سؤال برلماني يتهم الحكومة بالوقوف وراء حريق غزل المحلة
حمدى حسين تصوير - كريم البحيرى
كتب - كريم البحيرى:
تقدَّم المهندس سعد الحسيني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بسؤالٍ عاجلٍ إلى د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يطالبه بتفسيرٍ واضحٍ لمسلسل الحرائق المتتالية في مصر؛ حيث تطرَّق السؤال إلى الحريق الذي حدث في شركة غزل المحلة بعد أيامٍ من حريق المسرح القومي وأسابيع من حريق مجلس الشورى.
وتساءل الحسيني: هل صحيح أن خسائر الحريق تتعدى خمسة ملايين جنيه كما نُسِبَ إلى محافظ الغربية أم أنها لا تتعدى 50 ألف جنيه كما زعمت مصادر حكومية؟ ألا يعتبر هذا المبلغ ضئيلاً أمام حجم الخسائر المعلنة (على الأقل ثماني ماكينات)؟.
وشكك الحسيني في توقيت تلك الحرائق التي تشب غالبًا قُرب إعلان الميزانية، لافتًا الانتباه إلى أن سيناريو الحريق في حال تعمده قد يهدف لإقناع الجميع بأهمية خصخصة الشركة.
كما تساءل الحسيني عن وسائل الأمن الصناعي ووحدات وأجهزة إطفاء الحريق، ولماذا لم تتم السيطرة على الحريق بشكلٍ فوري؟ مشيرًا إلى أن هذا الحريق جزءٌ من مسلسل إحراق مصر.
وعلى الجانب الآخر بدأت أمس لجنة تحقيقات من الأمن الصناعي ووزارة القوى العاملة والنيابة في البحث عن أسباب الحريق الذي نشب مع محاولة حصر التلفيات والتي قدَّرها المفوض العام بـ50 ألف جنيه وهو ما كذَّبه الحصر المبدئي الذي أفاد بوجود أكثر من 8 ماكينات تمَّ تخريبها نتيجة الحريق بخلاف الأقطان والتكييفات، بالإضافةِ إلى ماكينة سولزر خاصة بالفوط، وأن ثمن الماكينات يتخطى النصف مليون جنيه.
يُذكر أن الشائعات ما زالت مستمرةً حول أن هناك فاعلاً وراء الحريق، وأنه لم يحدث بالشكل الذي وصفه المفوض العام فؤاد عبد العليم حسان عن أن سببه ماس كهربائي، وهذا هو المتعارف عليه في كلِّ عام، فيما ذكر أحد التقارير حول حريق غزل المحلة بأنه ربما وجود الفئران بكثرة داخل لوحات الكهرباء هو السبب في انتشار الحريق.
وعلم (محرر مدونة عمال مصر) أن هناك اتهامًا لقسم محطة الكهرباء بأنه السبب في الحريق بسبب ترك مسئولية مولدات الكهرباء في حالة تشغيل مما تسبب في الحمل الزائد على الماكينات، ولم يكن هذا الاتهام الوحيد الموجه فقد بدأ سيل من الاتهامات بين عمال النسيج وعمال محطة الكهرباء من جهة وبين عمال غزل المحلة للمفوض العام من جهة أخرى، كلٌّ يُلقي الاتهام على الآخر أنه السبب في الحريق، وحتى الآن لم يُذكر السبب الحقيقي وراء هذا الحريق.
يقول حمدي حسين مدير مركز (آفاق اشتراكية) بالمحلة الكبرى وأحد القيادات العمالية بغزل المحلة "سابقًا": إن العمال فوجئوا يوم السبت بالحريق الذي شبَّ في ثلاثة مصانع لنسيج الهواء، وتضاربت المعلومات والأقاويل على المدونات والصحف، كلٌّ يصبغه كما يراه وفي مخيلتهم حرائق مصر السابقة، ولكن اتفق الجميع على أن الماس الكهربائي دون الخوض في كيفية إحداث هذا الماس هل هو بشكلٍ عشوائي أم كثرة أحمال للكهرباء؟ أم إهمال في التشغيل؟ أم متعمد بفعل فاعل؟ أم جهل بالأمن الصناعي؟ أم عدم توافر للإمكانات التي تُساعد على وقوع حوادث أو إصابات؟ أو عدم قيام اللجنة النقابية بمسئوليتها تجاه تدريب العمال على الأمان وتلافي الأخطار؟ أم كل ما سبق؟.
