خسائر بـ10 ملايين جنيه في تحقيقات النيابة لحريق "غزل المحلة

فؤاد عبد العليم حسان تصوير - كريم البحيرى


كتب - كريم البحيرى:


كشفت التحقيقات التي تجريها نيابة المحلة الكبرى حول حادث حريق 3 أقسام بشركة الغزل والنسيج يوم السبت الماضي عن مفاجأة جديدة أثناء تحقيقها مع رؤساء أقسام النسيج ومحطة الكهرباء؛ بأن عدد الماكينات المتضررة هو 30 ماكينة، وليس كما ادعى المهندس فؤاد عبد العليم حسان المفوض العام للشركة بأنها 16 فقط، وهو ما تناولته وكالات الأنباء بعد الحريق وكذَّبه رؤساء الأقسام الذين جرى معهم التحقيق أمس واليوم، وكانت المفاجأة المدوية التي كشفت عنها التحقيقات أن إجمالي خسائر الحريق تعدت الـ10 ملايين جنيه.
وفي سياق متصل نفت شركة التأمين أن تكون خسارة شركة غزل المحلة قد بلغت 10 ملايين جنيه، وقالت في تقريرها الصادر اليوم إن مجمل الخسائر، حسب ما قامت به من حصر، لن يتعدى الـ300 ألف جنيه، فيما كان المفوض العام قد أعلن أن الخسائر لن تتعدى الـ50 ألف جنيه.
وعلى الجانب الآخر علم (محرر مدونة عمال مصر) من مصادر داخل الأقسام المتضررة أن مجمل الماكينات المتضررة 30 ماكينة موزَّعة كالآتي: 20 ماكينة في "قسم نسيج هواء 16"، متضرر منها بشكل كبير 13 ماكينة، فيما تعتبر الماكينات الـ7 الأخرى أقل تضررًا، وفي "قسم نسيج هواء 6" بلغت عدد الماكينات المتضررة 7، تضاربت الأقوال حول تشغيلهم أو توقُّفهم، وفي "قسم 7" تضررت 3 ماكينات لم يتم تشغيل أي منها حتى الآن، بالإضافة إلى احتراق محتويات 3 مخازن كبيرة.
كانت حالة من السخط العمالي سادت أرجاء الشركة؛ بسبب استمرار تضارب الأقوال حول الحريق وأسبابه الحقيقية؛ حيث صرح المفوض العام أن الحريق كان بسبب ماس كهربائي؛ نتيجة توقف التشغيل فترات طويلة، فيما قالت القوى العاملة: إن الفئران هي كانت السبب؛ حيث أفادوا في تقريرهم لوزارة القوى العاملة بأن الفئران تنتشر بشكل كبير في بوكسات الكهرباء، وتسبَّب ذلك في تآكل كابلات الكهرباء، وهو ما تسبَّب في الحريق، وهو ما نفاه العمال؛ حيث استقر الرأي الأكثر تداولاً بين صفوف العمال على أن هناك فاعلاً وراء الحريق، وأنه لم يحدث بالشكل الذي وصفه المفوض العام عن أن سببه ماس كهربائي، وهذا هو المتعارف عليه في كلِّ عام، وليس كما وصفته القوى العاملة في تقريرها.
ولا تزال الشركة تشهد استمرار منع الصحفيين من تصوير أماكن الحريق، بعد أن منعتهم في السابق ولم تسمح الشركة بدخول سوى لبعض المراسلين في الصحف الحكومية في أماكن بعيدة عن الأماكن المتضررة بشكل كبير، واكتفت بجعلهم يزورون أماكن لم تتضرر بالشكل الكبير، فيما سمحت اليوم إدارة الشركة لقناة (النيل للأخبار) الناطقة بلسان الحكومة الدخول لمقر الشركة، وتصوير بعض الأماكن الأقل تضررًا، وتصوير العمال أثناء خروجهم في خطوة لنشر أن ما تتناوله الصحف حول الأضرار الجسيمة نتيجة الحريق غير صحيحة.
يُذكر أنه خلال الأيام الماضية بدأ تبادل الاتهامات بين أقسام الشركة المختلفة؛ حيث اتهم عمال النسيج محطة الكهرباء بأنها سبب الحريق بتركها سنترال التشغيل يعمل دون إيقافه، فيما اتهم عمال محطة الكهرباء عمال النسيج بعدم إغلاق الماكينات يدويًّا، بينما اتهم عمال الشركة إدارة الأمن الصناعي- والتي تعتبر من أكبر إدارات الشركة- بأنها السبب وراء الحريق.
في الوقت الذي أعلنت القوى العاملة أنها أرسلت لمفوض الشركة أكثر من مرة بأن هناك خللاً في إجراءات الصحة والسلامة المهنية، بالإضافة إلى الأمن الصناعي، وهو أيضًا ما أبلغت به إدارة الأمن الصناعي المفوض.
يُذكر أن الشركة شهدت العام قبل الماضي حريقًا في مقر الجهاز الحاسب، والذي نشب نتيجة وجود أنبوبة مثقوبة تسبَّبت في أضرار كبيرة بالقسم، بالإضافة إلى إصابة العديد من العاملين

Comments