جريدة التايمز البريطانية: إسرائيل استهدفت المزارع في عدوانها


أشارت صحيفة التايمز البريطانية في مقال على موقعها الإلكتروني اليوم إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هدف إلى أبعد من مجرد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنعها من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث استهدف تدمير المزارع في خطوة لتدمير اقتصاد القطاع.
ونقلت الصحيفة عن سمير الصوافيري -وهو صاحب مزرعة دواجن- قوله إنه غادر منزله في حي الزيتون في التاسع من يناير/كانون الثاني، وبعد ثلاثة أيام جاءت الدبابات والجرافات الإسرائيلية وأمعنت تدميراً في الحقول.
ويضيف الصوافيري أنه كان يملك نحو 65 ألف طائر في مزرعته لم يتبق منها سوى بضع عشرات تكابد باحثة عن طعامها بين آلاف الطيور النافقة جراء العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أنها كل ما تبقى له ولا يعرف أين يضعها.
ويقول الصوافيري إن الإسرائيليين "يريدون تدمير الاقتصاد، هذا هو الجواب الوحيد. لا يوجد تبرير لما قاموا به".
تدمير الزراعة
وتؤكد جماعات إغاثة دولية أنه بينما يؤدي استمرار تحكم إسرائيل بدخول المواد الغذائية وعمال الإغاثة إلى قطاع غزة إلى إعاقة جهود الإغاثة، فإن تدمير الزراعة في القطاع يعني بأنه من المرجح أن يفشل الحصاد وأن يزيد اعتماد سكان القطاع على المساعدات.
وتقول الصحيفة إنه في إطار جهود إسرائيل "لخنق" حماس فقد منعت إدخال الأموال إلى غزة، مما يعني أن الناس لن يجدوا نقوداً لشراء حاجياتهم الأساسية.
وتضيف أن هناك قيود صارمة على واردات الحديد والخرسانة لمنع المقاومة من إعادة بناء المستودعات وترسانتها من الصواريخ، إلا أن هذا يعني أيضاً –بحسب الصحيفة- أن نحو مائة ألف شخص، تقول الأمم المتحدة إنهم شردوا، سيصبحون مرة أخرى لاجئين كأجدادهم الذين نزحوا من غزة بعد نكبة عام 48.
وتنقل الصحيفة عن جماعات الإغاثة قولها إن نحو مائة شاحنة فقط يسمح لها بالدخول إلى القطاع يومياً، بينما كان يدخل خمسة أضعاف هذا العدد على الأقل قبل بدء الحرب على غزة.
بالإضافة إلى ذلك توجد سرقة. حيث تنقل الصحيفة عن أحد عمال الأمم المتحدة قوله "هناك قدر كبير مفقود" من حمولة الشاحنات يبلغ أحياناً ما بين "15% إلى 20% من إجمالي البضائع". متسائلا عمن يأخذها "أهم الفلسطينيون أم مصر، أم إسرائيل؟".
من جهة ثانية يقول مدير الشؤون الصحية والبيئية في الحكومة المقالة فؤاد الجماسي إن إعادة بناء المزارع يكلف عشرات الملايين من الدولارات.
ويؤكد أن إسرائيل لن تسمح بإدخال الحيوانات الحية إلى القطاع لكنه يأمل أن توافق على إدخال البيض المخصب الذي يمكن أن يؤخذ إلى مفارخ الدجاج.
ويوضح الجماسي بأن الغزيين سيعيدون بناء المزارع لكنهم لا يملكون على المدى الطويل تصوراً حول تأثير المواد الكيمائية التي أمطرتهم بها إسرائيل أيام الحرب وملأت الهواء والتربة. ويقول "نحتاج إلى خبراء ليخبرونا ما نفعل، لا يوجد خبراء هنا".
مأخوذ عن موقع الجزيرة نت

Comments