المناضل عريان نصيف:بطولات اليسار لا يمكن إنكارها رغم رفض النظام لبطولاتهم

كتبت رشا جدة بجريدة البديل
منذ تأميم جمال عبدالناصر لقناة السويس ونحن متوقعون أن يتم بشكل أو بآخر الانتقام من مصر وبالتالي كنا ـ سواء الحركة الشيوعية أو اليسارية والوطنية ـ نحاول تجميع القوي الشعبية للمقاومة في هذه الأثناء، حينها كنت طالبا بكلية الحقوق فقمنا بتجميع عدة آلاف من الطلبة والخريجين واقمنا ما اسميناه آنذاك جيش التحرير الشعبي بالإسكندرية واتفقنا مع اللواء «عاطف نصار» قائد المنطقة الشمالية للقيام بعمليات تدريب جادة وليست شكلية للمتطوعين وذلك لهدفين، أولهما تدريب مجموعة للسفر إلي بورسعيد والمشاركة في حركة المقاومة هناك أما الهدف الثاني فكان إقامة جيش شعبي للدفاع عن مدينة الإسكندرية في حال تعرضها للعدوان وبالفعل تم تدريب الجيش وحين طالبت بالتحرك إلي بورسعيد رفض الطلب والقي القبض علي وزج بي إلي السجن الحربي وحكم علي من مجلس عسكري ميداني بالإعدام رميا بالرصاص.لكن ما يمكن قوله بشكل عام إن حركة الشعب المصري بأكملها كانت وراء أبطال بورسعيد في مقاومتهم للعدوان.وكانت هناك قوة داخل النظام لا ترغب في توسيع المعركة أو أن يقودها اليسار المصري، وأعتقد أن ما حدث بالنسبة لي وفي بعض معسكرات أخري بصور مختلفة هو تعبير عن أن هذه القوة كانت تعوق التحالف الحقيقي بين الشيوعيين وعبدالناصر في سبيل هزيمة العدوان.وقد علمت أن اليسار المصري والشيوعيين قدموا دورا بطوليا في معركة بورسعيد، بعد أن تمكنت قياداته الرئيسية أمثال المناضلين الراحلين سعد رحمي وعبدالمنعم شتلة وأحمد الرفاعي وعبدالمنعم القصاص وكثيرين من الشيوعيين من الدخول لبورسعيد وقيادة المقاومة الشعبية في هذه المدينة الباسلة.وبالرغم من تلك القوة، كانت هناك قوة أخري حريصة علي التحالف المتين بين النظام الناصري بين الشيوعيين واليساريين المصريين في سبيل الانتصار علي العدوان، وكان من قيادات هذه القوة عناصر رئيسية في النظام أمثال لطفي واكد وكمال رفعت ومحسن لطفي.وفي النهاية فان المقاومة الشعبية الباسلة في بورسعيد 1956 هي التي جعلت قوي التقدم في العالم كله تقف مع الشعب المصري وتدعم تلك المقاومة

Comments