاب
وصل 38 جريح، 8 حالات فى غيبوبة و30 حالة صعبة كما وصفها عم نعمان –كبير المسعفين وقائد فريقهم- أغلبهم اطفال ونساء، تنوعت الاصابات –كما نقلها لى عم أحمد الاباصيرى احد اقدم المسعفين هناك- بين حرق وبتر وكسر نتيجة القصف بالصواريخ. جاءوا من داخل مدينة غزة، فى ليلة من أصعب الليالى وتحت هجوم كان الاشرس وكأن العدو قد اصابته هستيريا

كان من بينهم لؤى ذلك الطفل الصغير الشجاع الذى ظهر على قناة الجزيرة، وقد فقد عينيه اثر تعرضة انفجار صاروخ
بعيد انفجار وبعد وصول الجرحى

http://www.youtube.com/watch?v=NaKei6-cIS4


المصاب جلل


http://www.youtube.com/watch?v=Oy0RnvdotC8


ايهاب


http://www.youtube.com/watch?v=M8uigytqO-4



حسن


http://www.youtube.com/watch?v=b_ICoDfknWg
حسن


http://www.youtube.com/watch?v=b_ICoDfknWg

لؤى


http://www.youtube.com/watch?v=UezC79fgucg

محمود

http://www.youtube.com/watch?v=FcQeqzj1dE8



الجرحى كانوا فى حالة اعياء شديد، اما أهلهم فكانوا متهللين بشكل مذهل، معنوياتهم فى السما.

لكن أكثرهم مفاجأة لى كانت ام "هديل"

أم عروس غزة:


ام هديل عروس غزة


http://www.youtube.com/watch?v=Lld2bBCSgdw


باقى حديث ام هديل-ملف صوتى


http://rapidshare.com/files/185157906/hadeel_mother.WAV.html


ام هديل جزء من الاسطورة المجسدة فى هذا الشعب، ألقيت عليها التحية فوجدتها متهللة بشكل عجيب، وسألتها من معك فأجبتنى دون ان تفارقها ابتسامة مذهلة: هذه ابنتى مصابة عندها 19 سنة، مصابة بكسر فى الساق وشظايا فى اقدامها وساقيها، عروسة جديدة تزوجت من 4 شهور فقط، من ابن عمها، زوجها استشهد وعمها وسلفها...وحاولت متابعة العدد معها فلم انجح بعد العدد 11...الشعب الفلسطيني مدبح، لكن معنوياتنا فى السما، والمقاومة الله يقويهم رافعين روسنا الله يحميهم ويخليهم إلنا


قلت لها البعض يرى ان المقاومة جرت ويلات على شعب غزة، ويريدها ان تتوقف، صرخت فى منزعجة -دون ان تفارقها ذات الابتسامة- لا بدنا مقاومة لاخر رجل عندنا...وان انتهوا بيقاوم النسوان والاطفال عندنا، فلسطين مهرها غالى ودمها غالى...ونحنا حاضرين ولو فنينا كليتنا بنفدى العالم بدمنا...تراب فلسطين بيستاهل اكتر من هيك...والحمد لله معنوياتنا عالية.

هذه المرأة جاءت من جحيم اسوء ليلة مرت على مدينة غزة، دفنت للتو اكثر من 11 من عائلتها، تصحب ابنة مصابة، صلابة وصمود وايمان يفوق اى تصور.

التفت الى ابنتها اعزيها فى زوجها وقد غرقت فى الذهول، فصرخت فى امها: نحنا لا نحزن على شهدانا، نحنا بنقول مبروكة الشهادة، بنزف شهدانا بالزغاريد..وكأنها تدفع عن ابنتها وحش افترسنا..الخوف واليأس والاحباط والعجز...فهتفت: كيف يمكن هزيمة شعب مثلكم؟!
وتمنيت لو كحلت عينى بتراب غزة وتناولت مصل روح المقاومة والعزة.

قبل ان أعود الى القاهرة، عرفت من مصادر ترفض ذكر اسمها لكنها مؤكدة، ان أجهزة أمريكية لكشف الانفاق قد وصلت منذ أيام الى العريش، ومعها طاقم أمنى أمريكي عالى التخصص فى ضيافة جهة أمنية مصرية عليا..

ثم بعد يومين سمعت عن توقيع اتفاقية بين أمريكا و(اسرائيل) بشأن تهريب السلاح الى غزة، وفى اليوم التالى سمعت تصريحات وزير خارجيتنا –اسكته الله- ان لا شأن لمصر بهذه الاتفاقية، وأكد تلك التصريحات رئيس الجمهورية –عفانا الله منه- يؤكد نفس الكلام...!!

من قال ان مصر مطلوب منها توقيع على اتفاقية جديدة بهذا الشأن؟ من قال ان مصر يتم الاتفاق معها او إلزامها باتفاقات جديدة؟! مصر وقعت على بياااااااض...وتنفذ دون حاجة لاتفاقات ولا التزامات.

• مؤتمر الدوحة انتصار للمقاومة واعلان انقسام عربي حول "المبادرة العربية" او قل "السلام كخيار استرايجي عربي وحيد".

• قمة شرم الشيخ حشد لقوى "الخيار"!!

• لم تصل مصر يوما لهذه المنزلة المهينة والمذلة...المقاومة تحشد دولا عربية واسلامية فى الدوحة..فتحشد مصر فى المقابل دولا أجنبية لاجهاض المقاومة!

Comments