رد مدرسى الحصة على السيد محافظ المنيا


صمت دهرا ونطق..............
أخيرا خرج السيد المحافظ من صمته فى قضيتنا قضية مدرسى الحصة وخرج علينا السيد المحافظ فى جريدة صوت المنيا والتى يترأس مجلس إدارتها العدد الماضى ديسمبر 2007 ليعلن أن مدرسى الحصة قد تم مراعاتهم طوال الأعوام السابقة وأنهم قد استفادوا من العمل بالحصة على حساب أبنائنا وأنهم غير مؤهلين وأنهم السبب فى ضعف مستوى اربعين من أولادنا فى كل فصل.
وهذا ردنا نحن مدرسى الحصة على تصريحات السيد المحافظ
أولا: بخصوص ضعف مستوى التلاميذ فى المحافظة
لقد صدق السيد الحافظ بخصوص ضعف مستوى التلاميذ فى المحافظة ولكن هل نحن المسئولين عن هذا.
من المعروف والمسلم به أن الإدارة دائما تكون سببا فى النجاح أو الفشل فلو انك أحضرت أكفء العمال تحت قيادة فاشلة لن يحققوا إلا الفشل والمثال الذي يعرفه معظم الشعب المصرى فى ذلك هو كرة القدم فلو انك أحضرت أفضل لاعبى العالم تحت قيادة مجلس فنى وإدارى فاشل لتلقوا الهزائم الواحدة تلو الأخرى وذلك لان الإدارة دائما هى القائد، وكان على رأس الإدارة دائما السيد المحافظ لان التربية والتعليم فى محافظة المنيا تخضع لنظام اللامركزية فى الإدارة فالسيد المحافظ هو المسئول الأول عن ذلك.
فالتربية والتعليم فى محافظة المنيا تدار على الوجه التإلى
تشتغل كتير تغلط كتير يجازوك متشتغلش متغلطش يرقوك
هكذا قال لى احد المدرسين الأساسيين وهو مدرس قديم وكان زميلا لى فى المدرسة، وللأمانة كان الرجل من المخلصين فى العمل لكنه كان من المظلمين وكان غيره من غير المجدين من المقربين للسيد الناظر لا يعملون إلا القليل جدا فهم يحضرون فى اليوم ساعة أو اقل وقد لا يحضرون على الإطلاق ولكن فى دفاتر الحضور والانصراف أسمائهم دائما مقيدة.
(ومن الطريف ان السيد المحافظ وفى نفس العدد من الجريدة قد أكد هذا الكلام عندما صرح بانه قد زار مدرسة المنيا الثانوية التجارية بنات فوجد 48 مدرس غائب فى يوم واحد وزار مدرسة المنيا الثانوية بنات فوجد 9 مدرسين غائبين مع العلم ان هاتين المدرستين هم جيران المحافظة يقعان بجوار المحافظة فما بالك بالمدارس التى تقع فى القرى والمناطق النائية)
لم أأخذ بنصيحة زميلى فى العمل واعتبرتها دعابة وأخذت اعمل أنا وزملائي من مدرسى الحصة بجد وكنا نتحمل المسئولية كاملة فى الالتزام بعملنا بكل أمانة وإخلاص بل قد كنا نقوم بأعمال الآخرين وإعطاء الحصص بدلا من المدرسين الحاضرين الغائبين وليس ذلك وفقط بل والقيام بالأعمال الإدارية والتى ليست من مسئولينا كالإشراف على المدرسة وعمل التقارير اليومية وعمل استمارات المرتبات وعمل كشوف التلاميذ وأى شىء أخر.
وعلى طول ما يقرب من أثنى عشر عاما قام مدرسى الحصة بسد العجز الرهيب فى المدرسين فى المحافظة وإنقاذ التعليم من كارثة محققة.
رغم ان السادة المسئولين فى المحافظة قد وضعونا تحت التصرف الكامل لنظار المدارس ، فناظر المدرسة يستطيع أن يفصل مدرس الحصة فى أى وقت يشاء ولو حتى لأسباب شخصية لا تتعلق بالعمل أو بسبب أن مدرس الحصة يرفض القيام بأعمال أضافية ليست من مسئوليته ولكن من مسئولية أخرين أو يفصله لأنه رفض عمليات الغش المنظم التى تحدث فى امتحانات نصف واخر العام والتى جعلت التلاميذ يعتادون النجاح بلا أى مجهود مما أدى إلى تدهور العملية التعليمية.
