موكب الرئيس أضاع علي شاب الوظيفة.. وكاد يسجن آخر

رامز صبحي

أصاب خطاب الرئيس محمد حسني مبارك، الذي ألقاه في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة الحركة المرورية بوسط شرق القاهرة بالشلل التام، مما أدي إلي تعطيل مصالح قطاع عريض من المواطنين، تباينت شرائحهم الاجتماعية، إضافة إلي إغلاق بعض المؤسسات الحكومية كوزارة الصحة.
تحركات رئيس الجمهورية أصابت مصالح بعض المواطنين في مقتل حيث قال مواطن رفض ذكر اسمه (24 عامًا): بعد تخرجي ظللت أبحث عن فرصة عمل توفر لي دخلاً ماديًا شهريًا مناسبا، إلي أن تمكنت من تحديد موعد مع أحد البنوك بكورنيش النيل لإجراء مقابلة للعمل به، والموعد كان الساعة العاشرة صباحًا، وغادرت منزلي بمدينة نصر في الثامنة والنصف صباحًا تحسبا لأي حادث طارئ، إلا أن نزول الرئيس تسبب في إيقاف كوبري 6 أكتوبر لمدة ثلاث ساعات فذهبت إلي البنك في الحادية عشرة صباحًا، ورفض مسئولو البنك مقابلتي لأنني - علي حد قولهم - شخص غير ملتزم!
وسأل الشاب السؤال الدائم: لماذا لا يقوم الرئيس بالتنقل عبر طائرة هيليكوبتر رافة بالمواطنين؟
بينما يتحدث سليم (مندوب مبيعات) عن ثلاثة مواعيد تم (ضربها) بسبب خطاب الرئيس، مؤكدًا أنه جاء من المعادي إلي شارع قصر العيني في نصف ساعة، وظل في الشارع لمدة ساعتين لتوقف الحركة المرورية، قائلاً: الشرطة تمنع المواطنين حتي من السير علي الأقدام!
أما علي (موظف) فيقول إنه ظل ينتظر مرور موكب الرئيس بميدان طلعت حرب لمدة ساعة إلا ربع، تحولت خلالها شوارع وسط القاهرة إلي ثكنات عسكرية.
ويتساءل علي: ما مردود هذا الخطاب علي المواطنين حتي يتسبب في شلل المرور بهذا الشكل والإضرار بمصالحنا؟
وهو ما أكده أيضًا - محمد عبدالحميد (موظف) الذي قال إن خطاب الرئيس كاد يؤدي به إلي السجن، مشيرًا إلي أنه كان يجب عليه سداد أموال في أحد البنوك، وظل من الساعة التاسعة صباحًا وحتي الثانية عشرة ظهرًا منتظرًا الانفراجة المرورية، إلي أن وصل البنك قبل حظات من انصراف الموظف المسئول، ويقول محمد: لو لم ألحق بالموظف وتم تحويل الشيك إلي المحكمة هل كان سيخرجني خطاب الرئيس من السجن؟!
بينما يقسم محمد سائق ميكروباص «مدينة نصر - عبدالمنعم رياض» أنه ظل علي كوبري أكتوبر لمدة ثلاث ساعات، مشيرًا إلي خسارته 35 جنيه نتيجة فقدانه «فردتين» بسبب الزحام.
ناهيك عن آلاف الطلاب الذين لم يلحقوا بمحاضراتهم، والموظفين الذين وصلوا متأخرين إلي أعمالهم

Comments