وكشف حمدي حسين أنه بالرغم من أن إدارة الشركة أعطت للعمال إجازة اعتبارًا من يوم الإثنين 29 سبتمبر بمناسبة عيد الفطر، وأن يكون آخر يوم في التشغيل هو يوم الأحد بنهاية وردية 11.30 مساء؛ حيث يخرج العمال 7.30 إلا أن مشرفي المصانع أعطوا أوامرهم لعمال الإنتاج أن يستمروا في العمل إلى أن ينقطع التيار الكهربائي عن المصانع (مركزيًّا) من المحطة ليستفيدوا بساعة أو أكثر ليزيدوا الإنتاج وبالفعل يستمر العمل بالإنتاج إلى أن تتوقف الأنوال (الماكينات) فجأة نتيجة توقف التيار الكهربائي!!!.
فيخرج العمال من المصانع مع مشرفيهم دون إنزال سكينة الكهرباء داخل المصانع وضبط الأنوال على وضع إيقاف، وبعد انتهاء الإجازة يعود العمال إلى العمل (السبت 4/10/2008م)، ولأنه لم تكن هناك وردية شغالة يعطي المشرفون أوامرهم للعمال أن يأتوا قبل المواعيد الرسمية بما لا يقل عن ساعتين لتشغيل الأنوال للاستفادة من زيادة الإنتاج!! يدخل العمال للمصانع مع عددٍ من المشرفين ويفاجئون بتشغيل التيار الكهربائي، وغالبًا ما يقوم مشرفو المصانع بأنفسهم بالذهاب لمحطة الكهرباء وتشغيل مفاتيح الكهرباء فتشتغل الماكينات فجأةً بتيار أشد من العادة؛ لأن معظم المصانع الأخرى بالشركة مُعطَّلة!! فيحدث الماس الكهربائي الذي عادةً ما يُحدث شرزًا يتطاير إلى الزغبار المتراكم بين الماكينات وعلى الأرضيات أو في الغالب ما يكون بكثرة داخل التكييفات الخاصة بالمصانع أو فتحات شفط الزغبار المتراكم بها زغبار القطن والألياف الصناعية نتيجة عدم التنظيف الجيد.. فيحدث الحريق، ولأن الكهرباء تم توصيلها فبالتالي التكييف والشفط يشتغلان فيقومان بنقل الزغبار الذي أصابه الشرز المتطاير فينتقل بسرعة لباقي الزغبار في التكييف وبين وعلى الأنوال فيتسع الحريق، ويمكن اتساع الحريق من مصنع نسيج 6 إلى نسيج 16 (أو العكس) عبر نفس التكييف لأنها متلاصقة، وداخل مبنى واحد يفصل بينهما سور، أما نسيج 7 فهو يبعد عنهما قليلاً، ولكن ما حدث في 6 أو 16 يمكن أن يحدث لـ7 أو أي مصنعٍ للنسيج أو الغزل والأخطر لو حدث لمصانع البوش (حيث يوجد مصنع البوش الجديد أمام نسيج 6 والبوش القديم أمام نسيج 7).
وأضاف حمدي أن إدارة غزل المحلة هي المسئولة بموافقتها على تشغيل المصانع في غير أوقات العمل الرسمية، وأن معظم المشرفين غير مدربين على استعمال أدوات الأمن الصناعي وجهلاء بطرق الوقاية من الأخطار (توقيف الأنوال والماكينات قبل انقطاع التيار الكهربائي وإنزال سكينة الكهرباء للحماية من التشغيل المفاجئ وأن أعمال الصيانة والنظافة على غير ما يرام (الزغبار وبواقي الزيوت والشحوم بكل مكان).
وأنهى حمدي حديثه قائلاً: على الرغم من أن شركة غزل المحلة بها أكبر إدارة للأمن الصناعي وعمالها مدربون على أعلى مستوى في إدارة التدريب (رغم أن معظمهم من القيادات العمالية التي نقلت إليها نتيجة إضراب منحة المدارس الشهير)، إلا أن ما ينقل للعمال من تدريب أقل القليل من المطلوب ويكون بغرض الترقية فقط، وليس للمعرفة من أجل حماية الشركة والنفس من الأخطار، بالإضافة إلى أن وسائل الأمان معظمها بالمخازن ودواليب المشرفين للحفاظ عليها سليمة حتى موعد تسليمها وليس لاستعمالها بما فيها الكمامات والأحذية وخلافه
كتب - كريم البحيرى:
تقدَّم المهندس سعد الحسيني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بسؤالٍ عاجلٍ إلى د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يطالبه بتفسيرٍ واضحٍ لمسلسل الحرائق المتتالية في مصر؛ حيث تطرَّق السؤال إلى الحريق الذي حدث في شركة غزل المحلة بعد أيامٍ من حريق المسرح القومي وأسابيع من حريق مجلس الشورى.