وذلك شىء بديهى معروف ومعتاد فى مدارس محافظة المنيا خاصة التى تقع فى القرى ويتم تحت إشراف كامل من النظار الذين يخشون من نسب النجاح المتدنية للغاية والتى قد تؤدى إلى عقابهم من قبل الإدارة ، فالناظر الذى يجتهد أن يعطى كل تلميذ حقه ويمنع عمليات الغش فى المدرسة تظهر نسب النجاح تراجع مدرسته أمام اغلب المدارس بل والنسبة الساحقة منها والتى تقوم بعمليات الغش ( وقد تكون مدرسته فى الحقيقة أفضل من كل هذه المدارس) مما يؤدى إلى عقابه من قبل الإدارة.
ويتم هذا كله فى ظل الرقابة الغائبة من الإدارة ومن رأس الإدارة والتى لا تتم إلا على الورق وحسب.
وقد صدق زميل أخرمن المدرسين الأساسيين العتقاء فى المدرسة والذى أراه دائما يضع الكرسى ويجلس أمام الفصل يجلس يكتب فى دفاتره فسألته لماذا لا تهتم بالتلاميذ كما تهتم بالدفاتر فقال لى
كمل دفاترك يحتار الموجه فيك
يابنى بلدنا بلد ورق
ثانيا: بخصوص أن مدرسى الحصة قد تم مراعاتهم طوال الأعوام السابقة وأنهم قد استفادوا من عملهم طوال السنوات الماضية على حساب العملية التعليمية.
أنا أتسأل ماذا استفاد مدرسى الحصة طوال الأعوام الماضية؟
هذا السؤال أوجهه إلى السيد المحافظ ، ماذا استفاد الشاب الذى أفنى ثمرة شبابه وهو من وقت أن تخرج يدرس بالحصة بجنيه وربع الحصة ولا يتقاضى منها سوى تسعين قرش
تسعون قرش فى الحصة أى أن المدرس الذى يقوم بتدريس أثنى عشر حصة فى الأسبوع يتقاضى عشرة جنيهات وثمانين قرشا يخصم منها أيام الأجازات والعطل الرسمية وأجازة نصف وآخر العام.
ماذا استفاد المدرس الذى افني ثمرة شبابه على أمل التعيين مع الوعود المستمرة.
ماذا استفاد المدرس الذى ظل يدرس بلا أى مزايا لا تأمين صحى ولا معاشات ولا أجازات ومع تحكم كامل من النظار والإدارة وتهديد دائم بالفصل فى أى لحظة وبلا أى سبب وكل ذلك على أمل التعيين
وفى النهاية وعندما صدر قانون التعليم الجديد والذى تضمن المادة 73 من الباب السابع والتى أعطت لنا الحق في التعيين مدرسين تحت الاختبار تمهيدا للتعيين والتى طال انتظارها سنوات والتى استثنتنا من شرطى الاعلان والمفاضلة والتى تحملنا من اجلها الصعاب.
فوجئنا بتجاهل تام لهذا القانون من قبل السيد المحافظ والذى اعتبرنا عالة على التعليم وسبب فى فساده وأننا غير مؤهلين، مع العلم أننا من حملة المؤهلات العليا ومعظمنا قد حصل على التأهيل التربوى (الدبلوم التربوى) ومن لم يحصل عليه بعد فقد أعطاه القانون مهلة للحصول عليه ، علاوة على أننا أصحاب خبرة كبيرة اكتسبنها طوال الأعوام التى قضيناها فى التدريس.
وعندما توجهنا إلى المحافظة لمقابلة السيد المحافظ كان يرفض السيد المحافظ بشدة مقابلتنا كما اعتاد أن يفعل فى كل مرة كنا نتوجه فيها إلى المحافظة ولكن بعد فترة كبيرة قضيناها أمام باب المحافظة وبتعاطف من بعض أعضاء المجالس المحلية المحترمين والذين كانوا قد خرجوا على التو من اجتماع مع السيد المحافظ ورفض عدد منهم مغادرة المكان ووقفوا معنا أمام بوابة المحافظة حتى تكرم علينا السيد المحافظ بالموافقة على مقابلة اثنين منا.