وتساءل الحسيني: هل صحيح أن خسائر الحريق تتعدى خمسة ملايين جنيه كما نُسِبَ إلى محافظ الغربية أم أنها لا تتعدى 50 ألف جنيه كما زعمت مصادر حكومية؟ ألا يعتبر هذا المبلغ ضئيلاً أمام حجم الخسائر المعلنة (على الأقل ثماني ماكينات)؟.
وشكك الحسيني في توقيت تلك الحرائق التي تشب غالبًا قُرب إعلان الميزانية، لافتًا الانتباه إلى أن سيناريو الحريق في حال تعمده قد يهدف لإقناع الجميع بأهمية خصخصة الشركة.
كما تساءل الحسيني عن وسائل الأمن الصناعي ووحدات وأجهزة إطفاء الحريق، ولماذا لم تتم السيطرة على الحريق بشكلٍ فوري؟ مشيرًا إلى أن هذا الحريق جزءٌ من مسلسل إحراق مصر.
وعلى الجانب الآخر بدأت أمس لجنة تحقيقات من الأمن الصناعي ووزارة القوى العاملة والنيابة في البحث عن أسباب الحريق الذي نشب مع محاولة حصر التلفيات والتي قدَّرها المفوض العام بـ50 ألف جنيه وهو ما كذَّبه الحصر المبدئي الذي أفاد بوجود أكثر من 8 ماكينات تمَّ تخريبها نتيجة الحريق بخلاف الأقطان والتكييفات، بالإضافةِ إلى ماكينة سولزر خاصة بالفوط، وأن ثمن الماكينات يتخطى النصف مليون جنيه.
يُذكر أن الشائعات ما زالت مستمرةً حول أن هناك فاعلاً وراء الحريق، وأنه لم يحدث بالشكل الذي وصفه المفوض العام فؤاد عبد العليم حسان عن أن سببه ماس كهربائي، وهذا هو المتعارف عليه في كلِّ عام، فيما ذكر أحد التقارير حول حريق غزل المحلة بأنه ربما وجود الفئران بكثرة داخل لوحات الكهرباء هو السبب في انتشار الحريق.
وعلم (محرر مدونة عمال مصر) أن هناك اتهامًا لقسم محطة الكهرباء بأنه السبب في الحريق بسبب ترك مسئولية مولدات الكهرباء في حالة تشغيل مما تسبب في الحمل الزائد على الماكينات، ولم يكن هذا الاتهام الوحيد الموجه فقد بدأ سيل من الاتهامات بين عمال النسيج وعمال محطة الكهرباء من جهة وبين عمال غزل المحلة للمفوض العام من جهة أخرى، كلٌّ يُلقي الاتهام على الآخر أنه السبب في الحريق، وحتى الآن لم يُذكر السبب الحقيقي وراء هذا الحريق.
يقول حمدي حسين مدير مركز (آفاق اشتراكية) بالمحلة الكبرى وأحد القيادات العمالية بغزل المحلة "سابقًا": إن العمال فوجئوا يوم السبت بالحريق الذي شبَّ في ثلاثة مصانع لنسيج الهواء، وتضاربت المعلومات والأقاويل على المدونات والصحف، كلٌّ يصبغه كما يراه وفي مخيلتهم حرائق مصر السابقة، ولكن اتفق الجميع على أن الماس الكهربائي دون الخوض في كيفية إحداث هذا الماس هل هو بشكلٍ عشوائي أم كثرة أحمال للكهرباء؟ أم إهمال في التشغيل؟ أم متعمد بفعل فاعل؟ أم جهل بالأمن الصناعي؟ أم عدم توافر للإمكانات التي تُساعد على وقوع حوادث أو إصابات؟ أو عدم قيام اللجنة النقابية بمسئوليتها تجاه تدريب العمال على الأمان وتلافي الأخطار؟ أم كل ما سبق؟.
وكشف حمدي حسين أنه بالرغم من أن إدارة الشركة أعطت للعمال إجازة اعتبارًا من يوم الإثنين 29 سبتمبر بمناسبة عيد الفطر، وأن يكون آخر يوم في التشغيل هو يوم الأحد بنهاية وردية 11.30 مساء؛ حيث يخرج العمال 7.30 إلا أن مشرفي المصانع أعطوا أوامرهم لعمال الإنتاج أن يستمروا في العمل إلى أن ينقطع التيار الكهربائي عن المصانع (مركزيًّا) من المحطة ليستفيدوا بساعة أو أكثر ليزيدوا الإنتاج وبالفعل يستمر العمل بالإنتاج إلى أن تتوقف الأنوال (الماكينات) فجأة نتيجة توقف التيار الكهربائي!!!.
فيخرج العمال من المصانع مع مشرفيهم دون إنزال سكينة الكهرباء داخل المصانع وضبط الأنوال على وضع إيقاف، وبعد انتهاء الإجازة يعود العمال إلى العمل (السبت 4/10/2008م)، ولأنه لم تكن هناك وردية شغالة يعطي المشرفون أوامرهم للعمال أن يأتوا قبل المواعيد الرسمية بما لا يقل عن ساعتين لتشغيل الأنوال للاستفادة من زيادة الإنتاج!! يدخل العمال للمصانع مع عددٍ من المشرفين ويفاجئون بتشغيل التيار الكهربائي، وغالبًا ما يقوم مشرفو المصانع بأنفسهم بالذهاب لمحطة الكهرباء وتشغيل مفاتيح الكهرباء فتشتغل الماكينات فجأةً بتيار أشد من العادة؛ لأن معظم المصانع الأخرى بالشركة مُعطَّلة!! فيحدث الماس الكهربائي الذي عادةً ما يُحدث شرزًا يتطاير إلى الزغبار المتراكم بين الماكينات وعلى الأرضيات أو في الغالب ما يكون بكثرة داخل التكييفات الخاصة بالمصانع أو فتحات شفط الزغبار المتراكم بها زغبار القطن والألياف الصناعية نتيجة عدم التنظيف الجيد.. فيحدث الحريق، ولأن الكهرباء تم توصيلها فبالتالي التكييف والشفط يشتغلان فيقومان بنقل الزغبار الذي أصابه الشرز المتطاير فينتقل بسرعة لباقي الزغبار في التكييف وبين وعلى الأنوال فيتسع الحريق، ويمكن اتساع الحريق من مصنع نسيج 6 إلى نسيج 16 (أو العكس) عبر نفس التكييف لأنها متلاصقة، وداخل مبنى واحد يفصل بينهما سور، أما نسيج 7 فهو يبعد عنهما قليلاً، ولكن ما حدث في 6 أو 16 يمكن أن يحدث لـ7 أو أي مصنعٍ للنسيج أو الغزل والأخطر لو حدث لمصانع البوش (حيث يوجد مصنع البوش الجديد أمام نسيج 6 والبوش القديم أمام نسيج 7).
وأضاف حمدي أن إدارة غزل المحلة هي المسئولة بموافقتها على تشغيل المصانع في غير أوقات العمل الرسمية، وأن معظم المشرفين غير مدربين على استعمال أدوات الأمن الصناعي وجهلاء بطرق الوقاية من الأخطار (توقيف الأنوال والماكينات قبل انقطاع التيار الكهربائي وإنزال سكينة الكهرباء للحماية من التشغيل المفاجئ وأن أعمال الصيانة والنظافة على غير ما يرام (الزغبار وبواقي الزيوت والشحوم بكل مكان).
وأنهى حمدي حديثه قائلاً: على الرغم من أن شركة غزل المحلة بها أكبر إدارة للأمن الصناعي وعمالها مدربون على أعلى مستوى في إدارة التدريب (رغم أن معظمهم من القيادات العمالية التي نقلت إليها نتيجة إضراب منحة المدارس الشهير)، إلا أن ما ينقل للعمال من تدريب أقل القليل من المطلوب ويكون بغرض الترقية فقط، وليس للمعرفة من أجل حماية الشركة والنفس من الأخطار، بالإضافة إلى أن وسائل الأمان معظمها بالمخازن ودواليب المشرفين للحفاظ عليها سليمة حتى موعد تسليمها وليس لاستعمالها بما فيها الكمامات والأحذية وخلافه
Comments