وقد كنت احد الاثنين الذين اختارهم الزملاء للقيام بذلك، فرحنا واعتقدنا أن الفرصة قد جاءت لنشرح للسيد المحافظ مشكلتنا على الوجه الصحيح حتى يعطينا حقوقنا.
توجهنا إلى الطابق الأول حيث يقع مكتب السيد المحافظ انتظرنا قليلا حتى سمح لنا بالدخول ، كان السيد المحافظ يقف خلف مكتبه و يجمع أوراقه وكأنه يتأهب للخروج وكان يقف بجواره مجموعة من الموظفين ، عندما وقفنا أمام المكتب والقينا السلام نظر إلينا السيد المحافظ بتجهم وقال محدش يقعد ، ايه فيه ايه عاوزين ايه، وبدأ السيد المحافظ بالتحدث بصوت عإلى وصراخ لم يعطى لنا فرصة للتعبير عن مشكلتنا وقبل أن ينهى منا الواحد عبارته يقابلها سيل من العبارات من السيد المحافظ انتم ملكمش عندى أى حق انتم متنفعوش انتم.............. ،حاولت أن امتص غضب السيد المحافظ الغير مبرر والذى لا اعلم له سبب حتى نستطيع التفاهم معه، قلت له سيادتك محافظ هذا البلد ونحن ابنائك ولدينا مشكلة ونرجوا من سيادتك أن تحلها ، لم انتهى من عبارتى حتى بدا السيد المحافظ الصراخ مرة أخرى ، فقلنا له أن هناك قانون يعطينا حقوقنا ولم يتم تنفيذه، فقال سيادته(خمسة جنيهات لأى محامى وارفعوا على قضية) .
وبهذه العبارة تأكد لى ان السيد المحافظ لا يحترمنا نحن فقط ولكن هو لا يحترم أى حد يعتبره اقل منه سواء كان مدرس أو محامى أو أى مواطن أخر.
وبهذه العبارة أنهى السيد المحافظ المقابلة التى لم تستمر أكثر من 4او5 دقائق .
وظهر لى المحافظ بغير الصورة التى رائيته فيها على وسائل الاعلام عند بداية تعيينه وكان فيها يبدوا عليه الهدوء وقال انه يستمع لجميع المواطنين وكان ذلك على ما اعتقد فى برنامج حالة حوار
لا فائدة
هذا ما خلصنا إليه أنا وزملائي من مقابلة السيد المحافظ لا فائدة ولا أمل من تطبيق القانون وإعطائنا حقوقنا مع العلم أن هذه الحقوق وهذا القانون ليس من اختراعنا ولكن وضعه السادة المسئولين واقره السيد رئيس الجمهورية.
وهذا ما أكده مرارا وتكرارا السيد المحترم بحق وزير التنمية الإدارية فى عدة مناسبات فى جريدة الجمهورية على أحقيتنا فى التعيين بل وطالب المحافظين بتطبيق القانون وفقا لمبدأ اللامركزية بل ومحاسبة المسئولين فى مديريات التربية والتعليم على عدم تطبيق القانون من ثانى يوم تم نشره فى جريدة الوقائع المصرية واعطائنا حقوقنا.
ولم يتبق لنا الا الخيارات الاتية
أولها: أن نلجأ إلى القضاء لتنفيذ القانون ولكن حبال القضاء طويلة وكذلك نفقاته ونحن لم نأخذ من التعليم ما ننفقه على القضايا والتى قد لا تفصل إلا بعد سنيين، ومن الممكن انه بعد ذلك نجد المسئولين يضربون بأحكام القضاء عرض الحائط كما فعلوا مع القوانين والتى أقرها السيد رئيس الجمهورية
الخيار الثانى: هو أن نلجأ إلى الاعتصام والإضراب عن الطعام وعندها يتم اتهامنا بعدم الوطنية والخروج على القانون، وان كانت الاعتصامات قد نجت فى الوجه البحري فأن مصيرها فى الوجه القبلى الفشل وذلك أن السلطات الأمنية لا يعرفون فى الوجه القبلى إلا الضرب بيد من حديد فهم لا يعرفون شيئا عن حقوق الإنسان وإن التاريخ وما حدث طوال الاعوام السابقة خير دليل وخير شاهد على ذلك.
وذلك هو ما يعرفه جيدا السيد المحافظ ومن معه
وحسبنا الله ونعم الوكيل
مدرسين الحصة بمحافظة المنيا
عنهم
فريد شوقى عبد الغنى

Comments